قال المتحدث العسكري في جنوب السودان العقيد فيليب أقوير يوم الأربعاء21 أغسطس إن العميد جيمس أوتونق كان مسؤولاً عن سلوك قواته وبالتالي سيكون مسؤولاً عن أي انتهاكات يتم الكشف عنها.
أشرف أوتونق على حملة نزع السلاح التي بدأت في ولاية جونقلي العام الماضي فضلاً عن حملة مكافحة التمرد ضد ثوار ديفيد ياو ياو التي تدعي جوبا أنهم مدعومين من قبل الخرطوم. وفي كلتا العمليتين اتهم الجنود باغتصاب وقتل ونهب وتدمير الممتلكات المدنية.
فيليب أقوير. وصرح أقوير إن الجيش قد بدأ بالتحقيق يوم الثلاثاء 20 أغسطس لتحديد ما إذا كانت القوات التابعة لقيادة أوتونق متورطة في قتل المدنيين وتدمير ونهب الممتلكات وأضاف: ”تم تشكيل لجنة تحقيق تُحال نتائجها إلى القيادة العليا للجيش وللقيادة أن تقرر ما يجب القيام به“.
وقد طالب سالفا كير ميرديت خلال كلمته في احتفالات ذكرى الاستقلال الثاني لجنوب السودان في يوليو من هذا العام بالتحقيق في مزاعم ارتكاب الجيش انتهاكات لحقوق الإنسان في ولاية جونقلي.
كما ألقي القبض على اثنين من الجنود المتهمين بقتل امرأتين خارج بلدة بيبور الشهر الماضي وقال أقوير إنه ”تم التحقيق معهم وهم يخضعون حالياً لمحاكمة عسكرية“ وأضاف إن الجيش يحقق أيضاً في مقتل ضابط برتبة عميد من قبيلة مورلي قامت القوات الحكومية بقتله عندما شن الجيش هجومه ضد ثوار ياو ياو التابعين لقبيلة مورلي قائلاً: ”تم إرسال فريق إلى بيبور للتحقيق في الظروف التي قتل فيها وستتم إدانة ومعاقبة كل من تورط في ارتكاب الجريمة.“
وجاء الاعتقال بعد دعوات الحكومة الأمريكية لجنوب السودان لاعتقال ومعاقبة الجنود المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في ولاية جونقلي حيث أعرب مجلس الشيوخ الامريكي وزعماء مجلس النواب الاسبوع الماضي عن قلقهم إزاء العنف العرقي في رسالة الى كير الذي اتهم أعضاء جيش جنوب السودان بمساعدة جماعة أعضاء نوير لو في هجمات يوليو ضد المورلي.
تشير عدة تقارير إلى أن فصائل من الجيش الشعبي لتحرير السودان ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين وحرضت على العنف العرقي" وحسب الرسالة "تشير عدة تقارير إلى أن فصائل من الجيش الشعبي لتحرير السودان ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين وحرضت على العنف العرقي". وأضاف التقرير أن "العنف العرقي الممارس بحق جماعة المورلي خاصة يثير القلق".
وصرحت المنطمة الخيرية الطبية الفرنسية أطباء بلا حدود يوم الثلاثاء 20 أغسطس أن قرابة 90 ألف شخص من قبيلة مورلي ما زالوا في عداد المفقودين منذ أكثر من شهر عقب الاشتباكات العرقية بين النوير والمورلي. ووفقاً لمسؤولين محليين في مقاطعة بيبور إن 328 شخص من النساء والأطفال قتلوا في الاشتباكات الطائفية في يوليو.
وفي بيان لها قالت منظمة أطباء بلا حدود إن فريقها الجراحي المنتشرفي قوموروك لم يشهد حالات لرجال أصيبوا في القتال على الرغم من وحشية اشتباكات يوليو حيث صرح الجراح مارتيال لوديك: ”عالجنا ما يقارب 20 حالة من الأطفال والنساء المصابين بجروح شديدة مقابل رجل واحد تمت معالجته بعد اصابته بطلق ناري“، مضيفاً أن ”آخر الاشتباكات الرئيسية التي نعلم بها في الأدغال حدثت قبل نحو شهر ولن ينجو على الأرجح أي شخص مصاب بجروح خطيرة طيلة هذه المدة“. ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم إن رجال المورلي قلقون من التماس الرعاية الطبية لتلقي العلاج خوفاً من تعرضهم للهجوم من قبل الجيش.
”عالجنا ما يقارب 20 حالة من الأطفال والنساء المصابين بجروح شديدة مقابل رجل واحد تمت معالجته بعد اصابته بطلق ناري“
وفي محاولة لمساعدة الذين نزحوا بسبب القتال قالت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان في 20 أغسطس إنها كثفت دورياتها العسكرية في مقاطعة بيبور وبلدات قوموروك في الأيام الاخيرة ومركزت دوريات أخرى خارج تلك المدن للمساعدة على خلق بيئة آمنة تسمح للمدنيين بالعودة بسلام إلى هذه المدن والوصول إلى مراكز توزيع المواد الغذائية.
وتعمل هذه الدوريات يومياً سواء مشياً على الأقدام أو عبر المركبات متجاوزة حدود كل من بيبور وبلدات غوموروك لغطي دائرة نصف قطرها يصل إلى 18 كيلومتراً.
وقال المتحدث الرسمي لبعثة الامم المتحدة في جنوب السودان آريان كوينتيير في بيان له ”خلال عمل الدوريات، تلتقي قوات حفظ السلام بالمدنيين النازحين المتضررين من القتال وتتفاعل معهم تشرح لم الوضع في بيبور وبلدات غوموروك وتدلهم على مراكز توزيع المواد الغذائية وتجمع المعلومات عن موقع غيرهم من المدنيين وحالتهم“.