الماء للأقوياء فقط في جنوب السودان

يبدو أن تبادل اللكمات عند مصادر الماء هو الحل الأفضل هذه الأيام كي يحصل المرء على الماء. فقد تشاجرت امرأتان من أجل الماء عند بئر في منطقة "وولوتورو"(جنوب السودان) في الخامسة من مساء أمس(1 ديسمبر).

لقد أصبح الماء مشكلة رئيسية في المنطقة. بل يتوقع أن يزداد نقص الماء وخصوصا خلال مواسم الجفاف، من كانون الأول/ديسمبر ولفترة غير معروفة. ففي هذه الفترات تجف معظم مصادر المياه كالأنهار والآبار ولا يبقى سوى الأنهار الكبيرة جارية. "لحسن الحظ أن المرأتين اللتين تشاجرتا من العشيرة نفسها، وإلا لأصبحت المسألة مشكلة جماعية"، حسبما ذكر أحد المشرفين على البئر. وتقع شجارات كثيرة من هذا النوع في كل أنحاء المقاطعة، وفي جنوب السودان كله.

قامت الكثير من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الكنسية والأطراف المعنية الأخرى إضافة إلى المشاريع الحكومية ببناء عدد من نقاط توزيع الماء المحمية في كل أنحاء مقاطعة "يي". إلا أن المنطقة ما تزال تواجه تحديات ضخمة فيما يتصل بنقص المياه. وتنشأ هذه التحديات من التزايد الحاد في عدد السكان في المنطقة، فمنذ توقيع اتفاقية السلام الشامل عام 2005 ، عاد الكثير من الاجئين السودانيين إلى من أوغندا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وأثيوبيا. مما ترك المنطقة في حاجة شديدة إلى الخدمات الاجتماعية لخدمة العدد المتزايد من السكان.

تملك وولوتورو، ككثير من مناطق المقاطعة، بئرين فقط، وتخدم البئر الواحدة وسطياً ما يقارب ال2000 أسرة – إضافة إلى الحيوانات.

وعليه فقد أصبحت القاعدة في بعض نقاط التوزيع: لا يستطيع الحصول على الماء الآن إلا القوي. أما في بعضها الآخر فقد تم تخفيف المشاجرات من خلال التأكيد على وضع الأوعية في صفوف طويلة وتطبيق مبدأ من يأتي أولا يحصل على الماء أولا.

إلا أنه في الأماكن التي يطبق فيها هذا النظام، يكلف ذلك المشرف على توزيع الماء قدرا كبيرا من التركيز للتأكد من أن كل شيء يجري على ما يرام: أن كل الأوعية قد ملئت بالماء حسب النظام المعمول به، ووعاء من يوضع قبل من في الدور.

في حال تم إنشاء المزيد من نقاط توزيع الماء على الناس، ربما يساعد ذلك على الحد من العنف بين الواقفين في الطابور.