الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

صديق يوسف: دعوة الحكومة للحوار مجرد شعارات والأحداث لم تتجاوز ميثاق ’الفجر الجديد‘

ماهر أبو جوخ
القاهرة - في هذا الحوار، يوضح المهندس صديق يوسف رئيس وفد تحالف قوى الإجماع بعض النقط حول ميثاق ’الفجر الجديد‘ والدعوة التي وجهتها الحكومة للمعارضة من أجل الحوار.
25.04.2024
رئيس وفد معارضة الداخل المهندس صديق يوسف (يمين) قرب عبد العزيز خالد، رئيس حزب التحالف الوطني السوداني، ورئيس الجبهة الثورية مالك عقار بعد التوقيع على ميثاق الفجر الجديد في كمبالا، 10 يناير.
رئيس وفد معارضة الداخل المهندس صديق يوسف (يمين) قرب عبد العزيز خالد، رئيس حزب التحالف الوطني السوداني، ورئيس الجبهة الثورية مالك عقار بعد التوقيع على ميثاق الفجر الجديد في كمبالا، 10 يناير.

جرت مياه كثيرة تحت الجسور بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر على توقيع المعارضتين بالداخل والخارج على ميثاق ’الفجر الجديد‘ في العاصمة اليوغندية كمبالا.

وأبرز ما حدث بعد ذلك هو دعوة الحكومة المعارضة للحوار وإطلاقها سراح القيادات السياسية المشاركة والموقعة على الميثاق.

وفي ذات الوقت فإن مستقبل الميثاق نفسه يكتنفه كثير من الغموض عقب تراجع العديد من القوى السياسية. وفي هذا السياق التقت ’النيلان‘ برئيس وفد تحالف قوى الإجماع - معارضة الداخل- وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المهندس صديق يوسف، بمقر إقامته بالقاهرة في اول مقابلة يجريها معه صحفي سوداني منذ التوقيع على الميثاق في يناير الماضي، في الثامن من أبريل الجاري.
 
مجرد شعارات

رغم ترحيب يوسف بخطوة الحكومة بإطلاق سراح السياسيين المشاركين في اجتماعات كمبالا لكنه أشار لوجود حوالي 500 معتقل ومعتقلة في السجون بالعاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق من بينهم 31 امرأة بسجن الأبيض.

”إطلاق سراح سبعة أو ستة أشخاص لا يعني أي شيء“وبين أن القضية الأساسية في ما يتصل بمجال الحريات هو إلغاء القوانين التي تتيح حق الاعتقال ممثلة في قانون الامن الوطني وكل المواد بالقوانين التي تتيح للحكومة فرصة للاعتقال السياسي وأضاف: ”إطلاق سراح سبعة أو ستة أشخاص لا يعني أي شيء“.

ووصف دعوة الحكومة في ظل هذه الظروف بأنها ”إطلاق لشعارات ليس لها معنى في ظل استمرار حالة الطوارئ في اكثر من ثلث البلاد وانعدام الحريات الصحفية والسياسية. حوار في ظل هذه الاوضاع سيكون ’حوار طرشان‘“.

ونوه في ذات الوقت لوجود سجل طويل للحكومة في إبرام الاتفاقيات وعدم الوفاء بها كما حدث في اتفاقية السلام الشامل، والقاهرة، وأبوجا، والدوحة، وغيرها مشيراً إلى أن تلك الاتفاقيات مهدت الطريق لأحداث تحول الديمقراطي عن طريق الانتخابات وقال: ”لذلك فالعلة لم تكن في الاتفاقيات او التوقيع عيلها واإنما في تنفيذها بتنصل الحكومة وعدم تنفيذها لما اتفق عليه.“
 
تحقيق الهدف
 
يري يوسف أن ميثاق ’الفجر الجديد‘ حقق هدفه الرئيسي المتمثل في توحيد المعارضة على برنامج واحد بشكل يجنب البلاد تكرار التجربتين اللتين أعقبتا ثورتي أكتوبر 1964 وأبريل 1985 التي أسقطت فيهما الثورة الشعبية حكمي الفريق إبراهيم عبود والمشير جعفر نميري على التوالي، ويحول دون تكرار نماذج ثورات الربيع العربي التي تعثرت بسبب عدم اتفاق المعارضة في تلك الدول على برنامج انتقالي.

ورغم إقراره أن القضايا السياسية، كـالتضييق على الحريات، المعتقلين، الحرب الدائرة، حظيت باهتمام إعلامي الكبير، لكنه اعتبر أنها لا تؤدي لتحقيق التحول الديمقراطي والذي يستوجب الإجابة على سؤال رئيسي يتمثل في: ”لماذا يختار الناس النضال ضد هذه الأنظمة السياسية؟“

”علينا الإجابة على سؤال بماذا سنبدأ أولاً؟ وهو أمر يجب الاتفاق عليه قبل إسقاط النظام لتجنب حدوث أي اختلافات أو صراعات بين القوى السياسية التي أطاحت بالنظام“الاجابة على هذا السؤال تتمثل في السياسات اقتصادية سيئة وخاطئة وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وتدهورها وهو ما يستوجب على المعارضة طرح نفسها كبديل للنظام القائم ورؤاها وسياستها حول الاقتصاد والتعليم والخدمات وكل المجالات.

