الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مناوي في حوار خاص: إذا عدت للحرب فإن المؤتمر الوطني هو الذي سيدفعني إليها

آدم محمد أحمد
قد لا يفوّت الصحفي أي فرصة أتيحت له لزيارة مدينة جوبا هذه الأيام، دون أن يبحث عن مدخل للحوار مع رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي المتواجد هناك منذ شهور مضت.
25.04.2024
مناوي في محل إقامته بجوبا
مناوي في محل إقامته بجوبا

وما يجعل من وجود مناوي في جوبا في حد ذاته حدثا هو الاتهامات التي دفعت بها الحكومة وعلى رأسها المؤتمر الوطني لمناوي بأنه يرتب للعودة إلى الحرب مجددا، هذا من جانب، أما الجانب الآخر هو اتهامات المؤتمر الوطني للحركة الشعبية بدعم مناوي وتوفير الإيواء له... هذا بالإضافة \"لموجة توسونامي\" التي ضربت أراضي حركة مناوي وما نتج عنها من عملية إقصاء وعزل للرجل من رئاستها من قبل مجموعة يقودها علي حسين دوسة، يضاف إلى ذلك خطوة ولاة دارفور بتنصيب والي غرب دارفور جعفر عبد الحكم رئيسا للسلطة الانتقالية الإقليمية لدارفور بدلا عن مناوي...

ما هو مستقبل اتفاقية أبوجا في ظل المتغيرات الحالية؟

مستقبل اتفاقية أبوجا مربوط بماضيها لأن الماضي أصل المستقبل، الذي تبقت لها شهور ويصل الزمن الموضوع والمتفق عليه، لكن الماضي يمكن يكون فيه مرارات كثيرة جدا وفيه كثير من \"المطبات\" التي مررنا بها، والاتفاقية في يد المؤتمر الوطني بكل الأحوال، الذي ثبت وتأكد أنه لا يريد تنفيذها، وعلى لسان قياداته قال فيما معناه إن قوات حركة تحرير السودان أصبحت هدفا للقوات المسلحة، وهذا يعني أنهم تخلوا عن الاتفاقية لأن فيها جوانب أمنية وإنسانية وطالما تنازلوا عن الجوانب الأمنية بالتأكيد ينسحب ذلك على باقية الجوانب في الاتفاقية.

 

ذكرت أن الزمن الموضوع للاتفاقية تبقى له القليل، وبناء على الماضي الذي قلت إن به مرارات كثيرة، وفقا لهذه المعطيات هل أنت حريص على الاتفاقية في المستقبل؟

أنا حريص على كل ما يأتي بالسلام، حتى الاتفاقية إذا تم تنفيذها في أسبوع واحد أنا ممكن أن أكون مرتاحا لذلك، لكن الآن من خلال الأفعال والتصرفات ثبت انه لا توجد نية للتنفيذ من قبل الطرف الآخر.

 

أين هي المشكلة الأساسية وما هي أكثر البنود التي لم يتم تنفيذها؟

أولا جوهر الاتفاقية لم ينفذ وغير التعيينات لم يحدث أي شيء فيما يخص بقية البنود، التعيينات كان يجب أن تصب في تشكيل الآليات والتي بدورها ستنفذ الاتفاقية وكثير من الآليات لم تنفذ، الوحدة الإنسانية المشتركة والتي تنص الاتفاقية على أن تقوم بمهمة وزارة الشئون الإنسانية في دارفور وتتكون من المجتمع الدولي وطرفي الاتفاقية، بالإضافة إلى مفوضية الخدمة المدنية ونسبة تكوينها حتى هذه اللحظة صفر، ولم يتجرؤوا في المؤتمر الوطني على تكوين المفوضية الخاصة بالخدمة المدنية، إضافة إلى أن قبول أبناء دارفور وفقا للنسبة المئوية في المؤسسات الأمنية والعسكرية لم يتم. وفيما يتعلق بالتنمية بمفهومها العام فالدعم المحلي 700 مليون دولار كما جاء في الاتفاقية، لم يقدموا سوى 100 مليون دولار فقط طوال الأربع سنوات، والدعم الدولي صندوق إعمار دارفور من حقه استقطاب الدعم الدولي ويضع على ضوئه خارطة التنمية في دارفور وهذا أيضاً لم يسير كما هو متفق عليه. كما أهمل تماما إلحاق الاتفاقية بالدستور الانتقالي لتكون دستورية، كل ذلك لم يتم، وهذا ما ذكرته لك في الأول  أن جوهر الاتفاقية لم ينفذ.

