الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

المظاهرات تتواصل والمؤتمر يقلل من قيمتها والشرطة تنفي

حسن فاروق
الخرطوم — تتواصل الاحتجاجات في السودان و بلغت في يوم الجمعة 22 يونيو أوجها رغم تقليل الحكومة لحجمها.
25.04.2024
شارع في الخرطوم.
شارع في الخرطوم.

لليوم السابع على التوالي شهدت مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم يوم الجمعة 22 يونيو تظاهرات تفاوتت تقديراتها ما بين العنيفة بسبب تدخلات الشرطة وإستخدامها العنف في مواجة المتظاهرين، والصغيرة التي تم إحتواءها. 

وتركزت معظم المظاهرات في محيط جامعة الخرطوم وأحياء في أمدرمان وبحري وعدد من مدن الولايات حسب مصادر بمدن الأبيض وكوستي.

وكان يوم الجمعة 22 يونيو 2012 يوما مختلفا عن بقية الأيام فقد خرجت في نطاق واسع شمل معظم أحياء العاصمة بعضها نهارا والبعض الآخر ليلا وحدثت صدامات مع الشرطة التي أصدرت بيانا في في اليوم نفسه قلل من حجم المظاهرات مؤكدا إحتواء الشرطة لها. 

وأوضح اللواء شرطة محمد أحمد علي، مدير دائرة الجنايات بولاية الخرطوم، في بيان صحفي صادر من المكتب الصحفي للشرطة، أن عدد من المواطنين المتظاهرين لا يتجاوز ال 150 شخصا، قاموا بالإعتداء على قوة الشرطة المكلفة بالتأمين واتلفوا بإحدى المركبات الشرطية، مما إضطر الشرطة لإستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريغ المتظاهرين دون حدوث إصابات وسط المواطنين أو الشرطة. 

”الموقف تحت السيطرة والشرطة لم تستخدم أي سلاح ناري أو مطاطي كما رشح في عدد من الفضائيات“
بيان صحفي صادر من المكتب الصحفي للشرطة

وأكد البيان أن ”الموقف تحت السيطرة وأن الشرطة لم تستخدم أي سلاح ناري أو مطاطي كما رشح في عدد من الفضائيات“، مشيرا إلى أن  ”شرطة ولاية الخرطوم قامت بنشر عدد من القوات لتأمين المواقع الإستراتيجية والحيوية بالولاية إلي جانب تأمين المواطنين وممتلكاتهم“، داعيا المواطنين ”لعدم الإلتفات للشائعات التي تؤدي لزعزعة الأمن وتعريض الممتلكات للخطر والتعاون مع الشرطة في أداء واجباتها نحو بسط الأمن والطمأنينة والمحافظة علي أرواح وممتلكات المواطنين“.  

وكانت المظاهرات الليلية قد شهدت حرق للإطارات في بعض الأحياء.

وقد تصاعدت حدة التوتر في الشارع السوداني بعد إعلان الحكومة رفع الدعم عن المحروقات وسبقت ذلك بقرار زيادة في أسعار المواصلات. تزامن كل ذلك مع الزيادة المتواصلة في أسعار السلع ليصبح الغلاء هو الكابوس الذي ينام ويصحو عليه المواطن، كما عبر عن ذلك الاستاذ محمود عبد الرحمن (معلم متقاعد) مؤكدا على أن الأوضاع الإقتصادية وصلت مرحلة الإنهيار الكامل وأن الحكومة عجزت عن إيجاد اي حلول للأزمة الحياتية الحادة التي أصبحت حسب تعبيره ”فوق إحتمال البشر العادي“. 

”لم يعد يهم من خرج أولا الطلاب أم المواطنين الأهم أن هناك مشكلة صعبة في الحياة المعيشية تؤثر على كل شرائح المجتمع وخروج الناس في مظاهرات أمر طبيعي“
عصام حمدان
 

تركزت المظاهرات في البداية على شريحة الطلاب ولم يكن للشارع بشرائحه المختلفة وجود إلا في نطاق ضيق لا يكاد يذكر وهو مايفسره عصام حمدان (سائق) بقوله: ”لم يعد يهم من خرج أولا الطلاب أم المواطنين الأهم أن هناك مشكلة صعبة في الحياة المعيشية تؤثر على كل شرائح المجتمع وخروج الناس في مظاهرات أمر طبيعي وحتى الحكومة لا تستطيع أن تدين هذه المظاهرات إلا إذا كانت تري أننا فقدنا الإحساس ولم يعد يؤثر فينا أي شيء.“  

وأخرج تصاعد حدة الإحتجاجات المؤتمر الوطني الحزب لأول في تصريحات رسمية منذ إندلاع المظاهرات يوم السبت على لسان نائب الأمين العام للإعلام بالحزب ياسر يوسف في تصريحات صحفية بقوله: ”التظاهر لا يعني التخريب والإعتداء على الممتلكات العامة“، مؤكدا في حال حدوث تخريب فإن السلطات الأمنية معنية بالمحافظة على أرواح المواطنين وممتلكاتهم العامة. 

وقلل ياسر يوسف من المظاهرات بتأكيده على أنها ليست مظاهرات بالمعني المعروف للتظاهر ووصفها بالمجموعات التي تتحرك هنا وهناك وتعمل على قطع الطرق الداخلية ولها، حسب تعبيره، أجندة تسعى من خلالها لتعطيل الحياة العامة، مؤكدا ثقته في جماهير الشعب السوداني بتفهم دواعي القرارات الإقتصادية.

وكان عدد من أئمة المساجد قد حملوا في خطبة الجمعة الحكومة مسؤولية التدهور الإقتصادي الذي تعيشه البلاد.