الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

تعليق
خارطة الطريق نحو سد في جنوب السودان

يفكر كثيرون في بناء سدود في جنوب السودان، لكن ذلك يتطلب مقاربة منهجية قبل أن تصبح السدود حقيقة في البلاد.
25.08.2021  |  جوبا، جنوب السودان
الحاجة للكهرباء ملحة في كل مناطق جنوب السودان.  (الصورة: النيلان | بولين شول)
الحاجة للكهرباء ملحة في كل مناطق جنوب السودان. (الصورة: النيلان | بولين شول)

الحاجة الملحة إلى الكهرباء هي الحجة الرئيسة لمن يضغطون من أجل إقامة سدود في جنوب السودان، ومعظمهم ممن عادوا إلى البلاد بعد انتهاء الحرب الأهلية التي قسمت السودان إلى دولتين مستقلتين.

تبقى الكهرباء أولاً وأخيراً حاجة ملحة في جنوب السودان. وعندما أنشئت وزارة الكهرباء والسدود والري والموارد المائية، ولم تكن الكهرباء متوفرة، أطلق سكان جوبا على الوزارة الجديدة ساخرين اسم "وزارة الظلام".

باستطاعة السدود توفير الكهرباء، لكنها تخلق مشكلات وتعقيدات جديدة كثيرة في المنطقة. ولدراسة هذا الخيار، على الحكومة والرأي العام التركيز على خمس آليات مهمة.

الآلية الأولى هي أن على الدولة تحديد سبب بناء السدود وكيف ستدار وتشغل. فالسدود كما نعلم لها غايات مختلفة، كتوليد الكهرباء، والسيطرة على الفيضانات أو كليهما.

إن توضيح الغرض من إقامة السدود للجميع يُسهّل على الحكومة دفع المشروع إلى الأمام. فكثير من الناس يعتقدون أن وظيفة السدود هي توليد الكهرباء فقط، بينما لها في الحقيقة فوائد أخرى يجب التعريف بها بوضوح.

يتعين على الوزارة توضيح عيوب وتكاليف بناء السدود وتشغيلها. وهذا ضروري كي لا يبني الرأي العام توقعات غير واقعية قد تسبب الشكاوى والإدانات في المستقبل.

الآلية الثانية هي أن تضع الوزارة سياسة وإطاراً قانونياً ومؤسسياً لإدارة السدود والسدود المتتالية في البلاد. فالسياسات والقوانين أمور أساسية لإدارة السدود. وهي تتيح فهم غرض وأهداف السدود وتوفر للأطراف المعنية، وخصوصاً المانحين وشركاء التنمية، رؤية واضحة لكيفية تقدم المشروع.

والآلية الثالثة هي ضرورة أن تضمن الوزارة المسؤولة في الدولة الإدارة والتشغيل السليمين للسدود. فقد بنيت في الماضي سدود كثيرة في حوض النيل الشرقي، لكن ثبت عدم كفاءة إدارتها. ومن الضروري وجود مؤسسات تشرف على هذه الإدارة.

وتشمل الآلية الرابعة تولي الدولة تأمين التمويل لهذا المشروع المهم، من موازنة الحكومة أو من شركاء التنمية والجهات المانحة. فمن المستحيل بناء سد جديد وصيانته دون تمويل كافٍ، وقد تعثرت برامج مماثلة في بلدان أخرى نتيجة نقص التمويل.

الآلية الخامسة هي وجوب أن تنظر الدولة في توقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف للتعاون والتآزر لإدارة وتشغيل السدود الفردية أو متعددة الأغراض. وتعد قضايا السدود أموراً حرجة، خصوصاً على نهر عابر للحدود، كنهر النيل، حيث تتصاعد التوترات بين البلدان المتشاطئة. وتعتبر الشراكات والتعاون عناصر حيوية لتأمين مستقبل السدود المتتالية في البلاد.

في الختام، هذه الاعتبارات الخمسة ضرورية جداً لإدارة وتشغيل السدود في أي بلد، ويجب أن يتبناها جنوب السودان إذا أراد النجاح في إدارة وتشغيل السدود في البلاد.

هذا المسار مهم ليس لجنوب السودان فقط، بل لكل دول الحوض. لأن فشل دولة واحدة يعني الفشل لجميع الدول الموجودة على امتداد النهر.

Juba_Night_Streetligt_BullenChol
 
هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسير القارب قدما إذا جذّف كل على هواه
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.