 

إذن عمليا لا يبدو أن الاتفاقية موجودة الآن، من واقع أنها لم تنفذ، فهل من وجهة نظركم هناك ضرورة للحرص على اتفاقية على ورق فقط؟ السؤال بطريقة أخرى هل أصبحت اتفاقية أبوجا غير مأسوف عليها؟

الاتفاقية ليس لها ذنب لأنها كتبت على ورق أو خلافه، ولكن مثلما تخلى المؤتمر الوطني عن المصحف تخلى عن اتفاقية أبوجا.

 

تداعيات قرار ولاة دارفور وإقدامهم على تنصيب والى غرب دارفور جعفر عبد الحكم رئيسا للسلطة الانتقالية الإقليمية لدارفور بدلا عنك، وقالوا إن الخطوة جاءت وفقا لاتفاقية أبوجا التي نصت على ذلك؟

هؤلاء الناس يتلاعبون بالكلمات والقانون، الاتفاقية لم تنص على أن ولاة دارفور يعينوا رئيس السلطة الانتقالية، لأنه لا  يوجد منصب يسمى رئيس السلطة الانتقالية، هناك منصب اسمه كبير مساعدي رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الانتقالية، وهذين منصبين مرتبطين ببعض ودستوريا ومن حيث سياق الاتفاقية لا يمكن الفصل بينهما، فتعيين جعفر عبد الحكم يعتبر عملية (بلع) للسلطة الانتقالية، لأن آلية التنفيذ بدلا من أن تكون مشتركة بين الطرفين، الآن المؤتمر الوطني وطن لنفسه وبلع السلطة وجعلها تابعة له فقط وآليات التنفيذ أصبحت من طرف واحد، أما الطرف الآخر فقد هُمش تماما. لكن قانونا لا يوجد حق أو سند قانوني لولاة دارفور في تعيين شخص رئيسا للسلطة الانتقالية. أما الصحيح هو أن الاتفاقية نصت على  حق ولاة دارفور الثلاث إضافة لرئيس السلطة الانتقالية أن يجلسوا ويجتمعوا بعد الانتخابات لاختيار كبير المساعدين ورئيس السلطة، وهذا في حال كون الانتخابات نزيهة وحرة. وأنا أعتقد أنه إذا تم إلحاق الاتفاقية بالدستور من وقت مبكر وشاركت الحركة في انتخابات سيكون ولاة دارفور الثلاثة من الحركة، لذلك المؤتمر الوطني لم يجر انتخابات حرة لأنه خائف، وطالما خرقوا البند الأول أصبحنا نتحدث عن الماضي أكثر من الحاضر وأكثر من المستقبل، لأن الماضي طويل وكلما حاولوا الحديث عن الاتفاقية يجب أن يستند على الماضي، لذلك أعتقد أن ما حصل عبارة عن تضليل للشعب وإخراج لمسرحيات \"بايخة\" ليس لها معنى.

 

وفقاً لهذه التطورات هل انقطعت صلتك بمؤسسات السلطة الانتقالية؟

أنا منذ مايو 2010 لم أكن فردا في السلطة الانتقالية ولم أكن شخصا دستوريا لأن الحكومة تم حلها عقب ما يسمونه بالانتخابات.

 

لكن ألا يعني هذا أن ولاة دارفور محقين في تعيين شخص، من واقع أن هناك فراغا في السلطة الانتقالية، وخاصة أنها أي السلطة لها علاقة بملفات مهمة ذات ارتباط بإنسان دارفور سواءً كانت أمنية أو إنسانية؟

الخطأ ليس في تعيين شخص للسلطة ولكن الخطأ في حل السلطة نفسها، لأنها غير مرتبطة بالانتخابات ولا علاقة لها بها.

