الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

القائم بالأعمال الأمريكي - نحن ندعم أي حوار وطني شامل يضم كل الأطراف السودانية

حسن بركية
الخرطوم - في مؤتمر صحفي عقده القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم، جوزيف ستنافورد، قدم هذا الأخير حصيلة زيارته لدارفور وتحدث عن علاقة الولايات المتحدة مع السودان، خصوصا في ما يتعلق بأزمة دارفور.
25.04.2024
القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم، جوزيف ستنافورد في مقر السفارة الأمريكية بالخرطوم، 20 أبريل.
القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم، جوزيف ستنافورد في مقر السفارة الأمريكية بالخرطوم، 20 أبريل.

ظل القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم، جوزيف ستنافورد، منذ تسلم مهامه، يحاول التعرف على معطيات الواقع السياسي السوداني والتقرب من كل أطراف الأزمة التي أعيت الطبيب المداوي.

تحركات السفير أزعجت بعض قوى الإسلام السياسي والتنظيمات السلفية والمنابر المتحالفة مع الحزب الحاكم.

وأول أمس كان القائم بالأعمال الأمريكي يقدم للصحفيين من خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الأمريكية بالخرطوم حصيلة الزيارة التي قام بها لدارفور ومعطيات الواقع الدافوري من وجهة نظره.

”نحن كنا ولا زلنا نتعامل بحسن نية مع كل الأطراف وكان هناك سوء تفاهم وترتيبات أمنية ولم نكن طرفاً فيما حدث“بدأ القائم بالأعمال سرد ما رأى وما سمع في دافور ببيان يدين الهجوم الذي وقع ضد قوات اليوناميد في منطقة مهاجرية، في جنوب دارفور، والذي أدى إلى مقتل أحد أفراد قوات حفظ السلام وإصابة اثنين آخرين. وطالب ستنافورد الحكومة والسلطة الانتقالية بإجراء تحقيقات كاملة وموثوقة على وجه السرعة.

وأبدى ستنافورد أسفه لفشل عقد مؤتمر صحفي لوفده في مدينة الفاشر وقال: ”للأسف لم نتمكن من عقد المؤتمر الصحفي في الفاشر لسوء في التفاهم“.

أضاف: ”نحن كنا ولا زلنا نتعامل بحسن نية مع كل الأطراف وكان هناك سوء تفاهم وترتيبات أمنية ولم نكن طرفاً فيما حدث“.

وقدم ستانفورد اعتذاره للصحفيين وقال: ”نرجو أن تتفهموا ما حدث“.

أولويات أمريكا


وقال القائم بالأعمال أن أولوية الحكومة الأمريكية تمثل في”إيجاد حلول سلمية لأزمة دارفور وتعمل من أجل توفير الاستقرار ودعم العمل الإنساني“، ودلل على ذلك بحضوره مع مندوب من الحكومة الأمريكية لمؤتمر الدوحة حول إعادة إعمار دافور.

”نحن نقف مع منبر الدوحة التفاوضي ونعتقد أنه خلق أرضية مناسبة لحل الأزمة في دارفور“وأضاف: ”رجعنا من الدوحة وذهبنا إلى الفاشر، ونشعر بقلق عميق بسبب تصاعد أعمال العنف وتدهور الأوضاع الأمنية هناك“.

”تصاعد أعمال العنف يعني أن تسارع الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية بنزع سلاح المليشيات والتوصل إلى تفاهمات مع الحركات الغير موقعة على وثيقة الدوحة حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.“

ويضيف ستنافورد: ”نحن نقف مع منبر الدوحة التفاوضي ونعتقد أنه خلق أرضية مناسبة لحل الأزمة في دارفور ولكن ما يقلقنا أن الاتفاق يمضي ببطء شديد وأهالي دافور لا يشعرون بأي تغيير حقيقي على الأرض“.

الجانب الإنساني


ومن زاوية أخرى، سلط القائم بالأعمال الضوء على الأوضاع الإنسانية في دارفور وقال بصريح العبارة ”الأوضاع الإنسانية سيئة“.

وأضاف أن الزيارة كانت مثمرة وأنه عقد لقاءات مع والي شمال دافور يوسف كبر والسلطة الانتقالية ومنظمات المجتمع المدني وقام بزيارة لمعسكر زمزم للنازحين وكانت الزيارة فرصة للوقوف على طبيعة الأوضاع.

