إلغاء الشيلة عند الشلو بين الدعم والرفض

ارتفعت تكاليف الزواج عند قبيلة شلو (شلك) التي تسكن في ولاية أعالي النيل بظهور تكاليف جديدة مثل الشيلة.

الشيلة هي مجموعة من الهدايا والأموال الذي يحضرها العريس للعروس و أسرتها (ملابس، ذهب، مستحضرات تجميل وفي بعض الأحيان سيارة، حاسوب أو أغراض منزلية مثل ثلاجة أو تلفزيون) ويصل مبلغها من 30 إلى 50 ألف جنيه جنوب سوداني أي ما يعادل تقريبا 10 إلى 17 ألف دولار أمريكي).

وتفخر الفتيات حين الشيلة تم جلبها من دبي، مصر أو دول العالم المتقدمة وهذا ما جعل الشباب تحت ضغط تقديم الشيلة مرتفعة.

”إن ما حدث تغيير كان ينتظره الشباب منذ زمن طويل“
كلمنت استفانوس

في بداية عام 2013 طرقت أبواب الزواج تغييرات شملت تقليل أيام العرس من يومين إلى يوم وإلغاء الشيلة، مما أثار جدلا وسط الشباب والأسر ما بين الإقبال والرفض.

يقول كلمنت استفانوس، شاب في العقد الثاني من عمره يتطلع الى الزواج، ”إن ما حدث تغيير كان ينتظره الشباب منذ زمن طويل ويؤكد وعي القبيلة وسعيها لحل مشاكل أبنائها الاجتماعية“.

وأضاف استفانوس أن تقليل تكاليف الزواج يقلل من ظاهرة حمل البنات ويجب على المجتمع ككل ان يطبقها وعدم الرجوع إلى الثقافات الدخيلة التي أجبرت الشباب على الهروب من الزواج .

”لابد ان يتم زواجي على حسب زميلاتي وتخرج الشيلة لساحة العرس حتى يراها الحضور“
م.س.أإلا أن هذه التغييرات لم تلق القبول عند الجميع. تقول الشابة م.س.أ إنها لن تقبل أن تتزوج بهذه الطريقة المبسطة دون الشيلة: ”لابد ان يتم زواجي على حسب زميلاتي وتخرج الشيلة لساحة العرس حتى يراها الحضور.“

أسرة العروس وخصوصا الأب، تلعب دورا كبيرا في تحديد مبلغ الشيلة. سايمون ادوك، رب أسرة وأب، يرى أن تقديم الشيلة واجب، لأن ”أهل العروسة تحتاج الى الهدايا والشيلة جزء منه“.

بعض الأسر ترى أن مراحل تعليم الفتاة هي التي تحدد تكاليف الزواج وان مهر الزواج عند القبيلة لا يسدد مصروفات تربية الفتاة حتى تصل الى مراحل التعليم المتقدمة، فهكذا تساعد الشيلة على تغطية تكاليف وتعب الأسرة في التربية.

ولكن سايمون لا يتفق مع وجهة النظر، فالشيلة بالنسبة له لا تدخل في التكاليف الأساسية للعرس، فهذا يقتل طموحات ومستقبل الشباب الذين يريدون الزواج.

ويتفق عديد من الشباب على التغييرات في الزواج عند القبيلة رغم أن بعضهم يرون أن ما حدث عبارة عن عودة إلى تقاليد الزواج الحقيقية لأن الشيلة ما هي إلا ثقافة اكتسبت مع عودة أبناء القبيلة الذين هاجروا إلى السودان أثناء الحرب.

”ما يسمى بالشيلة ليس لها اسم عند القبيلة وفي حاله الطلاق فإنها تكون غير محسوبة في العرس“ أشويل لوال أبولوللتدليل على أن الشيلة عادة دخيلة يقول أشويل لوال أبول، مؤلف كتاب ’ذكاء قبيلة شلو لما أصبحت مملكة‘ في محاضرة قدمها بمناسبة اليوم الثقافي لمنبر خريجي شلو عن الزواج عند القبيلة، إن ”ما يسمى بالشيلة ليس لها اسم عند القبيلة وفي حاله الطلاق فإنها تكون غير محسوبة في العرس لانها غير مطابقة مع التقاليد وغير منصوص عليها“.

وأضاف أبول أن تاريخ القبيلة عريق ويحتاج للاحترام لدى أبناء القبيلة من حيث عاداتها وتقاليدها من ناحية الزواج والثقافة المتوارثة.

وفي محاولة لإقناع أسر الشلو بضرورة إلغاء الشيلة، يقول ماك نيكانق، وهو من مثقفي قبيلة شلو، إن كونرث صموئيل ابان، رجل مملكة الشلو الثاني بعد مك (رث) ملك القبيلة، فتح الباب أمام القبيلة لتطبيق العادات الحقيقية للقبيلة وزوج ابنته دون استلام الشيلة من العريس.

ومع تراجع نسبة الزواج في القبيلة نظرا لارتفاع تكاليف العرس والحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب بصفة خاصة وجنوب السودان عامة، فربما لن يكون هناك مخرج للأسر والشباب سوى الرضا بحل إلغاء الشيلة، لأن الزواج في القبيلة ما زال هو الطريقة الأولى والفضلى للانتماء الاحتماعي، خصوصا بالنسبة للنساء.