تم تنصيب البشير - الذي يجلس على سدة الحكم منذ استيلائه على السلطة عبر انقلاب عسكري في يونيو 1989 - مساء الثاني من يونيو في حفل وصفه القيادي بتحالف المعارضة محمد علي جادين بـ ”البذخي“، في ظل ظروف اقتصادية متعثرة يعيشها السودان، مع تزايد وتيرة العنف والحرب على عدة جبهات، أبرزها جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، حيث تقاتل الجبهة الثورية نظام البشير منذ سنوات.
وحضر للاحتفال مع الرئيس السوداني، الذي يبلغ 71 عاماً من العمر، عدد من الرؤساء الأفارقة أبرزهم الزيمبابوي روبرت موغابي، والكيني أوهورو كينياتا، إلى جانب المصري عبد الفتاح السيسي، والاثيوبي هايلي ماريام ديسايلين. كما مثلت الدول الخليجية والعربية بمستويات مختلفة، ذلك بالاضافة إلى والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيقاد، ومنظمة الساحل والصحراء.
”أكثر الجهات التي من المفترض أن تؤثر في السياسة السودانية غابت“
ورغم هذا الحضور المتنوع، إلا أن ”أكثر الجهات التي من المفترض أن تؤثر في السياسة السودانية غابت منه“، يقول جادين، في إشارة للترويكا والاتحاد الأوربي، مضيفا أن ”كل الذين حضروا غير مؤثرين على السياسة السودانية ولا على السياسة الإقليمية“.
وقدم البشير عددا من الوعود في خطابه أمام نواب البرلمان كوعده مكافحة الفساد عبر إنشاء ’الهيئة العليا للشفافية ومكافحة الفساد’ وإجراء إصلاحات اقتصادية تحقق النماء والرخاء خلال فترته الجديدة ”وصولا لتحقيق التنمية والتطور والعيش الكريم للشعب السوداني“.
هذا وعرض البشير ”العفو الكامل عن حملة السلاح الراغبين بصدق في العودة والمشاركة في الحوار“.
ولكن تواجه هذه التعهدات حقيقة الأمر الوقع كما يقول أحمد عبد السلام، الخبير الاقتصادي والباحث في مجال التخطيط التنموي، ”فالوعود والتعهدات ليست هي الحل للأزمة السودانية“.
”الوعود والتعهدات ليست هي الحل للأزمة السودانية“
”المشكلة الاقتصادية في السودان لن تُحل إلا بزوال النظام الحالي، لأن السياسات التي اتبعها هذا النظام هي التي أدت للحالة التي يعيشها السودانيين الآن“، يفسر عبد السلام.
أما الشعب السوداني فيبدو بعيدا من كل هذا، ومنكفئاً على معيشته اليومية. تقول المواطنة فاطمة عيسى أنها ”غير معنية بكل الذي حدث منذ الانتخابات وحتى حفل التنصيب“.
عيسى لم تصوت في الانتخابات أساسا، ولم تجد في خطاب البشير "أي شيء جديد أو مميز أو يدعو للتفاؤل“.
حتى الشعارات التي كان يرددها الرئيس خلال حفل تنصيبه لم تكن جديدة، إلا أنها كانت مفاجئة، كما تفسر عيسى: ”استغربت جدا! كان البشير [خلال حفل تنصيبه] يقول: ’حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي‘، وهذه شعارات اليسار السوداني، وتحديداً الحزب الشيوعي!“