ويرى سنتافورد أن الحكومة السودانية مطالبة بمساعدة المنظمات الإنسانية في عملها وكانت الحكومة دائماَ تتعلل بسوء الأوضاع الأمنية وتمنى إقدام الحكومة على تسهيل مهام عمل منظمات العون الإنساني.

”حتى الآن نعتقد أن القنوات المتبعة مناسبة لتوزيع العون الإنساني بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي“وفيما يتعلق بالجانب الإنساني فحوالي 40 في المئة من جملة العون الإنساني العالمي لدافور يأتي من الولايات المتحدة.

في رده على سؤال طرق توزيع المعونات الإنسانية التي تقدمها الولايات المتحدة لدارفور قال ستنافورد: ”حتى الآن نعتقد أن القنوات المتبعة مناسبة لتوزيع العون الإنساني بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي“.

وأضاف أنهم سوف يستمرون بالعمل عبر هذه القنوات حتى تثبت أنها غير مناسبة وغير مفيدة.

استراتيجية أمريكا في دارفور


ويعتقد القائم بالأعمال الأمريكي أن الحكومة الأمريكية تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف في السودان وتدخل في مشاورات مع الحكومة والسلطة الإقليمية والحركات الغير موقعة.

”نحن نرى أن أي حل لأزمة دارفور لن يكو حلاً عسكرياً بل حل سلمي تفاوضي، وثيقة الدوحة وفرت فرصة مناسبة للحل ولكن لا فائدة من أي عمل دون إنهاء دورة العنف في الإقليم ومن المهم جداً إفساح المجال للحركات الغير الموقعة على وثيقة الدوحة للدخول في العملية السلمية.“

”الاهتمام الأمريكي بالحوار مع الحكومة السودانية متواصل رغم كل التحديات ومن جانبنا نملك الرغبة الأكيدة وحسن النية“وحول العلاقة مع الحكومة السودانية قال القائم بالأعمال الأمريكي أن الحوار متواصل مع الحكومة. المستشار الخاص لدارفور قدم استقالته ولكن البيت الأبيض سيقوم ”بتعين بديل له في المستقبل القريب“.

”الاهتمام الأمريكي بالحوار مع الحكومة السودانية متواصل رغم كل التحديات ومن جانبنا نملك الرغبة الأكيدة وحسن النية“، فسر ستنافورد.

وعندما واجه القائم بالأعمال الأمريكي سؤالا حول الاستراتيجية الأمريكية في معالجة الأزمة السودانية وإدمان نهج الحل بالتجزئة رغم أن التجربة أثبتت فشل الحلول الجزئية أجاب ستنافورد: ”هذا السؤال يجب أن يوجه للحكومة السودانية وللشعب السوداني“.

وأضاف: ”نحن على استعداد لدعم أي حل سلمي ولكن في نفس الوقت لن نتدخل في الشأن السوداني ونفرض رؤيتنا. وفي النهاية الشعب السوداني هو الذي يملك حق تقرير مصيره وتحديد طريق المستقبل، ونحن ندعم أي حوار وطني شامل يضم كل الأطراف السودانية. وفي رأيي الشخصي المجتمع الدولي سوف يدعم أي خطوة في هذا الاتجاه تأتي بقيمة إضافية.“

”لا نعرف دوافع الحركات المسلحة ولكننا نرى النتيجة على أرض الواقع“وفي الإجابة على بعض التساؤلات حول تصاعد العنف خاصة من قبل الحركات الغير الموقعة وأهداف ودوافع التصعيد قال: ”لا نعرف دوافع الحركات المسلحة ولكننا نرى النتيجة على أرض الواقع“.

”ومن غير الواضح لنا حتى الآن أسباب تصاعد العنف في الآونة الأخيرة وربما كان السبب تناقص الموارد المالية وبطء تنفيذ بنود وثيقة الدوحة. ومن جانبنا نعمل على التدخل بطريقة مناسبة لحل الأزمة وبذلنا جهود كبيرة ولكن للأسف النزاع متواصل والعنف لم يتوقف.“

وقالت صحف الخرطوم الصادرة أمس الأحد 21 أبريل، أن القائم بالأعمال الأمريكي سوف يلتقي جماعة أنصار السنة المحمدية في محاولة محفوفة بالمخاطر لردم الهوة بين الولايات المتحدة الأمريكية والتيار السلفي.