”سي تي في“ - شاشة إضافية وتحديات كبيرة
جاء تدشين وإطلاق قناة جديدة بجنوب السودان تحمل اسم ’سي تي في‘ – تلفزيون ستيزن – كحدث مغاير في أمسية الجمعة 23 نوفمبر الجاري.
بث حي لافتتاح السي تي في، على قناة السي تي في، 23 نوفمبر.
ظهور السي تي في كشاشة وبرامج سيساعد في تشكيل الرأي العام في جنوب السودان، الذي يحتاج كثيرا إلى جهود وسائل الإعلام المستقلة في تبصير الناس والتعريف بمظاهر الحياة فيه من زوايا نظر متباينة ومعالجات برنامجية طموحة، بعد أن كانت فضائية جنوب السودان المملوكة من طرف الدولة تحتكر فضاء البث التلفزيوني طيلة الفترات الماضية، بساعات بث محدودة وخارطة برنامجية غير واضحة الملامح.
بدأت القناة فعليا بثها الأرضي التجريبي على التردد (USF30)، وتغطي مساحة بثها كامل مدينة جوبا العاصمة وتصل إلى حدود ياي وأجزاء من ولاية جونقلي في شرق البلاد.
وبحسب ديفيد شارلس كبير المهندسين بالقناة والذي تحدث أثناء مراسم التدشين فإن التلفزيون ”سيكون سماحة للتعليم والترفيه والتواصل بين الناس في توصيل المعلومات بين الناس وسيشاهد مواطنو مدينة جوبا ما يقدمه التلفزيون كشاشة يقضون أمامها أوقاتا ممتعة“.
لا تخلو تجربة ’تلفزيون ستيزن‘ من التحديات التي صاحبت بداية العمل. ويقول نيال بول أكين رئيس مجلس الإدارة: ”كانت هنالك كثير من التعقيدات، لكنها اقل من تلك التي تواجه الصحافة المكتوبة بجنوب السودان، ومن الأشياء الإيجابية أننا لم نواجه مشاكل من جهات رسمية“.
وأردف نيال بان التلفزيون سيعمل على تقديم برامجه علي مدار الـ24 ساعة دون انقطاع.
وزير الاعلام جنوب السوداني بنجامين ماريل مع الأستاذ نيال بول، 23 نوفمبر.
ويعتبر مشروع قناة ’سي تي في‘ تشجيعا للقطاع الخاص إذ أنه سيعمل على توفير مزيدا من الفرص أمام الكوادر الإعلامية والتقنية المؤهلة، والتي لم تكن لتجد الفرصة نسبة لغياب القنوات التلفزيونية الخاصة بجنوب السودان.
وجدت خطوة إطلاق القناة إشادة وترحيب من سلطات الحكومة بجنوب السودان ممثلة في وزارة الإعلام.
وحضر وزير الإعلام الدكتور برنابا مريال فعالية التدشين كما قام بافتتاح الاستوديوهات ومباني التلفزيون بمشاركة نائبه أتيم ياك أتيم وجميع أفراد طاقمه الوزاري.
وقال مريال في الكلمة التي ألقاها على شرف المناسبة: ”إن انطلاقة محطة ’سي تي في‘ يتماشى مع سياسة حكومة جنوب السودان التي نص دستورها على كفالة حقوق التعبير وحريته، والتلفزيون سيساعد في تطوير العمل الإعلامي بالبلاد وماهي إلا بداية لازدهار المجال الإعلامي.
أويج أوكوج، صحفي ومحلل، 12 يوليو.
وعلى أسرة القناة بذل المزيد من الجهود و التهيؤ للتنافس لأن جنوب السودان سينضم لتجمع دول شرق إفريقيا، ونحن كحكومة سنعمل على تهيئة الأجواء الملائمة وتوفير المساعدات لتقوية العمل التلفزيوني“.
يرى عديد من المهتمين بالعمل الإعلامي في جنوب السودان أن ظهور قناة تلفزيونية جديدة بجنوب السودان سيتيح المجال أمام المشاهدين للتتبع أكثر من قناة.
يقول الصحفي والمحلل اوبج اوكوج إن ”تدشين القناة سيعمل علي توفير خيارات وفرص اختيار القناة التلفزيونية الأفضل، إلى جانب أن القناة الجديدة ستعمل علي توفير أخبار ومعلومات جيدة لأن التلفزيون الرسمي أحيانا لا يقوم بهذا العمل، وهي إضافة قوية للعمل الإعلامي بالبلاد“.
وناشد اوكوج القائمين على أمر القناة للاهتمام بالتراث والتاريخ والحياة الثقافية لمجتمعات جنوب السودان، كما عليها التركيز على البرامج ذات الطابع التعليمي والترفيهي.
العمل الإعلامي عموما بجنوب السودان محفوف بمخاطر وتحديات كبيرة في ظل عدم وجود القوانين المنظمة وصعوبة أجواء الانتقال نحو إرساء دعائم مؤسسات الدولة الحديثة، بجانب الهواجس التي تنتاب البعض من التعامل مع وسائل الإعلام نسبة لحداثة التجربة.