 

في الإطار نفسه أعفي جعفر عبد الحكم كرئيس للسلطة عدد كبير من الموظفين أو \"رفدهم\" وقال إن الخطوة جاءت لخفض النفقات وتقليل الصرف، كيف تنظر لذلك خاصة أن الذين تم إعفاؤهم ينتمون لحركة تحرير السودان؟

في الحقيقة ما حدث معروف للجميع أنه من إخراج جهاز الأمن، ولم يكن جديد  بالنسبة لنا، لأن جهاز الأمن كان يجلس مع المفوضين \"مادبو وأبو القاسم وآدم عبد الرحمن\" ويقول لهم قللوا من نسبة تعيين الزغاوة في السلطة الانتقالية وهي مسألة عنصرية بحتة، والأمن دفع نقود مقابل ذلك، وهذا التصرف نابع من مؤسسات الدولة وكبار رجالها وهم من يوجهون جهاز الأمن الذي بدوره يقوم بتهديد الناس \"الرخاص\" من موظفي السلطة لاستخدام نفس الطريقة، لذلك لا يوجد جديد فيما قام به جعفر من إعفاء الموظفين سوى أنه ينفذ سياسة أسياده و \"كباراته\".

 

ما هي الخطوات التي قامت بها الحركة لمعالجة تداعيات قرار إعفاء الموظفين خاصة أن هؤلاء يعولون أسرا؟ 

هذه جانب بسيط جدا من القضايا العامة في السودان وزاوية من زوايا كثيرة، أهل السودان مظلومين ليس بسبب العنصرية وحدها بل هناك المحسوبية في مؤسسات الدولة وتهميش الوزراء الذين يتم تعيينهم من أبناء دارفور، الذين لم يتخذوا قرارا إلا عبر توجيهات من جهاز الأمن، وكل هذه الأشياء. اعتقد أن دارفور لازالت مظلومة ومستعمرة استعمارا داخليا.

 

ما هي رؤيتك للحوار مستقبلا مع المؤتمر الوطني؟

موضوع الحوار من حيث المبدأ موضوع جيد جدا وملتزمين به في أي وقت من الأوقات، لكن السؤال ما هي الرؤية لإيجاد الحل في مشكلة السودان؟ وهذا يتوقف على أطروحات الشعب السوداني بصفة عامة بما فيهم الأحزاب السياسية الأخرى، وأيضا توفر إرادة سياسية من المؤتمر الوطني لحل مشكلة السودان ودارفور بأقل خسائر.

 

في الإطار ذاته: سبق أن قلت إنك لن تتحاور إلا مع البشير أو علي عثمان هل تعتقد أن ذلك هو الحل؟ 

أنا قلت ذلك لأن أعضاء حركة تحرير السودان خاصة المندسين أو المتشككين و(الغواصات) الذين زرعهم المؤتمر الوطني، أصبحوا مهددين من جهاز الأمن، الذي يأمرهم بأن يعملوا مؤتمرا صحفيا ويعلنوا فيه إقالة مني مثلا، لذلك أنا قلت لا يوجد داعي للتفاوض مع الأجهزة الأمنية طالما الحال هكذا. المؤتمر الوطني إذا أراد الحوار لديه صقور \"البشير وعلى عثمان وآخرهم نافع\" ، لذلك إذا أراد الحوار مع الحركة لدينا مؤسسات بالخرطوم برئاسة نائب رئيس الحركة عليهم أن يتحاورا معهأ، لكن الأجهزة الأمينة ليست للحوار وإنما للقتل.

