الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

هل حان الوقت ليكتب أبناء جنوب السودان تاريخهم بأنفسهم؟

دينق قرنق
جوبا - قال خبراء اجتمعوا في مكتبة في جوبا بمناسبة إطلاق كتاب يوم 8 أغسطس إنه على الكتاب المحليين أن يبذلوا المزيد لكتابة تاريخ الدولة الفتية.
25.04.2024
زبون في مكتبة أوراق في جوبا، 27 أكتوبر 2012.
زبون في مكتبة أوراق في جوبا، 27 أكتوبر 2012.

تم في مكتبة أوراق، وهي مبادرة محلية غير ربحية، الاحتفال بإطلاق كتاب ’التعامل مع حكومة جنوب السودان‘ للكاتبة الدكتورة تشيري ليوناردي وهي المؤرخة البريطانية والمحاضرة في جامعة درهام.


غلاف كتاب ’التعامل مع حكومة جنوب السودان‘.

يغوص الكتاب في صميم تاريخ جنوب السودان ليقدم عرضاً شاملاً لتطورات الأحداث حسب التسلسل الزمني ضمن النظام الإداري التقليدي الذي يمتد ليعود إلى أوائل القرن التاسع عشر وإلى الحكومة الحالية لجنوب السودان، كما يشرح سبب بقاء الزعماء في صلب الحكومة المحلية والقضاء في جنوب السودان طيلة القرن الماضي.

وقد أثار هذا الحدث تساؤلات عن سبب قصور أبناء جنوب السودان بكتابة تاريخهم بأنفسهم. وتحدث تابان لو ليونغ الأستاذ في جامعة جوبا ومؤلف العديد من الكتب قائلاً إنه "ينبغي للزملاء في جامعة جوبا أن يقوموا بدراسة الأبحاث ونشرها وقد أحسن الرئيس بإحالة الكثير من المسؤولين على التقاعد ممن يستطيعون أن يبدأوا الكتابة الآن ويمكن للجامعة أن تساهم بصورة ملموسة بتوثيق تاريخ هذه الدولة من خلال النشر".

وأشار إلى أن علماء البلد أصيبوا بخيبة أمل لدى رؤية تاريخهم يكتب بأقلام أجنبية. وقال إن بعض أسباب غياب الأبحاث التي كتبتها أقلام محلية أن العديد من المؤلفين الذي كان بإمكانهم عمل ذلك مشاركون في الحكومة.

”خلال الفترة الاستعمارية كانت كل القيم التقليدية الأفريقية تعتبر متخلفة وخالية من القيم“
جون ماكول

وقال جون ماكول، طالب الدكتوراه الذي كان موجوداً في الاحتفال، إن الفترة الاستعمارية قوضت احترام التاريخ التقليدي من خلال التعليم الحديث الذي قلل من احترام الممارسات التقليدية.

"عندما كان أبناء الزعماء يرسلون إلى المدارس خلال الفترة الاستعمارية كانت كل القيم التقليدية الأفريقية تعتبر متخلفة وخالية من القيم. وقد غلب هذا الاعتقاد على نظام التعليم بكامله لأجيال متعاقبة".

وقد عم غياب التوثيق التاريخي الدولة الأحدث في العالم فحدود الدولة غير محددة تماماً وهي تعتمد على عمليات التحكيم الدولية مثل الحكم المتعلق بحدود أبيي الذي وضعته محكمة التحكيم الدائمة في عام 2009.


”الأرشيف في جنوب السودان: ويمر الزمن“ (CC) نيكي كيندرسلي |  http://internallydisplaced.wordpress.com

وفي الوقت نفسه تلعب بريطانيا، الدولة المستعمرة سابقاً لجنوب السودان، دوراً رئيسياً في المفاوضات حول الحدود المتنازع عليها.

ويكمن جزء من مشكلة كتابة التاريخ المحلي في غياب الأرشيف فمعظم المعلومات موجودة في المكتبات العامة في بريطانيا. كذلك ظلت الوثائق وحتى ظهور مشاريع الأرشفة الأخيرة ذات أولوية متدنية في جنوب السودان وغالباً ما كان يطالها العفن نتيجة سوء الاستخدام.

وقد دفعت هذه الفجوة في المعلومات كثيراً من المؤلفين إلى التركيز على العقود الأخيرة من تاريخ ما بعد الاحتلال وتغطية الحقبة التي تلت اندلاع أول حرب أهلية سودانية.

ورداً على سؤال حول كتاب ’التعامل مع حكومة جنوب السودان‘ قالت المؤرخة البريطانية والمحاضرة لدى جامعة درهام الدكتورة ليوناردي إن ما أوحى لها بالكتابة عن السلطات التقليدية في جنوب السودان هو اكتشافها أنه ما زالت هناك بالفعل حكومة ضمن منطقة تخضع لسيطرة رجال العصابات (الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان) خلال زيارتها إلى ياي، ولاية وسط الاستوائية، في عام 2004 قبل انتهاء المفاوضات حول اتفاق السلام الشامل.