الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

أهل ياي: هذه رصاصتنا الأخيرة

أوتشان هانينجتون
يبدو أن غالبية الجنوبيين سيصوتون من أجل الانفصال. بالنسبة للكثيرين منهم، الإدلاء بأصواتهم في هذا الاستفتاء التاريخي هو الرصاصة الأخيرة التي يطلقونها من أجل الحرية، ليأتي بعد ذلك وقت التعامل مع كل القضايا الداخلية…
25.04.2024
آل اليكس صموئيل، واحد من مراقبي الاستفتاء المحليين في مقاطعة ياي.
آل اليكس صموئيل، واحد من مراقبي الاستفتاء المحليين في مقاطعة ياي.

\"إن الوقت الذي طال انتظاره قد حلّ! آخر طلقة، ولا شيء بعد ذلك\"، هكذا أكدّ السيد فرانسيس ليميري تابان. كان فرانسيس مليئا بالفرح لمشاركته في تحديد مصير السودان، وهو مقتنع تماما  بأنّه لن يمضي وقت طويل قبل أن يصبح جنوب السودان دولة مستقلة.

ومع ذلك، لا ينكر فرانسيس أنّ جنوب السودان يواجه الكثير من المشاكل التي تستحق اهتماما عاجلا، وفي صادرتها القبلية والرشوة وغيرها من القضايا التي يتعين على الجنوب مخاطبتها حال انفصاله. ويضيف فرانسيس أنّ \"كل ما يتطلبه الأمر هو الحكمة والتفاهم المتبادل بين جميع القبائل في المنطقة.\"

 

العديد من الأشخاص يوافقون فرانسيس الرأي، أي أنّ المهم هو ضمان دولة مستقلة أوّلا، ومن ثم التعامل مع الرشوة والقبلية والمحسوبية وما ‪إلى ذلك من القضايا التي يعاني منها الجنوب. وقال أحد الناخبين، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أنّ \"الجنوبيين يحتاجون في هذه المرحلة لجهد جماعي حتى يتسنى لنا تحقيق هدفنا المتمثل في الانفصال عن الحكومة الشمالية.\" وأضاف انّه \"بعد الانفصال، سنتمكن من معالجة هذه المشاكل الداخلية \'البسيطة\'\".

 

وبشكل عام شهدت مقاطعة ياي كما باقي مناطق الجنوب إرادة شعبية لا تنضب للمشاركة في الاستفتاء، حتى أن الناس بدأوا بالاصطفاف على مراكز الاقتراع ابتداء من الساعة الخامسة صباحا حتى يكونوا من الأوائل في الطوابير الطويلة، وذلك شوقا منهم لإطلاق رصاصاتهم الأخيرة في أسرع وقت.    

 

وحسب تعبير المراقب آل اليكس صموئيل فإن \"الجميع يريد أن يصوت. حتى أولئك الذين لم يسجلوا أنفسهم، إذا تسنت لهم الفرصة فسوف يصوتون!\" ويضيف آل أنه حسب تقديره فإن كل من سجل نفسه سيصوت، لأن الاستفتاء يأخذ بجدية كبيرة، حتى مقارنة بانتخابات 2010.

 

هذا وقد قدم العقيد ديفيد موسى لوكونغا، رئيس فرقة عمل الاستفتاء في ياي باصات في المدن ودراجات نارية في القرى، لنقل كل مريض ومسن ومستضعف إلى مراكز التصويت وإعادتهم إلي ديارهم بعد الإدلاء بأصواتهم، لجهة إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في عملية الاقتراع.

 

وقالت إحدى المراقبات والتي لم رفضت ذكر اسمها، أنّ \"الجنوبيين قَدِموا في أعداد كبيرة للتصويت و أنّه طُلِب من بعض الأفراد العودة في اليوم التالي نظرا لتأخر الوقت.\" وقياسا على مسار الأحداث في الأيام الأولى، فإن المراقبة تعتقد أنّ الأوضاع ستظل مستقرة حتى نهاية العملية الانتخابية.