الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الكنيسة الميثودية المتحدة في جنوب السودان تعاني من الانقسامات

أوتشان هانينجتون
ياي - على الرغم من قول الكتاب المقدس إن كل البشر متساوون، يبدو أن بعض المسيحيين يفكرون خلاف ذلك. وقد تسببت مزاعم عن الفساد وسوء الإدارة في التوتر بين الزعامة المحلية والزعامة الدولية للكنيسة الميثودية المتحدة في…
25.04.2024
صلاة النساء في الكنيسة الميثودية المتحدة في يي، 11 ابريل.
صلاة النساء في الكنيسة الميثودية المتحدة في يي، 11 ابريل.

يتهم زعماء محليون من جميع الكنائس السبعة عشر المنضوية تحت مظلة الكنيسة الميثودية المتحدة في جنوب السودان زعيمهم المعين من الخارج فريد ديرينغ بـ \"امتلاك\" كنيسة جنوب السودان بكاملها وعدم الشفافية بخصوص أموالها.

”يتربع مشرف مقاطعتنا على أموالنا وممتلكاتنا“
بآكو كاترين

وتبين رئيسة النساء إدينا تومالو أن الزعيم بعيد كل البعد عن إدارات الكنيسة الأخرى، وخصوصاً قسمها. وتؤكد \"إنه لا يكن أي احترام لإدارة النساء. لقد استولى كل شيء في الكنيسة بما في ذلك مكتب المرأة، ويحتفظ لديه بكل الوثائق التي تخص كهنوت المرأة\".

القس المشرف فريد ديرينغ هو المسؤول الأعلى للكنيسة في البلد. إلا أن الزعماء المحليين يتهمونه بالاحتفاظ بسلطة أكبر مما ينبغي، ويقولون إن نشاطه يفتقر إلى الشفافية لأن معظم الإدارات لا تطلع على مقدار الأموال التي تصل وكيف ينفقها.

ينتشر مذهب الكنيسة الميثودية في كافة أنحاء العالم تقريباً، وقد تأسس في السودان عام 1993. لكن البعض بدأ يتساءل إن كانت ثرواته تجلب اللعنات مثلما تجلب البركات.

وتقول بآكو كاترين نائبة رئيسة النساء في كنيسة يي إنهن يشعرن بالغربة في كنيستهن: \"يتربع مشرف مقاطعتنا على أموالنا وممتلكاتنا. إن الهدف من هذه الأموال هو إفادة المرأة\". وتضيف بأنها لا تستطيع الاطلاع على المعلومات المتعلقة بتسيير شؤون إدارتها.

وقد تصاعدت حدة التوترات لعدم وجود شخص من جنوب السودان مؤهل لملء منصب مشرف المقاطعة. ونتيجة لذلك وقعت الكنيسة اتفاقاً مع \"مؤتمر هولستون\" (الولايات المتحدة) للمشاركة في تحسين وضع الكنيسة وحياة المسيحيين في جنوب السودان. ومهد الاتفاق بين مؤتمري الكنيسة الميثودية الطريق لمؤتمر هولستون (الذي يشمل تينيسي وفرجينيا وبعض أجزاء جورجيا) لإرسال شخص مؤهل ومتمرس للعمل كبير قساوسة.

وهكذا جاء فريد ديرينغ إلى يي قبل سنتين تقريباً لملء المنصب.

لكن نساء الكنيسة الميثودية يقلن إن القس لم يقم بواجبه. وقد تحدث مصدر فضل عدم ذكر اسمه قائلاً: \"يفترض أن يعمل معنا، لكنه بدلاً من ذلك يحكمنا! لقد تملك مكتب مقاطعتنا.\"

إلا أن فريد ديرينغ دافع عن سجله المتعلق بالتمويل مؤكداً وجود عجز في التمويل. وقال: \"إننا نحصل على التمويل من خلال التبرعات هناك في الولايات المتحدة الأميركية، وعادة ما تكون هذه التبرعات صغيرة.\"

وقد رفض التعليق على مزاعم الفساد لكنه اعترف بأنه يدرك أنه يستخدم بعض أملاك إدارة المرأة، ومنها شاحنة وطاحونة حبوب ومعصرة زيت كبيرة.

وأفادت النساء بأن القس حول بالفعل مبلغاً غير محدد من أموال برامجهن لغاية أخرى. وقالت بآكو: \"يفترض أن تستعمل هذه الأموال والأملاك في رعاية اليتيمات والأرامل\".

”في بعض المناسبات يستخدم الزعماء أموال الكنيسة لأعمالهم الشخصية وحسب أهوائهم“
فيكتوريا نصيرة

ويقول مسؤولون حكوميون إنه جرى ضبط الكنيسة في جنوب السودان في فضائح فساد، لكن الحكومة لم تضع خطة لوقف هذه النزعة.

تقول فيكتوريا نصيرة نائبة مفوض الشؤون الجنسانية والرعاية الاجتماعية والشؤون الدينية في مقاطعة ياي، إن قضية الكنيسة الميثودية ليست حالة معزولة. فهناك كما ذكرت في مقابلة هاتفية \"حالات أخرى حول فيها زعماء الكنيسة أموالاً مخصصة لمشروع محدد إلى أمور أخرى. لكن في بعض المناسبات يستخدم الزعماء أموال الكنيسة لأعمالهم الشخصية وحسب أهوائهم\".

وقد أضر غياب مساءلة الزعيم باحترام الناس لهذه الكنيسة، ما أثار غضب كثير من المسيحيين وخصوصاً النساء. وقالت رئيسة النساء إنه \"إذا لم يكن على استعداد للعمل معنا فعليه أن يرحل من أجل تحسين صورة كنيستنا\".

وقد أبلغت النساء شكواهن لمطران \"مؤتمر هولستون\" ميري فرجينيا تيلر أثناء زيارتها للمدينة، فقالت: \"لم أكن على علم بكل هذا! لا سبيل لتكذيب ما تراه العين\". ووعدت بالعمل مع القس لدعم إدارة النساء وكنيسة جنوب السودان عموماً.