الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

ياقوتية الماء: الحسناء والوحش

تسيفا-أليم تيكلي
ياقوتية الماء جميلة على السطح، لكنها سريعة النمو وتسبب ضرراً كبيراً يهدد التنوع البيولوجي، صيد الأسماك، وحتى الطاقة الكهرومائية.
6.12.2018  |  بحر دار، إثيوبيا
ياقوتية الماء الشائعة.  (الصورة: Ajmain Fayek | flic.kr/p/6pJ9NG)
ياقوتية الماء الشائعة. (الصورة: Ajmain Fayek | flic.kr/p/6pJ9NG)

تتعرض بحيرة تانا، أكبر بحيرة في إثيوبيا وثاني أكبر بحيرات أفريقيا، إلى اجتياح تدريجي من قبل عشبة مائية هي ياقوتية الماء.

وقد غطت هذه النبتة المعروفة محلياً باسم ايمبوتش بالفعل 50 ألف هكتار من البحيرة، وفقاً لجامعة باهير-دار.

ومنذ اكتشاف ياقوتية الماء في بحيرة تانا عام 2012 من قبل عالم الأحياء الدكتور أياليو ووند، لم تبذل سوى جهود مبعثرة للسيطرة على انتشارها.

التحدي الرئيسي هو أن العشبة تنتعش بسرعة كبيرة، حيث تتكاثر خلال ثلاثة أسابيع أو أقل.“

وقد بدأت حكومة إقليم أمهارا وغيرها من الأطراف المعنية حملات واسعة النطاق لتعبئة سكان المناطق المتضررة.

وعلى الرغم من توظيف كمية هائلة من العمل البشري والأموال في السنوات الماضية لإزالة العشبة، فإنها تواصل الانتشار بسرعة مخيفة، وفقاً لمركز أبحاث جامعة بحردار.

يوضح الدكتور كفيالو تيمسجين، عالم الأحياء والباحث في بحيرة تانا، سبب فشل الجهود الجارية في إحداث أثر ملحوظ في السيطرة على انتشار ياقوتية الماء: "التحدي الرئيسي هو أن العشبة تنتعش بسرعة كبيرة، حيث تتكاثر خلال ثلاثة أسابيع أو أقل، تبعاً للعناصر الغذائية المتوفرة في البحيرة."

ويضيف: "ما لم يتم استئصال الياقوتية وسحقها وإحراقها بسرعة، فإنها تعيد إنتاج نفسها بسهولة، وتجعل الطريقة التقليدية الحالية في إزالة العشبة يدوياً أمر صعب للغاية."


العشبة تضر التنوع البيولوجي

تنمو هذه العشبة المائية بسرعة إذا تركت دون مراقبة لتشكل غطاء صلباً سميكاً يحجب جريان الهواء والماء، وكذلك ضوء الشمس عن سطح الماء وبالتالي يؤثر سلباً على البيئة المائية.

وقد كشف الباحثون مؤخراً أن العشبة تقوض الأوكسجين المتوفر من الماء وتعرقل أنشطة التمثيل الضوئي لمختلف أنواع النبات تحت الماء، وبهذا تضر التنوع الحيوي للبحيرة.

وأكد الصيادون في جانب فوجيرا من البحيرة في ولاية أمهارا في منطقة جنوب جوندار، أن العديد من أنواع الأسماك وأشكال الحياة المائية الأخرى في تراجع وقد تنقرض في نهاية المطاف إذا استمر انتشار العشبة بهذه المعدلات المخيفة.

يقول أشبير بيلاي البالغ من العمر 42 عاماً من سكان منطقة فوجيرا، والذي يمارس الصيد منذ الطفولة إنه شهد، خلال السنوات القليلة الماضية، تراجعاً خطيراً في التنوع الحيوي للبحيرة يعزوه الباحثون إلى أثر العشبة الضار بالبيئة.

وقال أشبير الذي يعيل أسرة من ستة أشخاص من خلال الصيد في بحيرة تانا: " لقد تأثرت سبل عيش السكان بعد غزو العشبة الخطرة. ونحن نستخدم البحيرة مصدراً رئيسياً للغذاء والتنقل".

ويضيف أشبير: "تلحق العشبة ضرراً خطيراً بموارد البحيرة، إذ انخفض عدد الأسماك انخفاضاً كبيراً، ولم يعد مردود عملي اليوم يكفي".


الأراضي الرطبة إلى الأراضي الجافة

يؤكد اتحاد الحفاظ على الطبيعة والتنوع الحيوي، وهو منظمة ألمانية غير حكومية تعمل في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة في المنطقة، أن قرابة مليوني إثيوبي يعتمدون في معيشتهم على موارد البحيرة وعلى الأهوار والمزارع.

وقال زينابو ديمسي وهو مزارع في بلدة "ديمبيا": "لقد دمرت ياقوتية الماء البيئة. وباتت الأراضي الرطبة جافة الآن".

تشير الدراسات الحديثة إلى أن العشبة الشرهة للماء ساهمت في زيادة انكماش البحيرة، لإنها تسرع تبخر الماء من الأراضي الرطبة في البحيرة.

والمناطق المتضررة في مقاطعة ديمبيا على الجانب الغربي من البحيرة موطن لآلاف الصيادين والمزارعين ومربي المواشي الذين يعتمدون في كسب رزقهم على البحيرة.

يقول الصيادون وتجار الاسماك علاوة على ذلك إن كثافة انتشار الياقوتية العائمة أضرت بزوارق الصيد وبالقوارب ذات المحركات المكشوفة.

ويضيف أمانويل هايلو وهو مرشد سياحي يعيش في مدينة بحر دار: "إنهم يعيقون أنشطة رحلات السياح إلى أديرة الجزيرة". وبحيرة تانا هي أحد مواقع التراث العالمي ومعروفة بغنى تنوعها الحيوي وميراثها الثقافي المهم.


مشاكل الطاقة الكهرومائية

يتفق عدد من الإثيوبيين على أن الوضع في بحيرة تانا له تداعيات على السياسات المائية الإقليمية خصوصاً أن البحيرة منبع لنهر النيل الأزرق الذي يتدفق إلى دول أخرى خاصة السودان ومصر.

إذا لم تُبذل جهود جماعية ومتضافرة للقضاء التام على العشبة، فإنها ستؤثر في نهاية المطاف على سد النهضة الاثيوبي العظيم وتمنع تدفق نهر النيل.“

وقد حذرت الدراسات أنه ما لم يتوقف زحف ياقوتية الماء سريعاً، فستواصل تمددها إلى الطرف الجنوبي للبحيرة، ثم تغزو النيل الأزرق في منبعه، لينتهي بها المطاف إلى احتياطي سد النهضة الإثيوبي الكبير، وهو مشروع لتوليد الطاقة بمليارات الدولارات، تبنيه إثيوبيا على نهر النيل قرب الحدود السودانية.

يقول ميجا بيرو خبير البيئة إن دول المصب، ولاسيما مصر والسودان، يجب أن تنضم إلى حملة القضاء على العشبة الغازية.

ويضيف بيرو: "إذا لم تُبذل جهود جماعية ومتضافرة للقضاء التام على العشبة، فإنها ستؤثر في نهاية المطاف على سد النهضة الاثيوبي العظيم وتمنع تدفق نهر النيل".

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسقط المطر على سقف واحد فقط
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.