الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

انتشار‫ السلاح‬‪:‬‫ الخطر القادم‬

حسن فاروق
الخرطوم ‪-‬ ‫خطر انتشار الأسلحة يهدد مناطق متعددة في السودان من بينها العاصمة الخرطوم‬.
25.04.2024
انتشار الأسلحة هو أحد الاسباب الرئيسية للعنف في دارفور.
انتشار الأسلحة هو أحد الاسباب الرئيسية للعنف في دارفور.

‫تناقلت الصحافة السودانية في الشهور الأخيرة أخبارا كثيفة عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة داخل العاصمة وفي الولايات ليعطي ذلك مؤشرا عن تصاعد تجارة السلاح وتهريبها من جانب، ومهدداتها علي المجتمع من جانب آخر. ‬

‫ويطرح عدد من الأسئلة حول مصدر الحقيقي للأسلحة وتنامي تجارتها وتهريبها. وهو السؤال الذي أجاب عليه المحلل السياسي المعروف حاج حمد بقوله: ”إذا نظرنا للطريقة التي تفكك بها نظام القذافي في ليبيا، سنجد في تلك الفترة عمليات إسقاط جوي من حلف الناتو لما يسمى بالثوار. وبعد تفكك النظام حدث إضطراب في كل المنطقة، وتأثيرها على الدول المجاورة. وفي الوقت الذي نجد فيه أن تونس ومصر أغلقتا حدودهما بالجيش تحسبا للانفلاتات، وقللتا بذلك من دخول الأسلحة، بينما نجد الوضع في السودان وتشاد مختلف لضعف السيطرة على الحدود، فنجد حركة العدل والمساواة بعد انسحابها من ليبيا دخلت السودان بكميات ضخمة من الأسلحة“. ‬

‫من الأخبار التي تم تداولها عن الأسلحة عدد من الأخبار نشرتها صحيفة ’حكايات‘ الاجتماعية والمهتمة بأخبار الجريمة. فقد جاء في خبر نشر بتاريخ 12 أكتوبر الماضي على صفحاتها ما يلي: ”اعلن جهاز الأمن والمخابرات ضبط كميات كبيرة من الذخائر مهربة في عربة دفار (جامبو) بنقطة تفتيش أم ضواً بان بشرق النيل كانت في طريقها إلى ولاية كسلا.“‬

‫وأبلغ مصدر أمني مركز الخدمات الصحفية يوم الخامس من شهر نوفمبر الجاري أن جهاز الأمن أحبط عملي تهريب أربعين علبة ذخيرة غرنوف داخل (دفار) مشيراً إلى أن شحنة السلاح كانت مخبأة تحت الثلاجات والمكيفات والمراوح. ‬

‫وأوضح أن التحقيقات مع سائق العربة ومساعده كشفت ان الذخيرة سلمت لهما من المدعو (ح)، يقطن الدروشاب لتسليمها لـ(ع) بكسلا. ‬

‫ومضى المصدر ليقول إن ”فريق الضبط شق طريقه سريعاً لمداهمة منزل المتهم الرئيس بالدروشاب، بناء على التحريات التي اجريت مع السائق ومعاونه. واسفرت عملية الدهم عن ضبط بندقية كلاشنكوف وطبنجة صغيرة بذخيرتها و(521) طلقة كلاش، و(15) خزنة كلاش فارغة كاشفاً فتح بلاغ في مواجهة المتهمين بقسم شرطة حلة كوكو“‬

‫وأوردت ذات الصحيفة خبرين بتاريخ 18 و27 سبتمبر 2012 في ذات السياق جاء فيهما ما يلي: ”ضبطت شرطة مكافحة المخدرات (36) بندقية كلاشنكوف بجسر كوستي كانت في طريقها للخرطوم.“‬

