الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

البقاء في المدرسة: المرأة السودانية الجنوبية تبدأ بتحدي القوالب النمطية الاجتماعية

أوتشان هانينجتون
كمبالا – في ظل استمرار سيطرة التقاليد الراسخة بِشأن تعليم الفتيات، تمثّل الخريجات في جنوب السودان دلالة على أن الهياكل الاجتماعية يمكن أن تتغير.
25.04.2024
تابوا جويس آبر تتخرج بدرجة دبلوم في إدارة الأعمال، 25 نوفمبر.
تابوا جويس آبر تتخرج بدرجة دبلوم في إدارة الأعمال، 25 نوفمبر.

في مجتمع يكون احتمال أن تتعرض فيه الفتاة للوفاة أثناء الحمل أكبر بثلاثة أضعاف من احتمال حصولها على ثماني سنوات من التعليم، تستطيع تابوا جويس آبر أن تعتبر نفسها محظوظة.

من بين النساء اللواتي تخرجن من جامعة كافنديش في أوغندا في نوفمبر، تنحدر تابوا من جنوب السودان. وهي، كامرأة متزوجة وأم لابن بعمر أربع سنوات، تصف نضالها لاستكمال دراستها قائلة: "لدي عائلة أرعاها بالإضافة إلى الكلية. ليس هذا سهلاً".


أمين سجل جامعة كافنديش، سيماكولا سيدي، 25 نوفمبر، 2012.
© النيلان |  أوتشان هانينجتون

وفقاً لأمين السجل الأكاديمي لجامعة كافنديش، فإن 17 من أصل 64 من خريجي جنوب السودان كانوا نساء. وهذه الأرقام المنخفضة تعكس معايير ثقافية ثابتة: معظم الفتيات السودانيات الجنوبيات يُزَوجْن في سن مبكرة بينما يستثمر الأهل في تعليم أشقائهن الذكور.

لكن تابوا من النساء اللواتي بدأن يشككن في الاعتقاد السائد أنه لا فائدة من تعليم البنت. فهي تقول: "إن الأنثى المتعلمة يمكن أن تكون عوناً لوالديها مثل الذكر"، مضيفة بأنها استمرت في القيام بأعمال المنزل، إلى جانب دراستها الجامعية.

قال نائب وكيل الجامعة فريول شابا شيروا: "إن المجتمع المتعلم تعليماً جيداً لديه حياة أفضل من المجتمع الأقل تعليماً. ولذلك، فإن تمكين جميع المواطنين من الذهاب إلى المدرسة أمر مهم"، مضيفاً أن التعليم نقطة انطلاق إلى النجاح المستقبلي للقارة الأفريقية.

ولكن حتى يومنا هذا يرى العديد من السودانيين الجنوبيين بناتهم مصدراً للدخل، عن طريق المهر الذي يكسبونه من أزواجهن.

ولتوليد هذا الدخل في أقرب وقت ممكن، يقومون في كثير من الأحيان بتزويج بناتهم في سن مبكرة، على الرغم من المخاطر الصحية المرتبطة بالحمل في هذه السن.

إن قصة تابوا ليست استثناء: تسربت من المدرسة وتزوجت، لكنها كانت سعيدة الحظ لأن شريكها دعم طموحاتها. وقد قالت: "ساعدني زوجي في الدخول إلى المدرسة لمواصلة تعليمي".


تابو مع ابنها ذي الأربع سنوات يوم حفل التخرج، 25 نوفمبر، 2012.
© النيلان | أوتشان هانينجتون

ووفقاً لليونيسيف، فإن سجل جنوب السودان في تعليم البنات هو الأسوأ على سطح الكوكب. فالإحصاءات تظهر أن نحو 90 في المائة من النساء في جنوب السودان أميات.

وبناء على ذلك، تحث تابوا، بدبلوم إدارة الأعمال الذي حصلت عليه مؤخراً، حكومتها أن تبذل كل ما بوسعها لإعطاء الأطفال فرصاً متساوية للدراسة.

وقالت: "تستطيع المرأة أن تكون مفيدة كما الرجل ولكنهم لا يوفرون لها فرصة الذهاب إلى المدرسة".

وقال شيروا مخاطباً 360 من الخريجين الجدد في جامعته: "إن التعليم العالي مهم لمستقبل أفضل وزاهر".

ولكن هذه الرسالة لم تحظ بقبول عام في جنوب السودان حيث لا يزال "المستقبل الزاهر" الذي يتحدث عنه شيروا بعيد المنال.

وفقاً لتقرير أصدرته اليونسكو عام 2011، فإن واحدة فقط من أصل 20 فتاة تنهي التعليم الابتدائي، واحتمال إكمال الفتيات لدراستهن هو نصف احتماله لدى الفتيان. ويشير التقرير إلى أن عدداً قليلاً منهن يصل المدرسة الثانوية، وعدداً أقل ينهي التعليم الجامعي.

ولكن تحدي التقاليد الراسخة حول تعليم الفتيات بحاجة إلى تضافر الجهود.

تحمل كثيرات من اللواتي يتزوجن في سن مبكرة ويتركن دراستهن من أجل رعاية الأطفال والاعتناء بالمنزل.

لكن تابوا تحث النساء على التوفيق بين مسؤوليات المنزل والعمل المدرسي بقولها: "لقد كنت هناك أيضاً. كل شخص يحتاج إلى التعليم مهما كان. إذا حصلتِ على فرصة لمواصلة التعليم، فلا تترددي في استغلالها".