 

د.نافع دعاك للعودة إلى لخرطوم؟ 

أنا في السودان الآن

 

لكن هو دعاك للخرطوم؟

 لماذا نعود للخرطوم، ود. نافع عايز شنو؟ إذا أرادنا فليأتنا هنا

 

المجموعة المنشقة أو الإصلاحية، بالحركة قامت باتخاذ خطوة تمثلت في عزلك من رئاسة الحركة أولا ثم فصلك ثانيا، والآن يقولون بأنهم يمثلون الحركة نفسها وليسوا إصلاحيين فقط

أولا حركتنا أحيانا تكون مثل المؤتمر الوطني، لأن الوطني الآن لا يستطيع أن يعزل البشير لأنه يمسك بالجيش والشرطة والأمن يخوف بهم. وبالمثل الحركة لديها مؤسسات أمنية أيضا، أنا الآن أمسك بالجيش والشرطة والأمن بالحركة، المجموعة تلك لم نعد نحتاج لها إذا أرادوا أن يبقوا في الحركة مرحبا بهم، وإذا لم يرغبوا في البقاء بالحركة فنحن لدينا بدائلهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر المجموعة التي أسمت نفسها بالإصلاح، نحن وجدناهم بالخرطوم، فجزء من الطلاب، وجزء من أبناء دارفور الذين فقدوا المأوى، وجزء من الانتهازيين من أبناء السلاطين، فهؤلاء نحن لا نحتاج لهم وليس لديهم شئ يمكن أن يناوروا بها المؤتمر الوطني. وأنا شخصيا سعيد جدا بخروجهم، لأنهم كانوا السبب في تعطيل الكثير من الأشياء والمؤتمر الوطني كان يعتمد عليهم في أضعاف الحركة، وبالتالي \"زي ما بيقول المثل السمكة عندما تشبع تخرج من الماء\". هم الآن خرجوا من الماء فعليهم أن يخطوا بطريقتهم، زي علي حسين دوسة هذا رجل متذبذب، مرة في حزب الأمة، ومرة في الجبهة الإسلامية القومية عندما كانت موحدة، مرة في المؤتمر الشعبي، ومرة في المؤتمر الوطني، ومرة قدم نفسه للحركة الشعبية، ومرة في حركة تحرير السودان، ومرة ترشح مستقل، وقبل شهور كان الشاهد الأول في المحكمة الدولية الجنائية، وكان ضد الانتهاكات، لكن اليوم ينتهك هو شخصيا ويظهر من ضمن الناس الذين يحرقون القرى، وتم إرساله بالأمس لحرق قرى أبشي، هذا رجل غريب وانتهازي، وليس له مقام أو ثبات، وبالتالي نحن مرتاحون لخروجه.

 

هل يعني ذلك أن اعتماد هذه المجموعة منذ البداية في مؤسسات الحركة كان خطأ؟

لا ليس خطأ لأنه عندما تكون في تنظيم سياسي، وتشارك في بنائه، ستكون على علم تام بأن أهل السودان ليس جميعهم على مستوى واحد، لذلك تقبل بالرخيص منهم والغالي، وبمعنى آخر نقبل الناس بمشكلاتهم وعلاتهم و هؤلاء كانوا \"رخاص\" ونحن قبلنا بهم والآن خرجوا وسيرون رخصهم مع الأيام.

 

هذه المجموعة تتحدث عن أن 80% من أجهزة الحركة بما فيها الجيش تتبع لهم، والسيد مناوي لا يملك سوى 20% فقط؟ 

علي حسين دوسة قال في التلفزيون في لقاء مشترك مع الدابي بأنه يملك 80% من أجهزة الحركة، أنا شخصيا أعتقد أنه قال ذلك تحت التهديد الأمني، لأنه في تلك اللحظات كان متوترا، دوسة لا يعرف جيش الحركة، وهو من بين الناس الذين خرجوا عن الحركة مؤخراً ضمن المجموعة التي خرجت، والمشكلة أنه لا يمكن أن يقدم فردا واحدا ليدمجه من قوات الحركة، إلا أن يجند نفسه ويتقدم للدمج، مبارك قد يكون معه \"شوية ناس\"، والآخرون أيضا، لكن دوسة فرد ليس معه أحد على الإطلاق.