ويضيف لـ’النيلان‘: ”صحيح أن هذا الأمر لم يحدث بالتفصيل في الميثاق ولكن توجد مؤشرات عمومية تم التوصل لها... هذا يستوجب الاتفاق على تفاصيل التفاصيل لأن الموارد الذاتية للدولة ضعيفة وضئيلة والمشاكل والخراب الذي اجتاح البلاد تم خلال اكثر من عشرين عاماً ولا يمكن إصلاحه بهذه السهولة والسرعة .. لذلك علينا الإجابة على سؤال بماذا سنبدأ أولاً؟ وهو أمر يجب الاتفاق عليه قبل إسقاط النظام لتجنب حدوث أي اختلافات أو صراعات بين القوى السياسية التي أطاحت بالنظام عبر اتفاقها على برنامج بديل“.
 
تحفظات الشيوعي
 
يعتبر يوسف في حديثه لـ’النيلان‘ أن الأحداث لم تتجاوز الميثاق باعتباره وضع إطار للبرنامج المشترك للقوى، مشيراً في ذات الوقت لعدم جموده وتحليه بالمرونة التي تجعله قابلاً للتعديل والإضافات ويضيف: ”الميثاق هو البداية ومن بعد علينا الجلوس للاتفاق على التفاصيل والإجابة على السؤال - ماذا سنفعل بعد استلام السلطة؟- لأنه إذا استلمنا السلطة اليوم لا نعرف ماذا سنفعل بها ويمكن أن تتكرر تجربتي الفترة الانتقالية بعد ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل\".

”الميثاق هو البداية ومن بعد علينا الجلوس للاتفاق على التفاصيل والإجابة على السؤال: ماذا سنفعل بعد استلام السلطة؟“واوضح أن الحزب الشيوعي - الذي يشغل عضوية لجنته المركزية - بعث خطاباً لرئيس الجبهة الثورية – تحالف المعارضة المسلحة بالخارج - مالك عقار حدد فيها تحفظاته على الميثاق والملخصة في: الاعتراض على التوقيع والإعلان على الميثاق قبل تمليكها للأحزاب بالداخل لإبداء ملاحظاتها عليها، التحفظ على الصيغة المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة الواردة بالميثاق باعتبارها غير دقيقة وقابلة لأحداث الخلط، مع عدم اعتراض الحزب على الفكرة الأساسية القاضية بأبعاد الدين عن السياسة، النص على تكوين الجيش من القوات المسلحة القائمة حالياً والمنظمات المسلحة الموجودة حالياً باعتباره يتعارض مع مفهوم الجيش القومي والاعتراض على صيغة النظام الرئاسي لحكم البلاد باعتبارها ستفضي لنشوء ديكتاتوريات وتفضيل النظام البرلماني.
 
لقاء مرتقب  
 
وذكر يوسف لـ’النيلان‘ أن المعارضتين بالداخل والخارج اتفقتا على استمرار الحوار بينهما حول الميثاق وتقديم مقترحات لدراسة وتعديل بعض الجوانب غير المتفق عليها وقال: ”أنا كنت أتحدث مع مالك عقار ونفكر في عقد اجتماع من لجنة مصغرة يشارك فيها ممثلين من قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية تتولى مراجعة نقاط الخلاف“. ولم يعط أي تفاصيل حول مكان وزمان انعقاد هذا الاجتماع واكتفى بالقول: ”سيتم قريباً“.
 
تجارب الربيع العربي

”أنا كنت أتحدث مع مالك عقار ونفكر في عقد اجتماع من لجنة مصغرة يشارك فيها ممثلين من قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية تتولى مراجعة نقاط الخلاف“

يقول يوسف أن نجاح الثورات العربية في إزالة الأنظمة الديكتاتورية يعد في حد ذاته انتصاراً بغض النظر عن وصول أنظمة إسلامية تبدو اكثر تقارباً مع الحكومة السودانية رغماً عن إقصائها لأنظمة اتسمت علاقاتها بالتوتر مع الخرطوم وعلى راسهما النظامين المصري والليبي السابقين، لكنه يحمل غياب الاتفاق بين المعارضة في تلك الدول مسؤولية الارتباك الذي عاشته تلك الدول بعد انتصار الثورات ”وهو ما نسعى لتجنب تكراره في السودان بعد إسقاط النظام“، حسب قوله.

ويضيف يوسف لـ’النيلان‘ أن الشعار الأساسي المتمثل في الديمقراطية والحريات الذي يطغى في أطروحات الثورات باعتبارها القضية التي تواجه الشعوب مباشرة لن تحل قضايا وأزمات الشعوب أو تفضي لتحول ديمقراطي حقيقي أو تلبي الاحتياجات التي نناضل الشعب من اجلها وأضاف: \"لذلك يجب ربط شعار الديمقراطية بالتنمية والعدالة الاجتماعية فبدون ربطهما سوياً ووضع برنامج لتنفيذهما لن تحل مشاكل الثورات\".