الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

كاريكاتيرات انتقادية

حسن فاروق
5550 كيلومتراً | خالد البيه، رسام كاريكاتيري سوداني، ترعرع في عدد من الدول، حتى استقر في الدوحة، قطر. تحركه بين رومانيا والسودان والإمارات العربية المتحدة وقطر، أهم محطات حياته، يعطي عمله شمولية ونظرة واسعة.
25.04.2024  |  الدوحة، قطر
خالد البيه، رسام كاريكاتيري سوداني مستقر في الدوحة، قطر. (الصورة: النيلان | خالد البيه)
خالد البيه، رسام كاريكاتيري سوداني مستقر في الدوحة، قطر. (الصورة: النيلان | خالد البيه)

> نقطة المغادرة: بوخارست، رومانيا عبر الخرطوم، السودان
> نقطة الوصول: الدوحة، قطر
> المسافة:5550 كيلومتراً 

 

أنت عشت في العديد من الأماكن، أين الوطن بالنسبة لك؟ 

كان والدي بالسلك الدبلوماسي قنصلاً في السفارة في رومانيا، وأنا مولود في رومانيا. بعدها عدنا للسودان وذهبنا منه عام 1991 بعد وصول حكومة الإنقاذ للحكم، فقد أحيل والدي للصالح العام أيام الفصل الجماعي. درست حتى الجامعة في دولة الإمارات العربية المتحدة. تركيزي بكل تأكيد على السودان لأنني أنتمي لهذا البلد وهو يهمني أكثر من أي بلد آخر. رغم أنني أتعرض لتساؤلات من بعض الناس عن سبب اهتمامي بالسودان وأنني لا أعرف عنه شيئاً، هذا شعور يجعلني أصر على أن أكون جزءاً من السودان.

متى بدأ اهتمامك بعالم الكاريكاتير؟

لعب والدي دوراً في ذلك، فقد كان من قراء مجلتي ’روز اليوسف‘ و’صباح الخير‘ المصريتين. تهتم المجلتان بفن الكاريكاتير الذي أعجبت به للغاية، خاصة وأنه يجمع بين السياسة والفن. بدأت أتابع وأرسم قبل التحاقي بالجامعة. عندما التحقت بالجامعة درست التصميم، وبدأت أرسم الكاريكاتير كهواية بعد التخرج. 

هل تربيت وسط عائلة تهتم بالسياسة؟ وكيف أثر ذلك عليك؟ 

ساهمت البيئة التي ترعرعت فيها في تكويني، فأهلي لهم توجهات سياسية. عمي هو المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس السودان في الفترة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق جعفر نميري. وابن عمه هو بابكر النور أحد قادة انقلاب 1971 والذي تم إعدامه مع عدد كبير من ضباط الجيش من نظام جعفر نميري بسبب هذا الانقلاب. كنت أتابع النقاشات السياسية وأنا صغير، داخل العائلة المنقسمة بين شيوعيين وإسلاميين. لاحظت أنه رغم الانقسامات والاختلافات الإيديولوجية، لكنهم ظلوا أهلاً ولا يوجد تطرف.

هل واجهتك صعوبات بسبب عملك؟

ج: بكل تأكيد صعوبات كبيرة، فقد قوبلت رسوماتي بالرفض من كل الجهات التي توجهت إليها في السودان وقطر ومصر من مجلات وصحف. كنت أقابل بالرفض لأسباب غريبة، منها أن ستايل رسوماتي غريب أو أن الرسومات قوية. هذا التقييم يقودني إلى الحديث عن الاختلاف الكبير في التفكير بين جيلنا وجيل آبائنا، فنحن قمنا على أشياء متطورة، عكسهم. وإذا أخذنا ما حدث في ثورات الربيع العربي يمكن أن نقف بسهولة على الخلاف الكبير في المفاهيم بين الجيلين. 

كيف تغلبت على هذه الصعوبات؟

من خلال صفحتي على الفيسبوك التي كنت أنشر بها رسوماتي. دفعني لهذه الخطوة إحباط كبير بعد أن طردني رئيس تحرير إحدى الصحف من مكتبه وقال إن رسوماتي لا تستحق النشر. هو برر ذلك بأنني أرسم بدون كتابة تعليق مصاحب للكاريكاتير. تركت الصحف وتوجهت إلى الإنترنت. في هذه الفترة انطلقت المظاهرات وشرارة الربيع العربي من تونس. تفاعلت مع الحدث وبدون مقدمات وَجدتْ رسوماتي المنشورة على صفحتي في الفيسبوك اهتماماً كبيراً من كل العالم. كان إحساسي  بما يحدث في العالم العربي كبيراً، ولا أبالغ إن قلت لك إن الشباب العربي اجتمع في لحظة وبدون ترتيب.