 

الآن المجموعة شرعت فعليا في الحوار مع الوطني لتتبنى تنفيذ اتفاقية أبوجا، على المستوى السياسي والتنفيذي، بما فيها منصب كبير المساعدين، فهل ذلك ممكن، وما هو ردكم إذا حدث ذلك؟ 

المؤتمر الوطني طالما تنصل عن الاتفاقية وعبّر عن ذلك بوضوح، يتجه الآن إلى أن يعمل كل شيء برغبته وحده دون اعتبار للآخرين، ولكن هل سيحلو له؟ هذا هو السؤال، تلك المجموعة التي خرجت من الحركة وتنسق مع الوطني فرض عليها هذا الأمر من قبل الأجهزة الأمنية، ومهددين من قبل ضابط برتبة كبيرة في جهاز الأمن، حسب معلوماتي، ولذلك عندما يكون الشخص تحت التهديد يقول أي شيء ويمكن أن يعدوه بمنصب نائب رئيس أو رئيس لكن \"يطيشوه\"

 

يعني أنت تتوقع أن تتم هذه الخطوة؟ 

لا أتوقع أن يتم أي شيء، في المستقبل سيتم تقسيمهم إلى مجموعات ثم إلى قبائل وخشوم بيوت، ثم يتم تقسيمهم على حسب قربهم من المؤتمر الوطني أو بعدهم عنه، وبعدها يستخدمونهم \"ويشتتوهم\" كما استخدموا عليّ بالأمس في حرق قريتي (أبشي و مرلا.) هذا ما سيحصل

 

ما هي رؤية مناوي لمستقبل دارفور بعد انفصال الجنوب؟ 

والله يا أخي إذا سمحت لي أن أتحدث عن السودان المتبقي بعد انفصال الجنوب، وليس دارفور وحدها، يوجد 10 مليون سوداني في الجنوب أو أكثر إذا اختار هؤلاء الانفصال من بين أربعين مليون عدد سكان السودان، هذا يعني أن الشمال ليس دولة، لأن هروب عشرة مليون سوداني من النظام، يدل على  أن الرقعة الجغرافية المتبقية في الشمال ستبقى لا دولة لا حكومة لا دستور ولا.. ولا...! وبالتالي علينا وعلى القوى السياسية أن نجلس جميعا لإعادة صياغة الجزء المتبقي من السودان بما فيه دارفور.

 

القوات المسلحة قالت إن قوات مناوي أصبحت عدوا، لأنها خرجت عن الاتفاق وأصبحت تتجه جنوبا، استعدادا للعودة للحرب  

هذا الكلام ليس صحيحا، ومن تحاربوا معهم بالأمس في مناطق (حجير، ام قوجنة ومرلا وأبشي) هؤلاء هم قوات حركة التحرير، والحركة بقواتها لا زالت موجودة هناك، ودخلت معهم في مواجهات واستطاعت قواتنا أن تصدهم. وكذلك بالأمس بعث الولاة بالوفود للجلوس مع قواتنا وهي موجودة هناك، لا يوجد فرد من قوات حركة تحرير السودان موجود بالجنوب هذا كلام غير صحيح. الحديث عن أننا من رجعنا للحرب تهمة باطلة، لأنهم هم الذين بدأوا بها وليس نحن، المناطق المذكورة تحت سيطرة الحركة منذ 7 سنوات. فلماذا دخلوها الآن في هذا التوقيت، هذا هو السؤال. التصريحات التي قالها الناطق الرسمي باسم الجيش، تؤكد بأن الحكومة هي التي أعلنت الحرب.

 

بناءً على ما ذكرته يعني أن الحرب أصبحت واقعا بينكم والحكومة؟ 

طالما يوجد هجوم أصبحت الحرب واقعا

 

طلبت من البعثة الأممية في دارفور \"يوناميد\" التحقيق فيما تراه هجوما على قواتكم، فهل هناك خطوات عملية تمت في هذا الإطار؟

أنا اتصلت ببروفيسور قمباري وحملته مسئولية أي هجوم يقع على قواتنا بالإضافة لمسئولية اعتقال أفراد الحركة بداخل المدن، وحماية شخصيات الحركة طالما المؤتمر الوطني أعلن نيته للحرب والضغط على الناس، وأصبح الآن يهدد أفراد الحركة بأنهم لم يعودوا في سلام وأمان ما لم يعلنوا انضمامهم له والخروج عن الحركة. ونحن ابلغنا كل العالم وليس اليوناميد فقط، لكن اليوناميد بحكم مسئوليتها هي جاءت لتنفيذ اتفاقية أبوجا فقط وليس لها مهمة أخرى في دارفور.

