بتنظيم مشترك من قبل وزارتي الطرق والجسور في جنوب السودان وكينيا، عقد الأسبوع الماضي على مدار يومي 29 و30 يناير اجتماع في نيروبي شاركت فيه نحو 25 جهة مانحة. وقال فرانكلين بيت، وزير الطرق الكيني إن الطريق الجديد سيعزز اقتصاد البلدين وسيعود بالفائدة على المجتمعات المحلية على طول الطريق. وأضاف: "لقد حظي هذا الطريق بأولوية كبيرة من جانب مجموعة دول شرق أفريقيا".
ومع ذلك، بقيت التعهدات بعيدة جداً عن المبلغ المطلوب لتمويل كامل الطريق والمقدر بـ 1.3 مليار دولار.
مديرة النبك الدولي في جنوب السودان، ديبورا بيرد.
حضر رئيسا وزراء كينيا وجنوب السودان وأعضاء من الجمعية الوطنية لجنوب السودان وعدد من كبار المسؤولين من حكومتي البلدين وممثلون عن مختلف الجهات المانحة التي شاركت في المؤتمر.
ويعتبر الطريق الجديد فرصة لدمج جنوب السودان في أسواق شرق أفريقيا. وأكد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي كوستي مانيبي إن بناء الطرق من أولويات جنوب السودان الثلاثة الأولى. وقال مانيبي للمانحين إن حكومته تتعهد بمبلغ 25 مليون دولار لتمويل جزء من المشروع في جانب جنوب السودان.
وقال ديبورا بيرد مديرة للبنك الدولي في جنوب السودان: يتوفر حالياً 50 مليون دولار لجنوب السودان و100 مليون لكينيا وسيتم توفير مزيد من الأموال للمشروع عبر الصناديق الإقليمية. وأضاف: "نأمل بحلول مارس أو أبريل المقبل أن يتم توفير 100 مليون دولار لجنوب السودان".
في الوقت نفسه، تعهد بنك التنمية الأفريقي، الذي يقدم استشارات مالية للبلدان الأفريقية، بمبلغ 35 مليون دولار لجنوب السودان. وقال غابرييل نيغاتو إن المشروع ذا الأولوية بالنسبة للبنك هو الطريق من كمبالا إلى جوبا وجيبوتي، ولكن البنك تعهد لطريق جوبا - إلدوريت بمبلغ 35 مليون دولار بهدف تشجيع الجهات المانحة الأخرى على دعم المشروع.
وقال المدير الإقليمي للبنك إن الدعم الذي حصل عليه جنوب السودان خلال الاستقلال قد تراجع، ويتحول التعاطف اليوم إلى الصومال.
وقد حضر المؤتمر، الذي أداره البنك الدولي، مجموعات مانحة رائدة، كثير منها لم يتعهد بشيء للمشروع. وكان أبرزها بنك الاستيراد والتصدير الصيني، والاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي، وبنك التنمية العربي وغيرها.
طلب مسؤولو بنك الاستيراد والتصدير الصيني وثيقة مشروع طريق جوبا-إلدوريت وأولوياته. وقال رئيس الوفد إنهم سيقدمون تقريراً إلى المركز الرئيسي قبل أن يتخذوا قراراً بالمساهمة من عدمها.
”فوائد المشروع غير مشروحة جيدا“
وشكك الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي بالجدوى الاقتصادية للمشروع، قائلين إنهم قد يعيدون النظر إذا تم خفض التكاليف. وقال لوران كيبومبي رئيس منحة الاتحاد الأوروبي لدعم البنية التحتية في كينيا: " لسنا في وضع يمكننا من تقديم أية التزامات ثابتة في هذه المرحلة. ففوائد المشروع غير مشروحة جيداً".
علاوة على ذلك، ذكر مسؤول في البنك أن جنوب السودان غير موقعة على اتفاقية كوتونو، إحدى اتفاقيات الشراكة الاقتصادية بين دول الاتحاد الأوروبي ودول أفريقيا.