الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

المؤتمر الاقتصادي للسودان وجنوب السودان ينعقد في برلين رغم المعارضة

ريم عباس شوكت
الخرطوم – انطلقت أعمال المؤتمر الاقتصادي بين السودان وجنوب السودان في برلين يوم الثلاثاء، حيث أكدت ألمانيا على أن التنمية الاقتصادية ستحول دون نشوب النزاعات والتطرف.
25.04.2024
وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله (يسار)، ونظيره السوداني علي كرتي وسفيرة جنوب السودان إلى ألمانيا، ستونا عبد الله عثمان، خلال الافتتاح الرسمي للمؤتمر الاقتصادي الثلاثي بين ألمانيا والسودان وجنوب السودان في 29 يناير. © النيلان | دومينيك لينرت
وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله (يسار)، ونظيره السوداني علي كرتي وسفيرة جنوب السودان إلى ألمانيا، ستونا عبد الله عثمان، خلال الافتتاح الرسمي للمؤتمر الاقتصادي الثلاثي بين ألمانيا والسودان وجنوب السودان في 29 يناير. © النيلان | دومينيك لينرت

كان من المقرر أن ينعقد المؤتمر في مطلع أكتوبر المنصرم، لكنه تأجل بسبب اقتحام متظاهرين لمبنى السفارة الألمانية في الخرطوم عقب ظهور شريط مصور على اليوتيوب يسخر من الإسلام.

المؤتمر يمكن أن يساعد السودان وجنوب السودان في المُضي قدماَ في ”مسيرة السلام“
جيدو فيسترفيله

عبر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أثناء الافتتاح الرسمي للمؤتمر عن أمل ألمانيا في أن يساعد ذلك المؤتمر السودان وجنوب السودان في المُضي قدماَ في "مسيرة السلام".

وقال الوزير الألماني مخاطباً نحو 300 مدعواً حضروا المؤتمر إن التنمية الاقتصادية هي مفتاح تحقيق الاستقرار في تلك المنطقة المضطربة، مضيفاً أن التطرف يغذي الفقر والكراهية.

وأعرب ناشطون سودانيون ودوليون في مجال حقوق الإنسان عن معارضتهم للمؤتمر.

وقبيل انعقاد المؤتمر، أعلن الناشطون عن شجبهم لألمانيا لاستضافتها ذلك الاجتماع. كما احتج ائتلاف يضم ناشطين سودانيين وأمريكيين وبعض التنظيمات الأخرى، يُطلق عليه ’العمل من أجل السودان- Act for Sudan‘ على عقد المؤتمر، ووزعوا رسالة موقعة من قبل 64 منظمة دولية وجهات تدافع عن حقوق الإنسان بما في ذلك الناشطة حواء عبد الله صالح، الحائزة على وسام المرأة الشجاعة الذي منحته إياها وزارة الخارجية الأميركية عام 2012.

دعت الرسالة فيسترفيله وزير الخارجية إلى "إلغاء هذا المؤتمر الذي يمنح ألمانيا القيام بدور مباشر لتوفير الدعم المالي للنظام السوداني الذي يمارس الإبادة الجماعية".


وزيرالخارجية  الألماني جيدو فيسترفيليه مع نظيره السوداني  علي كارتي، قبل دقائق من الافتتاح الرسمي للمؤتمر الثلاثي بين ألمانيا، السودان، وجنوب السودان، 29 يناير.
© النيلان | دويمنيك لينرت

تعد ألمانيا من الدول الغربية القليلة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع السودان. ويحاول السودان الذي يتحدى الحظر التجاري الأمريكي جذب مزيد من الاستثمارات لمساعدة اقتصاده المتعثر، الذي فقد إيراداته النفطية نتيجة تحولها لصالح جنوب السودان بعد أن أصبح دولة مستقلة عام 2011.

حضر مؤتمر برلين ممثلون عن جنوب السودان، حيث عبروا عن أملهم في تأسيس أعمال تجارية مع الشركات الغربية لوقف تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

وكانت الرسالة التي وزعها الناشطون قد عبرت عن القلق من انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وشرقها. كما عبروا عن مخاوفهم بأن "يساعد المؤتمر على تقديم التمويل من أجل ارتكاب المزيد من الفظائع بحق المدنيين".

وخلال كلمته، أكد فيسترفيله أن ألمانيا ستبذل جهوداً حثيثة من أجل السلام في مناطق النزاع، بما في ذلك دارفور وجونقلي.

وقالت سوزان مورغان، عضو ائتلاف ’العمل من أجل السودان‘ في معرض حديثها لموقع النيلان، بأن الدعم المالي للنظام السوداني ينبغي ألا يتوفر إلى أن تتوقف الهجمات على المدنيين ويُعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان.

وأضافت بأنه ينبغي أن يكون هناك "دليل واضح حول إحراز التقدم في جميع القضايا المتبقية، بما في ذلك إجراء مراجعة شاملة للدستور، تليها انتخابات حرة ونزيهة".

وقّع على الرسالة ناشطون من العراق وأوغندا والنمسا واليونان والمملكة المتحدة، وإيطاليا والولايات المتحدة والنيجر، إضافة إلى ناشطين سودانيين.

هذا وجرى في وقت سابق إلغاء مؤتمر حول الاستثمار في السودان، كان مقرراً انعقاده في تركيا خلال شهر مارس 2012 بسبب صدور إشارات قوية من جانب الولايات المتحدة وبقية الدول الكبرى حول عدم رغبتها في حضور ذلك المؤتمر بسبب الصراعات الجارية في السودان.

ينبغي أن يكون هناك ”دليل واضح حول إحراز التقدم في جميع القضايا المتبقية، بما في ذلك إجراء مراجعة شاملة للدستور، تليها انتخابات حرة ونزيهة“
سوزان مورغان

 

ووجّهت حركة "قرفنا" السودانية المؤيدة للديمقراطية رسالة مفتوحة إلى ألمانيا على موقعها على الانترنت طالبت من خلالها الدولة المُضيفة أن "تضع الشعب قبل الربح والمكاسب".

وتنص الرسالة على أن الحكومة السودانية متورطة في النزاعات وفي مهاجمة منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن قمعها لوسائل الإعلام المستقلة وحركات الاحتجاج السلمية.

عقدت الناشطة السودانية مي شطة المُقيمة في ألمانيا مؤتمراً صحفياً ونظمت مسيرة ضد المؤتمر شارك فيها ناشطون ألمان وسودانيون.

وقالت السيدة شطة في مقابلة عبر البريد الاليكتروني بأن "المال لا يحل مشاكل السودان السياسية، بل من شأنه أن يدعم الصراعات والتشريد".

من جهة أخرى، يعاني الاقتصاد السوداني مشاكل كبيرة، حيث سجل هذا العام عجزاً في الموازنة بلغ 10 بليون جنيهاً سودانياً. وشهد اقتصاد البلاد تدهوراً اقتصادياً حاداً منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011، جراء خسارة السودان 75% من عائداته النفطية.

ويأمل السودان في جذب الاستثمارات من ألمانيا ودول أوروبية أخرى للتخفيف من أعباء ديونه الهائلة، التي تبلغ 46 مليار دولار، ما يُصعب إمكانية حصوله على قروض مالية.

وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال- في طليعة الحركات التي دعت إلى إلغاء المؤتمر، حيث ناشد أمينها العام، ياسر عرمان، ألمانيا في بيان صدر الأسبوع الماضي أن "تتحمل مسؤوليتها في وضع حد لجرائم الإبادة الجماعية وحماية المدنيين وإنهاء الحرب".