 

هل حدثت اعتقالات لأفراد الحركة في مدن السودان المختلفة؟ 

حدثت اعتقالات كثيرة في نيالا وفي الخرطوم وتوجد مضايقات وتهديدات، وأكثر شخص الآن يعيش في خطر  نائب رئيس الحركة د.الريح محمود بالخرطوم، الذي يرسل المؤتمر الوطني له يوميا أشخاص لتهديده، بأن يعلن عن نفسه ويعزل مني لكنه صامد حتى هذه اللحظة.

 

ذكرت في تصريحات سابقة أن هناك مجموعة داخل المؤتمر الوطني هي التي تقف ضد تنفيذ أبوجا، فهل يعني ذلك أن أفرادا فقط يتحملون المسئولية وليس المؤتمر الوطني كمؤسسة؟ 

صقور المؤتمر الوطني كلهم يقفون ضدنا، لأنهم قبل أن يكونوا ديكتاتوريين فإنهم عنصريون في المقام الأول، يعملون بعمل العروبة بالوكالة رغم أنهم ليسوا بعرب، والآن يريدون توسيع فهم ما يسمى بالأنظمة الإسلامية، وفرضها بالقوة رغم أنهم تاريخيا ليسوا مسلمين، المؤتمر الوطني ليس حزب هو كيان ديكتاتوري عبارة عن مجموعة تتكون من خمسة أشخاص يديرون الناس من هناك وهنا في يدهم المال والسلطة، لكن بانتهاء المؤتمر الوطني ستجد كل الذين يصفقون الآن حتى من أبناء دارفور قد تنصلوا عن الوطني.

 

وفقا لهذه الحيثيات هل يمكن أن يصل السيد مناوي إلى مرحلة المطالبة بحق تقرير المصير لدارفور أسوة بالجنوب؟ 

هذه التقليدات لنيفاشا، طلب حق تقرير المصير، طلب التعويضات، طلب أعطاء السلطة لأبناء دارفور، مرحلة انتهت لأننا قادمون إلى مرحلة انشطار السودان نفسه، وإذا حدث ذلك وإذا انفصل الجنوب بإرادة أهله سيصبح دولة، أما الجهة الشمالية التي لم توضح اتفاقية نيفاشا ماذا ستكون بعد الانفصال تصبح رقعة جغرافية بما فيها دارفور لابد من إعادة صياغتها. وإذا كان هناك تعويضات نحن سنأتي بها لأهل دارفور ولن نطلبها من المؤتمر الوطني، وإذا كان هناك حق تقرير المصير سيقرره أهل دارفور بأنفسهم من داخل السلطة مع صياغة النظام الجديد

 

والي شمال دارفور عثمان كبر قال إن الولاة طلبوا من رئاسة الجمهورية الشروع في تنظيم الاستفتاء حول دارفور في مسألة الإقليم الواحد أو الولايات؟ 

مع من يتم تنظيم الاستفتاء؟

 

مع أهل دارفور في  أن يحددوا وجهتهم \"إقليم أم ولايات\"؟ 

لا.. الاتفاقية وقعت بين طرفين، الطرف الأساسي فيها حركة تحرير السودان وهي التي من حقها أن تجلس مع المؤتمر الوطني لتنظيم الاستفتاء والآن الحركة غائبة عن الاتفاقية، وحتى الاتفاقية نفسها أصبحت غير موجودة أي استفتاء يريدون تنظيمه؟ لا أظن أن ذلك يحدث، وهذا كلام للمزايدة السياسية فقط.

