الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

امتحانات الثانوية تقسم الشارع الجنوبي بين مؤيد ومعارض

ملكال – خاض جنوب السودان أول تجربة له في إجراء امتحانات الثانوية منفردا، فكانت هذه التجربة محفوفة بعدد من المشاكل جعلت البعض يدعو إلى إعادة الامتحانات، بينما ينادي البعض الآخر بمراعاة ظروف الممتحنين أثناء التصحيح.
25.04.2024
تلاميذ من مدرسة سانت لوانقا الثانوية في ملكال، أبريل 2013.
تلاميذ من مدرسة سانت لوانقا الثانوية في ملكال، أبريل 2013.

انطلقت امتحانات الشهادة الثانوية لجمهورية جنوب السودان في العشرين من شهر أبريل الماضي، وانقسمت على إثرها الأوساط الجنوبية بين مؤيد للامتحانات، معارض لها، ومطالب بإعادتها نتيجة لعدد من الأخطاء التي أودت بمصداقيتها.

ففي ولاية أعالي النيل حدثت العديد من الأخطاء أفقدت الامتحانات هيبتها لدى الممتحنين، الذين هم الآن يطالبون بإعادتها أو مراعاة ظروفهم أثناء التصحيح.

في العديد من ولايات جنوب السودان العشرة، عانى الطلاب الممتحنين من مشاكل في نقص أوراق الامتحانات وعدم بدء الامتحانات في الوقت المحدد لها، وتبادل الأوراق بين اللغتين العربية والانجليزية، بالإضافة الى سقوط أسماء عدد من الطلاب.


بول أجاك، مدير الامتحانات بولاية أعالي النيل.
© النيلان | فرانسيس مايكل
ويقول أستاذ بول اجاك، مدير الامتحانات بولاية أعالي النيل، إن ”إدارة التعليم العام وقعت في أخطاء لم تسبق، بدءا بسقوط أرقام جلوس الطلاب ونقصان في أوراق الامتحانات داخل حجرة الامتحانات، بالإضافة إلى تأخر وصول الامتحانات إلى الولايات“.  

إدارة الامتحانات بالولاية فوجئت بنقصان في أوراق الامتحانات، مما اضطرها إلى تصوير الامتحانات في الأسواق لتكملة النقصان.

وهذا ما انتقده الشارع العام حيث يرى عدد من الأشخاص أن الامتحانات فقدت شريعتها عند تصويرها في السوق.
 
ويضيف اجاك أن بعض مدارس الولاية تفاوت في أوقات بدء الامتحانات في يومها الأول.

”مدرسة فانجاك الثانوية امتحنت امتحانات اليوم الأول في يومها الثاني، وأخرى بدأت الامتحان في وقت متأخر عن الوقت الأصلي، وأخرى انتهت عند الساعة التاسع مساءا“، يفسر اجاك.

وقال طلاب مدرسة الرأي الصالح انهم تضرروا اكثر من امتحانات اليوم الأول بسبب تأخر امتحان مادتي التربية المسيحية والجغرافيا، وان معنوياتهم كان مهبطة عند وصول الامتحان بعد ساعتين من الوقت القانوني أي حوالي الساعة الحادي عشرة صباحا. وقد ساد في حجرة الامتحان نوع من الفوضي أثناء الامتحانات.

وقالت الطالبة نيامولا جون من مدرسة ’الرأي الصالح‘ إنها ”فقدت الأمل وخرجت من المدرسة متجهة إلى البيت، ثم قامت زميلاتi بالاتصال وإخباري أن الامتحانات وصلت إلى المدرسة“.

”فقدت الأمل وخرجت من المدرسة متجهة إلى البيت، ثم قامت زميلاتi بالاتصال وإخباري أن الامتحانات وصلت إلى المدرسة“
نيامولا جون
وطالبت نيامولا إدارة الامتحانات بإعادة امتحان اليوم الأول لان الطلاب كانوا في حالة إحباط التام.

ويقول الطالب جيمس ايول انه برغم من الأخطاء التي حدثت إلا انه لا يطالب الحكومة بإعادة الامتحان لأن ذالك سيأخذ وقتا طويلا، بل ”يجب مراعاة ظروف الطلاب في التصحيح“.

وفسر الأستاذ توماس جون، مدير مدرسة ملكال التجارية أنه ”وفقا للقوانين الامتحانات إذا تم الامتحان خارج الزمن القانوني فلا يتم الاعتراف به قانونيا“.

ومع تزايد الأصوات المنادية بإعادة الامتحانات، طالب المجلس الوطني وزير التعليم العام الأستاذ جوزيف اوكيلو بالمثول أمامه لعرض الأسباب التي أدت إلى هذه الأخطاء.

وعقد جوزيف اوكيلو مؤتمرا صحفيا في اليوم الثاني من شهر مايو الماضي، أعلن فيه جاهزيته التامة للوقوف أمام المجلس القومي.

وانتقد اوكيلو تصريحات عضو المجلس القومي دائرة مريدي السيد بشير بندي، الذي طالب فيه بإقالة الوزير من منصبه، لأنه فشل في إدارة أول امتحانات ثانوية في الدولة الجديدة.

وقد شغل بندي منصب وزير التعليم العام قبل انفصال الجنوب.

”إدارة التعليم العام تعتبر هذا الامتحان شرعيا“
جوزيف اوكيلو
وأعلن الوزير أن ”إدارة التعليم العام تعتبر هذا الامتحان شرعيا“.

وشن الوزير هجوما على وسائل الإعلام في جنوب السودان لأنها في رأيه بدأت في الانتقاد دون دراسة الأسباب التي أدت إلى سير الامتحانات بهذا المنهج.

الامتحان النهائي ساد فيه نوع من الهدوء، بعد أن اتخذت الشرطة الإجراءات اللازمة لمنع التظاهرات الطلابية الذي كانت متوقعة من قبل السلطات الأمنية والتعليمية.

وترجع مطالبة الشارع السوداني بإعادة الامتحانات لمخاوف من عدم اعتراف دول العالم بامتحانات الشهادة الثانوية لدولة الجنوب السودان الحديثة، خصوصا أن عددا من الدول منحت منحا دراسية للطالب الجنوبيين، ومن المحتمل أن يتم سحب هذه المنح إذا لم يتم الاعتراف بنتائج الامتحانات.

ووقعت وزارتي التعليم جنوب السودانية والسودانية مذكرة تفاهم بشأن استمرارية الامتحانات لمد ثلاثة سنوات بعد انفصال الجنوب، إلا أن جمهورية جنوب السودان اختارت خوض تجربة الامتحانات منفردة هذه السنة.