الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

اللاجئون الجنوب سودانيون يعانون في معسكرات أوغندا

مرفيس بيرونجي
أدجوماني – يعاني آلاف اللاجئين الجنوب سودانيين من صراع يومي في معسكرات اللاجئين الأوغندية آملين بالعودة إلى وطنهم.
طفل لاجئ في معسكر نيومانزي للاجئين، أوغندا في 29 أبريل.
طفل لاجئ في معسكر نيومانزي للاجئين، أوغندا في 29 أبريل.

وفقاً للأمم المتحدة، أدّت الحرب التي اندلعت في ديسمبر الماضي إلى مقتل الآلاف، واضطر مليون مواطناً على ترك منازلهم. ومنذ بدء القتال، فرّ قرابة 100 ألف لاجئ إلى شمال أوغندا التي تقع على الحدود مع جنوب السودان.

وفقاً للتقرير الميداني الخاص بالمنظمة الدولية للهجرة بتاريخ 5 مايو 2014، فإن الأزمة في جنوب السودان "أدّت إلى لجوء ما يقارب 78 ألف نازح طلباً للحماية إلى ثماني قواعد تابعة للأمم المتحدة في كافة أنحاء جنوب السودان. ويقدر عدد النازحين داخلياً بـ 900 ألف نازح داخل جنوب السودان، بينما فرّ ما يزيد عن 293 ألف مواطن إلى البلدان المجاورة (63400 في السودان و97413 في أثيوبيا و34301 في كينيا و98278 في أوغندا)".

ويستوعب معسكر نيومانزي لللاجئين، وهو ثاني أكبر معسكر في منطقة أدجوماني، ما لا يقل عن 22 ألف لاجئ ولكن المستشفى الميداني، المدار من قبل منظمة أطباء بلا حدود، يكافح لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة حيث يقول جيكوب مانيانغ، وهو متطوع في منظمة أكورد ومسؤول طبي سابق في وزارة الصحة في ولاية جونقلي، ”إن وضع اللاجئين محزن للغاية“.

ويضيف: ”تقوم منظمة أطباء بلا حدود بالتعامل مع الحالات الطارئة دون الأمراض السارية حيث لا يتوفر لدينا مرافق طبية مهيئة لاستقبال الحالات الحرجة“.

ومن جانبها تؤكد الأمم المتحدة أنها بحاجة إلى 64 مليون دولار أمريكي لمدة ستة أشهر لمساعدة اللاجئين الجنوب سودانيين الذين فروا إلى بلدان شرق أفريقيا. وتضيف المنظمة أن ما يقارب 300 ألف لاجئ متواجدون في أوغندا وكينيا والسودان وإثيوبيا.

هذا وقد انتشر الخوف من انعدام الأمن بعد أن قامت قوات المتمردين بقتل المواطنين الجنوب سودانيين في بلدة بانتيو على أساس انتمائهم العرقي بينما قامت مجموعة مسلحة في بور باقتحام قاعدة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان واطلاق النار على من فيها.

ويقول مانيانغ أن انعدام الأمن في جنوب السودان يعني عدم قدرة الكثير من المرضى على الحصول على المساعدة التي يحتاجونها ويضيف أن مريضاً يشتبه بإصابته بالتهاب الكبد لم يتمكن من العودة إلى جنوب السودان لتلقي العلاج بسبب العنف.

”إن وضع اللاجئين محزن للغاية“ جيكوب مانيانغوتصرح كل من من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بأن الموارد المتاحة لا تلبي احتياجات اللاجئين على الرغم من المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة الأوغندية.

وتستجيب منظمة أكورد من خلال توزيع مواقد للأسر الأكثر ضعفاً حيث تلقت ألف أسرة على الأقل مواقد تعمل على الفحم. وتعمل أكورد أيضاً على توعية الأمهات الحوامل بضرورة زيارة المرافق الصحية ولكن نظراً للأعراف الثقافية تفضل الكثير من الأمهات الولادة في المنزل بمساعدة القابلات التقليديات.

ويقول معظم اللاجئين الذين قابلتهم إنهم يعانون من نقص المواد الغذائية ويطالبون الأمم المتحدة بزيادة المعونات الغذائية. وفي الوقت الحاضر يقوم برنامج الغذاء العالمي بتوزيع 50 كغ من الدقيق لعشرة أشخاص كل 30 يوما.


النساء الجنوب سودانيات يبعن الحليب في معسكر نيومانزي للاجئين، أوغندا في 29 أبريل.
© النيلان | مارفيس بيرونجي

وتنتشر شرطة أوغندا في المعسكر لضمان سلامة اللاجئين وقد تمت مصادرة كافة أنواع الاسلحة عند الحدود عندما بدأ اللاجئون بالوفود إلى البلاد.

وبدلاً من قبول مصيرهم والعيش على الإعانات قام العديد من اللاجئين في معسكر نيومانزي بأعمال صغيرة ضمن المعسكر في محاولة لتأمين قوتهم. فعلى سبيل المثال يدير إيليا شول متجراً للأدوية فقد كان يعمل كفني مخبر في مستشفى جوبا التعليمي. ويقول شول: ”أنا أقوم بشراء الأدوية ولهذا أتقاضى أجراً من زبائني في المعسكر وهذا يعود بالفائدة على المجتمع ويساعدني على تأمين عيشي“.

ويشكل مرضى الملاريا نسبة ثمانون في المئة من المرضى الذين يقصدون متجر شول ومن بينهم جويس ماجيك الذي يتسول ضمن المعسكر من أجل الحصول على الدواء لابنته البالغة من العمر أربع سنوات التي تعاني من الملاريا. ويقول تشول تعاني الفتاة من نقص الغذاء ولهذا السبب لديها أعراض مضاعفة.

هذا وقد انتشر مرض الملاريا بكثرة لعدم توافر الناموسيات في المعسكر حيث لم يتم توزيعها والقلة المتوفرة في السوق تباع بأسعار مرتفعة.

ونجد خارج متجرالأدوية ثماني نساء يبعن الحليب، حيث تقوم ماري أتونغ بشراء الحليب من السكان المحليين وتبيعه لأفراد المعسكر فهي تشتري جركن بسعة 20 لتراً من الحليب بسعر 40 ألف شيلنغ أوغندي وتبيعه بسعر 45 ألف. وتقول أتونغ: ”أستطيع أن أبيع جركناً أو اثنين في اليوم وأستخدم ما أجني من المال لصالح أطفالي“.

”لا أملك أملاً بالعودة إلى جنوب السودان إلا إن توقفت الحرب كلياً“
كلن نغوير

وعلاوة على ذلك فإن الأغذية مرتفعة الثمن في المعسكر حيث يصل سعر كوب من الفاصوليا إلى ألفي شيلنغ في شمال أوغندا وكيلو السكر يباع بضعف ثمنه حسب الأسعار المحلية.

ونرى بجانب عمل ماري تدير كلن نغوير ورشة للخياطة منذ أن التحقت بالمعسكر مع أطفالها الأربعة في يناير. وتجني مايقارب 10 آلاف شيلنغ أوغندي في اليوم وتستخدم كما ماري أموالها لرعاية أطفالها.

وتتحدث نغوير بمنتهى التشاؤم حول وضع حد للعنف في جنوب السودان قائلة إنها تنوي البقاء في المعسكر الآمن وتضيف: ”لا أملك أملاً بالعودة إلى جنوب السودان إلا إن توقفت الحرب كلياً“.