 

وجود مناوي في جوبا يراه البعض بأنه ربما يكون واحدا من الأسباب لعودة الحرب بين الشمال والجنوب؟ 

إلا إذا كان المؤتمر الوطني يرغب في الحرب مع الجنوب بأي حال من الأحوال، لكن وجودي في الجنوب ما من المفترض أن يشكل سببا للحرب

 

لكن الاتهامات بدأت فعليا وبصورة قوية، المؤتمر الوطني يتهم الحركة بإيواء قيادات من حركات دارفور المسلحة وتقديم الدعم المادي لهم والسلاح والعتاد؟ 

نحن لم نجد أي دعم من الحركة الشعبية، وماذا يعني قيادات من دارفور؟ هناك قيادات جنوبية في الخرطوم ودارفور، لماذا لم يتم طردهم، نحن لسنا قيادات تنفيذية، أنا شخصيا لماذا ابقى في الخرطوم ؟ أما القيادات المتمردة، زي ما هم بيقولوا، خليل موجود في طرابلس، وعبد الواحد موجود في كينيا.

 

طيب سيد مناوي لماذا جئت إلى جوبا ولم تذهب إلى دارفور؟ 

لماذا دارفور؟

 

باعتبار أن دارفور هي القضية التي حاربت من أجلها ووقعت السلام من أجلها؟ 

الحركة لديها مكاتب في جوبا، نيالا، الخرطوم، الفاشر، الجنينية، بور سودان، الفاو وحتى في حلفا، لذلك أنا أدير عملي رئيسا للحركة كحزب سياسي من أي مكان في السودان.

 

لكن هناك حديث عن أن وجودك في جوبا هو خوف على حياتك وأن الخرطوم ليست آمنة بالنسبة لك؟ 

لا يوجد أمن في الخرطوم لأي شخص سوى لصقور المؤتمر الوطني، رغم ذلك ظللت موجودا لمدة أربع سنوات في الخرطوم.

 

لا قدر الله إذا عدت إلى الحرب مجددا وفقا للمعطيات الراهنة التي تقول إن هناك مواجهة محتملة بينكم والحكومة، فهل تعتقد بأنك ستحقق لدارفور أفضل مما حققته في السابق؟ 

طبعا ما تحقق من خلال الحرب ليس جيدا دائما ومن الأحسن أن يتم تحقيقه بالسلام، لأن الحرب فيها الدمار والتشريد والخراب، لكن من سيختار الحرب المؤتمر الوطني أم الحركة  لأننا لا يمكن أن نحارب ضد الهواء أو مع جنود لم تروها، فإذا عدت للحرب فالمؤتمر الوطني هو الذي سيدفعني إليها وسيكون طرفا فيها

 

هل تعتقد أن ما يجري في الدوحة الآن من مفاوضات بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، يمكن أن يأتي بسلام لدارفور؟ 

مع تقديري للإخوة في الحركات التي تفاوض بالدوحة، لكن حسب معرفتي المؤتمر الوطني لا يرغب في السلام وأنا كررت ذلك مرارا، الوطني يفتكر بأنه قسم أبوجا إلى ثلاث أقسام متساوية، الأول تم تنفيذه مع الموقعين ودورهم انتهى، الثاني الآن يتحاورون به في الدوحة ولا يوجد لديهم أكثر من ذلك. القسم الثالث موجود في الأدراج منتظرين به عبد الواحد وخليل، لذلك أنا لا أظن أن الدوحة تأتي بشيء له قيمة، لكن بتقديري وحسب معرفتي بالأخوة في حركة التحرير برئاسة دكتور التجاني سيسي هم لديهم النية بأن يأتوا بشيء.

 

هل هناك حوار يجري بينكم وكل من خليل وعبد الواحد للتنسيق في المرحلة المقبلة؟ 

 الحوار لم ينقطع أصلا في يوم من الأيام، منذ توقيع أبوجا حتى هذه اللحظة، ما زلنا نتحدث عن قضية دارفور وكيفية الحل، بنفس القدر حوارنا مع كبارات رجال المؤتمر الوطني.

 

لكن حواركم مع خليل وعبد الواحد هذه المرة حسب ما يدور أخذ شكلا مختلفا ليس لاستكمال أبوجا أو السلام، وإنما لعمل مشترك بغرض الحرب؟ 

أنا مع أي تنسيق، إذا قرر المؤتمر الوطني الحرب، أيضا سأنسق معهم وإذا لم يقرر ذلك أيضا سأواصل معهم في التنسيق.

 

متى تعود إلى الخرطوم؟ 

في وقته إن شاء الله