وقال مدير شرطة مكافحة المخدرات بالنيل الأبيض المقدم يوسف إبراهيم عبد الفراج لـ(حكايات) أمس، إن معلومات توفرت لديهم عن عربة دفار جامبو قادمة من منطقة (الضلمة) بالجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان، تحاول تهريب سلاحٍ.‬
‫
وأضاف أن ”أفراد المكافحة انتظروا العربة على الطريق وبتفتيشها عثروا على الاسلحة مخبأة اسفل أرضية السيارة التي احدثوا فيها فجوة بعمق ربع متر، لوضع الأسلحة ومن فوقها رمال، و30 خروفاً للتمويه“.‬

‫وضبطت شعبة الاستخبارات العسكرية بالفرقة 18 مشاه بالنيل الابيض للمرة الثالثة في غضون شهر، عربة (دفار) بكوبري كوستي على متنها أسلحة كلاشنكوف وذخائر في طريقها إلى الخرطوم.
‬

‫وذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) يوم الخامس من شهر نوفمبر الجاري، إن المهربين لجأوا لذات الطريقة لتهريب الأسلحة التي ضبطت منذ عشرة أيام بإخفاء قطع السلاح والذخائر داخل صندوق ملحوم بـ(الدفار) عربة نقل، ووضعوا خرافاً فوقها للتمويه، وهى ذات الطريقة التي حاول بها الجناة تهريب الأسلحة قبل عشرة أيام. وأشارت سونا إلى أن الأسلحة المضبوطة (69 كلاشنكوف، و1000 قطعة ذخيرة)، كانت في طريقها للخرطوم من منطقة الدبيبات. ‬

‫
وتفقد والي النيل الأبيض يوسف الشنبلي الأسلحة المضبوطة بمقر شعبة الاستخبارات بكوستي، وامتدح والي النيل الأبيض يقظة الأجهزة الأمنية بالولاية التي قادت لضبط الأسلحة عبر ثلاث شحنات سلاح خلال شهر واحد، مؤكداً ”أن تهريب السلاح بتلك الكميات مؤشر للرغبة فى زعزعة الأمن والاستقرار.“‬

‫لم يتوقف انتشار السلاح علي التهريب، ولكنه لعب دورا مهما في ارتكاب الجرائم وهو ما يؤكده المواطن موسى الأمين من منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم والذي أعرب عن خوفه الشديد من تصاعد استخدام الأسلحة النارية في الجريمة وسط الأحياء السكنية بقوله: ”المتابع لوضع الجريمة خاصة حالات القتل يلحظ انتشار استخدام السلاح الناري من مسدسات وأحيانا سلاح مثل الكلاشنكوف ترتكب به جرائم مرعبة. هذا الأمر جعل زرع الخوف في نفوسنا وجعل الكثير من المواطنين يسعون لامتلاك أسلحة نارية بطريقة رسمية، ولكن الأخطر هو شراء مواطنين لسلاح بدون ترخيص، ورغم أنها مخالفة للقانون إلا أن المواطن يلجأ لذلك لحماية نفسه وعائلته ولأن سعر السلاح يكون أقل من السلاح المرخص له.“‬

‫الإنتشار الكبير للسلاح أثر على سعره في السوق كما أفادنا بذلك المحلل السياسي حاج حمد بقوله: ”السلاح أصبح في متناول اليد بسبب الإنتشار بالدرجة أصبح معها سعر (مقص الحشائش) أغلى من سعر  المسدسات والغرنوف. وإذا كنا نتحدث عن مرحلة للخطر من 1 إلى 5، نحن حاليا في المرحلة الثالثة المرحلتين اللتين لم نصلهما الرابعة والخامسة هي العصابات المنظمة التي تصل مهاجمة البنوك والخامسة يختلط فيها الحابل بالنابل ويصبح في يد كل شخص سلاح ،يحدث انفلات عام وتخرج السيطرة من السلطة.“‬

‫وهكذا بنظرة آنية ومستقبلية نجد أن الوضع الأمني في ظل كثافة السلاح المتداول لا يبدو مطمئنا وينذر بخطر قادم.‬
‫ ‬