الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مصير مشترك

هنري لوتايا
لماذا على البلدان التي تتشارك الموارد نفسها أن تتوحد مع بعضها البعض.
16.10.2018  |  كمبالا، أوغندا
 (الصورة: النيلان | نيك لينرت)
(الصورة: النيلان | نيك لينرت)

تستثمر بلدان العالم مبالغ طائلة في إقامة أسوار وحدود تفصل شعوبها عن باقي بلدان العالم، لكن كم هي الجهود المبذولة لبناء جسور التواصل؟

إن النزعات القومية التي تجبرنا على التفكير فو حدود صندوق مغلق تحرمنا من النظر بصورة أوسع لآثار أفعالنا على باقي البشر أو مدى تأثرنا بأعمال الغير. فمثلًا، عندما تحولت دول الغرب إلى التصنيع، ضَخت كميات هائلة من الغازات الخطرة في الغلاف الجوي، ما نتج عنه ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. من الواضح أن آثار الاحتباس تظهر في بقاع العالم الأقل تصنيعًا، بعكس تلك البلدان التي أسهمت بأكبر قدر في حدوث هذه الظاهرة العالمية.

وإذا فكرنا في الروابط من منظور طبيعي، فإن الأدلة تبين أن دول منابع نهر النيل هي الأكثر إسهامًا في تدفق مياهه من خلال سقوط الأمطار، لكنها تستخدم أقل كمية من مياهه في الري والاستخدام المنزلي والصناعي.

ودون بناء جسور بين بلدان المنبع والمصب عبر التواصل والتخطيط المتناسق في سبيل إدارة هذا المورد العظيم واستخدامه بصورة مستدامة، أظهرت الأدلة العلمية أن حياة نحو نصف مليار نسمة في منطقة حوض النيل مهددة بشبح ازدياد شح المياه والغذاء والطاقة، وهي تحديات ترتبط مباشرة بتدفق مياه النهر.

وبعيدًا عن نطاق الطبيعة، فقد ولّد التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات زخمًا مهما لعصر العولمة، ما كان له أثره على الجميع. وليست بلدان حوض النيل الأحد عشر بمعزل عن ذلك.

العولمة تعني أن يبحث الناس فرص جديدة عبر الهجرة وبناء علاقات جديدة، وعبر التبادل السريع للسلع والخدمات.  

فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد شركات حافلات الركاب على الطريق الواصل بين نيروبي وكمبالا من اثنتين في عام 2000 إلى أكثر من عشرة شركات اليوم. وبالمثل، فإن عدد سكان جنوب السودان الذين غادروا بلادهم في أعلى مستوياته على الإطلاق. سواء غادروا طواعية أو جراء عدم الاستقرار السياسي فإن عددا كبيرا من جنوب السودانيين يقيمون اليوم في كمبالا وبقاع أخرى من أوغندا، أو في السودان أو في الكينيا. 

وترغم الحروب، الثورات، مشاكل الحكم والكوارث الطبيعية ملايين الأشخاص في المنطقة على اللجوء إلى بلدان أخرى. ويجد بعضهم، ربما بسبب مهاراته التخصصية، عملًا في نهاية المطاف ويندمج في مجتمعه جديد. كل ذلك يتوقف على سياسات حكومة البلد المضيف له.

وقد غدت اليد العاملة الإقليمية والتعليم والمصير المشترك - كأن يقع اثنان من جنسيتين مختلفتين في الحب ويتزوجا - أكثر انتشارًا وقبولًا اليوم في بلدان حوض النيل. وسواء كان ذلك نتاج الكوارث الطبيعية أو الهجرة الطوعية، ستزداد التنقلات والروابط بين شعوب حوض النيل مع ارتفاع عدد سكان المنطقة، الذي من المرتقب أن يصل المليار نسمة سنة 2050.

ولذلك، سيخلق التوسع المتوقع في السكان وفي النشاط الاقتصادي في حوض النيل روابط وتفاعلات جديدة أكيدة. ولكن لضمان تحقيق أوضاع مربحة لكل من دول المنبع والمصب، وبين المجتمعات على طول الحدود وما خلفها، لا بد من خلق جو من التعاون الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بما يكفل التعايش السلمي بين الجميع.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسقط المطر على سقف واحد فقط
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.