> نقطة المغادرة: ثار جاث، ولاية الوحدة، جنوب السودان
> نقطة الوصول: كواجوك، ولاية واراب، جنوب السودان
> المسافة: 335,5 كيلومتراً
بدأ القتال في صباح 18 ديسمبر/كانون الأول 2013 عندما أخذ عناصر من الشرطة ومدنيون من قبيلة النوير يقتلون الناس في البلدة. وكنتُ أول من ضُرب بالعصا حتى أغمي عليَّ، ولكن بنعمة الله حماني بضعة أشخاص من قبيلة النوير لم يتحولوا إلى وحوش، واصطحبوني إلى منزل مدير شركة النفط.
نُهبت جميع منازلنا وسُرق منها كل ما يمكن حمله ثم أُحرقت. وقال مالك المنزل الذي أقمنا فيه: ”لم يبقَ أحدٌ من قبيلة الدينكا على قيد الحياة. وأنا لا أعلم إلى متى يمكنني حمايتكم هنا“. وطلب منا الهروب إلى الأدغال في جنح الظلام.
بقينا نسير حتى الساعة الثالثة من ذلك اليوم، ثم استرحنا تحت إحدى الأشجار. وعند غروب الشمس، استأنفنا رحلتنا مجدداً ولكنها أصبحت لا تطاق. كنا ندرك أننا إذا تابعنا مسيرنا في الأدغال فقد نضيع أو تفترسنا الحيوانات البرية. فقررنا الاتجاه نحو الطريق المتجهة نحو بنتيو، بيد أننا تعرضنا لكمين، حيث أُوقع بنا وضُربنا وجُردنا من ملابسنا وقُيدنا كالأمتعة.
ولكن الشخص المسؤول عن تلك القوة لم يكن موجوداً، فاقترح أحد آسرينا عدم قتلنا حتى يعود رئيسهم. وعندما عاد، وُضعنا في عربةٍ أعادتنا إلى المكان الذي هربنا منه.
ولدى وصولنا، أصبح الجميع متوحشين، فقد ظن أعداؤنا أننا متنا منذ زمن طويل وتوسلوا كي يقتلونا، لكن ضابط الشرطة المسؤول رفض. فزُج بنا في غرفة مع خمسة مسلحين لحراستنا.
قضينا ليلتين ويومين طويلين في ذلك المنزل الشبيه بالسجن. وفي اليوم الثاني، سيق بنا إلى بنتيو، فضابط الشرطة لم يرغب في قتل موظفي شركة أجنبية. وفي نهاية المطاف، نقلتنا شركتنا بالطائرة بعيداً.
لقد فقدت كل شيء. وأنا حالياً بلا عمل، ولكني سعيد لأنني مازلت على قيد الحياة.