كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد جنوب السودان
يصعب التنبؤ بمقدار ما سيكون متوفراً من المياه أو بالمكان الذي ستلحق به العاصفة أشد الأضرار دون اللجوء إلى كرة المتنبئ الزجاجية. لكن نظام المعلومات الجغرافية هو أداة تكنولوجية تساعد منظمات التنمية في البلد على مواجهة التحديات الجغرافية، ويقول كثيرون إنه سيعزز التنمية في جنوب السودان.
جوديث أوموندي، منسقة رسم خرائط وتحليل الأزمات والتعافي منها في جنوب السودان.
قالت جوديث أوموندي، منسقة "رسم خرائط وتحليل الأزمات والتعافي منها" إن الموارد مصدر رئيسي للنزاع، لأن المجتمعات تشعر بنوع من الظلم في توزيعها، ويقدم النظام حلاً شاملاً لتخطيط وتوزيع الموارد".
تهدف المنظمة التي يمولها الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة البلد في رسم خريطة للأزمات المحتملة وتحليل الموارد والمخاطر.
وقالت أوموندي إن الحكومة والشركاء سيستفيدون من النظام الذي يتيح لهم تحديد التجمعات السكانية التي تواجه حالات نقص حادة. ويمكن للنظام أن يساعد أيضاً على حل النزاعات مع تقليص احتمال حدوث تداخل مع عمل منظمات التنمية المختلفة.
وقال المسؤول في وزارة المياه والري بيتر بول إن نظام المعلومات الجغرافية يدعم عملية صنع القرار ويسرع عملية التنمية، مضيفاً أنه ساعد وزارته في تحديد احتياجات الناس من الماء في أرجاء البلد. وأوضح بول "يبين لك النظام صورة وحالة نقاط تواجد المياه ويبين ما فعلتَه، ما هو مفيد وما هو بحاجة إلى إصلاح".
ممثلو’فريقعمل إدارة المعلومات‘ في جنوب السودان آثناء الإحتفال باليوم العالمي ل’نظام المعلومات الجغرافية’ في جوبا.
أجرت وزارة المياه والري، باستخدام التكنولوجيا، تقييماً لاحتياجات المياه في كابويتا (ولاية شرق الاستوائية) وولايتي جونقلي وبحر الغزال الكبرى.
أفاد ايفرتون ناماساكي، مدير المشاريع في ESRI، وكيل برمجيات نظام المعلومات الجغرافية في شرق أفريقيا، بأن هذه الوسيلة تعزز الشفافية والمساءلة من خلال تمكين الناس من تقييم المشاريع ومعرفة ما إذا كانت تحقق أهدافهم.
وقال ناماساكي إنه يمكن أيضاً تحسين النقل والمرافق والأعمال التجارية والدفاع والأمن.
وقد لاحظ بعضهم تحقيق نجاحات بفضل التكنولوجيا الجديدة.
وقال جوزيف أبيا، من مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية، إن تكنولوجيا المعلومات الجغرافية ساعدت منظمته في تقديم الدعم وإدارة الكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان، فقد مكنتهم كما قال من رصد الفيضانات وتقييم أثر الكوارث الطبيعية.
وهذا بدوره يعني أنه يمكن تنظيم تقديم المساعدة المناسبة للمتضررين.
احتفل جنوب السودان باليوم العالمي لنظام المعلومات الجغرافية لاول مرة هذا العام في 14 نوفمبر.
اعتمدت الوكالة هذا النظام لرصد النزاعات وتوزع نازحي الداخل. وقال أبيا، "بإمكانه أن يساعد صناع القرار على التفكير بما ينبغي عمله ويساعد الوكالات للتخطيط من أجل الاستجابة الإنسانية".
لكن التكنولوجيا لا تزال تواجه مشكلات في البلد الناشئ، يقول ديفيد غوديا الذي يعمل في فريق عمل إدارة معلومات مكتب الإحصاء الوطني.
وأضاف إن ما يعيق نجاح النظام هو عدم وجود مؤشرات قياسية ومنهجيات موحدة لجمع البيانات بين الأعضاء، وكذلك البيانات المحمية غير المتاحة للعموم.
