استضاف جنوب السودان مؤتمر الأمن الإقليمي الثالث لدول شرق إفريقيا من 19 إلى 21 يونيو، لأول مرة في جنوب السودان، تحت شعار ’تشكيل البنية الأمنية الإقليمية: بناء القدرات من أجل السلام والأمن للوكالات العسكرية والأمنية في القرن العظيم شرق إفريقيا‘.
جاء المؤتمر بعد مبادرة طرحها الجيش الشعبي في المؤتمر الثاني الذي أقيم بيوغندا العام السابق، على أن يعقد المؤتمر المقبل في إثيوبيا. جاء تنظيم هذا المؤتمر من الجيش الشعبي لتحرير السودان بالتعاون مع منظمة أكود، دعاة التحالف للتنمية والبيئة. إقليم شرق افريقيا يضم ثمانية دول تتمثل في دول الإيقاد وهي: يوغندا، إثيوبيا، الصومال، أرتريا، كينيا، جيوتي، السودان وتنزانيا.
شارك في المؤتمر عدد من عضوية الجيش وعسكريين وأكاديميين من مختلف المجالات، بالإضافة لمفكرين وناشطي المجتمع المدني من مختلف الدول.
هدف المؤتمر لمناقشة القضايا الأمنية للقارة لفهم التحديات الإقليمية الجديدة في شرق إفريقيا وخلق آليات للتدخل، وذلك للكشف عن قدرات الجيش بالإقليم لمجابهة سلبيات القرن الـ21 ولجمع الأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني للعمل سويا للتصدي للسلبيات الأمنية في القارة.
وقال دكتور أرثر باينموسيقا الباحث ومدير برنامج السلام والديموقراطية بمنظمة أكود والمحاضر بجامعة ماكرري في تصريح خاص (للنيلان) أن هذه التحديات تتمثل في ”عدم الإستقرار السياسي، توفير الخدمات من قبل الدولة، الموارد الطبيعية [النفط والمياه]“.
هنالك ”متغيرات بيئية واقتصادية وحدودية طرأت على القارة أثَّرت على الوضع الأمني للقارة“
وقال دكتور باينموسيقا أن هنالك ”متغيرات بيئية واقتصادية وحدودية طرأت على القارة أثَّرت على الوضع الأمني للقارة، فظهور حركات مسلحة وجرائم القتل والنزوح الداخلي كلها أسباب أثرت على الوضع الأمني“، بالإضافة الى الصراعات التي تحدث إثر عبر المجتمعات رعوية للحدود الدولية بحثا عن الماء والكلا.
وشدد المؤتمر على ضرورة الدعم المحلي للتعاون بين الجيوش والسياسيين وأجهزة الدولة المختلفة للتوعية بالقضايا التي تهم أمن وسلام القارة وعدم دعم الجيوش والحركات المتمردة.
ويرى أرثر أن الحل يكمن في إستغلال الموارد والامكانيات المتاحة محليا لبناء الأمن والسلام والتركيز على مشاكل السلام.
أما العقيد فيليب اقوير الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي فقد عزى الأزمات التي تمر بها القارة إلى ”غياب الوعي بمدى عواقبها لأن عملية الأمن والسلام هي عملية تنشئة اجتماعية، لذلك تتطلب جهود لمبادرات داخلية للدولة، ومن ثم رسم خرائط كاملة لمدى حجم الأزمة لمعرفة إمكانيات التدخلات المطلوبة على الصعيد الداخلي ثم الخارجي“.
وشدّد اقوير على ضرورة الحوار الداخلي، ومن ثم مبادرات لاتفاقات إقليمية لتأسيس قرارات لحل الأزمات، وذلك لحفظ السلام بالإقليم، مؤكدا أن الأزمة في دارفور تصاعدت لعدم الجدية في حلها.
العقيد فيليب أقوير، الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، أثناء المؤتمر، 23 يونيو. وطالب اقوير بضرورة تعريف الدولة للاجئ والنازح الداخلي، وكذلك الاستفادة من تجارب دول الإقليم مثال رواندا والكنغو لما لها من تجارب تاريخية طويلة في التعامل مع الأزمات والتدخلات الدولية، وكذلك تنزانيا التي توصلت إلى حل الأزمة.
وتطرق المؤتمر كذلك لظاهرة الارهاب السياسي الذي يعم جزءا من دول القارة وقالوا إنها ”وسيلة لخدمة مصالح سياسية معينة تؤدي الي تفتيت الأمن والسلام المجتمعي وطالبوا بوقفها عن طريق علاج جذري“.
كما طالب المؤتمر بخلق نظام حكم إقليمي وقيام مجتمع أمني إقليمي جامع لدول الإيقاد، لمناقشة قضايا الأمن والحكم الراشد ودعم التنمية وتقوية الاقتصاد الإقليمي وفتح حركة الأسواق ومجالات الاستثمار أمام المجتمع الرعوي وضرورة وجود وتفعيل قوانين الملكية المحلية.
وأخيرا، أشار المشاركون إلى ضرورة تأسيس بادرة لمناقشة أزمة الموارد الطبيعية والإمكانيات المتاحة محليا باعتبارها الحل لتخطي الأزمات الإقليمية، كما أوصوا بوضع استراتيجية لدعم التنمية بجنوب السودان لمدة 50 عاما.