حسب منظمة الصحة العالمية، أودى انتشار الحمى الصفراء في دارفور بحياة 107 أشخاص، في تقرير لها نشرته يوم الثلاثاء 13 نوفمبر. وحذرت المنظمة من انتشار المرض إلى باقي أنحاء البلاد.
وحتى يوم الثلاثاء 6 نوفمبر، كانت حالات الإصابة بالحمى الصفراء بولايات دارفور قد ارتفعت إلى 237 حالة من بينها 88 حالة وفاة. وذلك في ذات الوقت الذي كشفت فيه مصادر طبية موثوقة عن ظهور سبعة (7) حالات جديدة بولاية غرب دارفور منها خمسة (5) حالات في منطقة مورني وحالة واحدة في هبيلة، مع إصابة جديدة في محلية بيضة.
”أودى انتشار الحمى الصفراء في دارفور بحياة 107 أشخاص“
وأكدت ذات المصادر على أنه تم عزل الحالات المصابة داخل ناموسيات تحسباً لانتقال العدوى، لافتةً إلى وصول بنك دم كامل من ولاية الخرطوم فضلاً عن اختصاصيين اثنين للتعامل مع الحالات. من المتوقع كذلك وصول الأمصال خلال الأسابيع الأربعة القادمة، وهذا بحسب ذات المصاد الطبية التي تعمل في دارفور.
وفي الإطار، لا بد من الإشارة إلى أنه طبياً تتدهور صحة مريض الحمى الصفراء بصورة سريعة في ظل انعدام العناية الفائقة، وهي التي بطبيعة الحال لن تتوفر في الظروف الراهنة في إقليم دارفور المتأزم.
وهذا يجعل الحديث عن تأخر المصل إلى كل هذه الفترة التي تصل للشهر الكامل مدعاة للاستنكار والاستهجان من قبل الكثيرين، وذلك مع العلم أنه بحسب ما تناقلته صحف الخرطوم ليوم 6 نوفمبر، فإن المرض ينتشر بصورة متزايدة في ولاية وسط دارفور رغم الجهود المتواضعة التي يبذلها الاختصاصيين بتلك الأنحاء.
حاولنا الاتصال بعائلات وأسر المرضى، ولكنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات.
باتت الحمى الصفراء ”تحت السيطرة الكاملة“
وحاول وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة التخفيف من حدة هذا الوضع. جاءت تصريحات من دارفور نفسها غير متناسبة وحجم الكارثة الصحية هذه، في محاولة جاهدة منه إلى إخفاء حدتها، حيث أنه يتحدث في تصريحاته التي نقلتها الصحف من الفاشر عن استقرار الأوضاع الصحية بولايات وسط وجنوب وغرب دارفور، وانها قد باتت \"تحت السيطرة الكاملة\" بعد تفشى حالات الإصابة بمرض الحمى الصفراء، والتي أدت إلى وفاة عدد من الأشخاص فيما لايزال آخرون يتلقون العلاج.
وأضاف الوزير، الذي وصل إلى الفاشر يوم 5 نوفمبر وعقد لقاءً مع وزير الصحة والي الولاية بالإنابة أبو العباس عبد الله الطيب جدو، إن وزارته قامت بإرسال عدد من فرق العمل الطبية والصحية إلى الولايات الثلاث من اجل احتواء حالات الإصابة بمرض الحمى الصفراء. وأكد أبو قردة إن تلك الفرق \"باشرت مهامها في علاج المصابين بجانب قيامها بحملات رش لمكافحة الناقل علاوة على الاستمرار في عمليات تقصٍ وسط المرضى\"، كاشفا عن إرسال عينات إلى معامل الفحص التابعة لمنظمة الصحة العالمية بداكار لإجراء المزيد من التحاليل.
وأردف الوزير أن وزارته تتوقع وصول الأمصال الواقية لهذا المرض خلال الأيام القادمة، وأعلن عزمه على القيام بزيارة ميدانية للمناطق المتأثرة للوقوف ميدانيا على سير عمل تلك الفرق الطبية،
المصادر الطبية التي تحدثنا إليها تقول أن أسباب انتشار المرض هي ”بعض الهجرات القادمة من عمق أفريقيا“، وكما هو معروف فدارفور حدودها مفتوحة ولا رقابة عليها على تشاد وإفريقيا الوسطى.
وقد ساعد سوء البنى التحتية في المجال الصحي بالإقليم على انتشار الحمى الصفراء بهذه السرعة المخيفة.