هل خرجت رسوماتك الكاريكاتيرية من صفحتك على الفيسبوك ووجدت حظها من الانتشار في الصحف؟

نعم وجدت رسوماتي مكاناً في ميدان التحرير في مصر وفي اليمن. وللعلم فقط أعمالي تنشر دون أي مقابل مادي. بالنسبة للصحف لا أنشر بها إلا إذا طلبوني. نشرت لي رسوم في النيويورك تايمز، الجارديان، أتلانتك، وكذلك على صحيفة ألمانية وأخرى برازيلية، ثم البي بي سي والجزيرة، والعربية. في العموم تجدني أعمل مع مؤسسات أكثر من الصحف. فكرة الرسومات عندي تعليمية. أنا لم أتربَّ في بلد معين، تربيت في السودان ومصر وقطر والإمارات، وهي تربية ارتبطت بالإنترنت، لذا فإن عملي هو عالمي.

هل واجهت تهديدات؟

نعم تهديدات على الإنترنت من السودان ودول أخرى، وتم القبض علي في مصر وأجري معي تحقيق طويل. عموماً طالما أنت تثير قضايا فحياتك مهددة وتعاني. ومع ذلك أقول إن الخطر على الموجودين على الأرض أكبر من الخطر عليّ. أنا في الخارج وكل ما أفعله هو قول رأيي.

ما هي التحديات التي تواجهها في الدوحة؟

لا توجد تحديات لأنني أعيش في عالم الإنترنت الافتراضي وأحاول الابتعاد قدر الإمكان عن التنظيمات السياسية، لذا تجد لي أكثر من اسم. لدي اسمي الحقيقي والاسم المستعار الذي أرسم به.

هل تود العودة للسودان؟ أم تفضل الخارج؟

العودة للسودان بها محاسن ومساوئ. من محاسنها أنك تكون قريباً من الأحداث، ولكن الاستقرار يحتاج إلى تفاصيل كثيرة يصعب توفرها حالياً. وجودي في الخارج يجعلني أرى الأمور بصورة أوسع. بالإضافة إلى ذلك، إذا عملت في السودان فلا أعلم ما سيحدث لي.

في رأيك، هل هناك أي فرق بين الرسوم الكاريكاتيرية السياسية العربية والغربية؟ من حيث الأسلوب والمضمون؟ 

لا أعتقد أن هناك فرقاً الآن فيما يخص الأسلوب، لأن الفنانين يكتشفون أساليب جديدة في كل وقت بسبب الإنترنت. لا يمكن معرفة أصل الفنان الجغرافي من خلال أسلوبه فقط. 

بالنسبة للمحتوى، أعتقد أن الرسامين من هذه المنطقة أكثر إبداعاً في التحدث عن القضايا بسبب الرقابة، بدءاً بالرقابة الذاتية نفسها، لأن هدفنا هو الحديث عن ما يعتبر محرماً أو محظوراً ولكن بطريقة تجعل مجتمعنا يقدر ويفهم الأسئلة التي نطرحها دون أن تكون هناك إي إهانة، لأن الإهانة تحجب الضوء عن القضية التي نود نقاشها. 

ثانياً، هناك الرقابة الحكومية التي هي في الواقع مهنة شخص يجلس في مكتب ما! أنا أتجنب الرقابة من النوع الثاني من خلال العمل على الإنترنت ودون الاعتماد على مصدر واحد لنشر رسوماتي. ومع ذلك، كلما أنشر رسماً كاريكاتيرياً، تكون حياتي مهددة.  

هل أنت تشارلي؟

أنا لست تشارلي، لأنني أحاول توحيد الناس وبناء جسور وليس ما قام به تشارلي من تفريق العالم إلى كتل. أنا لا أقاتل وأخاطر بحياتي من أجل تغذية الصور النمطية تحت شعار حرية التعبير.

أنت تنتقد في عملك المتطرفين الإسلاميين أيضاً. ما هو أسلوبك الخاص في هذا المنحى؟ 

عبر تسليط الضوء على ضيق أفق تفكير هؤلاء المتطرفين، وليس المتطرفين الإسلاميين فقط، بل جميع المتطرفين. 

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
#أناس_في_حركة: الخبرة جسد متحرك
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.