الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

غلاء العلف والأمراض تهدد ثروة كسلا الحيوانية

حامد إبراهيم
كسلا – تعاني الثروة الحيوانية في السودان، وفي ولاية كسلا بالخصوص، من العديد من المشاكل تعود آثارها السلبية على الماشية ورعاتها.
صبي يرعى قطيعا من الماشية في ولاية كسلا، 18 نوفمبر، 2012.
صبي يرعى قطيعا من الماشية في ولاية كسلا، 18 نوفمبر، 2012.

أوهاج بادنين رجل في مقتبل العمر، من سكان محلية شمال الدلتا، ولاية كسلا، يملك عددا من الأبقار. يقول بادنين الذي ترتسم على وجه علامات الفقر والشقاء أن ”هذه الأبقار ليس لها عائد مادي بل العكس تماما فإنها تتطلب مني شهريا نقودا كثيرة أصرفها على العلف أو مخلفات الزراعة“.

ورغم أن هذه الأبقار لا تعود على هذا الراعي بالنفع، بل وكلفت أبناءه دراستهم، حيث يتناوبون فيما بينهم بين رعي هذه الأبقار والعمل اليدوي الشاق في صناعة الفحم للصرف على الأسرة وعلى هذه الأبقار، إلا أنه لا يقبل فكرة بيعها.

”من العيب بالنسبة لنا أن يبيعوا ولو واحدة من هذه الأبقار ناهيك عن التخلص منها مجتمعة مهما كلفنا الأمر“
أوهاج بادنين
”ورثنا هذه الأبقار من أبائنا الذين ورثوها من أجدادهم ومن العيب بالنسبة لنا أن يبيعوا ولو واحدة من هذه الأبقار ناهيك عن التخلص منها مجتمعة مهما كلفنا الأمر“ يفسر بادنين.

وأضاف أنهم يعتبرون أنعامهم جميعها سواء كانت أبقار أو أغنام أو جمال وكأنها جزء من أفراد أسرتهم ولا يشبعون حتى تشبع.

تشكل مهنة الرعي وتربية الحيوانات في ولاية كسلا المهنة الرئيسة لحوالي 60 في المئة من سكان الولاية.

تقول الدكتورة إمتثال طه مديرة الإدارة العامة للثروة الحيوانية والسمكية بولاية كسلا أن ”تعداد الثروة الحيوانية بولاية كسلا يفوق السبعة مليون رأس“ تفاصيلها كالآتي: الأبقار 867 ألف و578 رأسا، الضأن 3 مليون و165 ألف و474 فيما يقدر عدد الماعز حسب الإحصائية  ب 2 مليون و81 ألف و675 والإبل 791 ألف و914 رأسا والفصائل الخيلية كالبغال والحصين والحمير 293 ألف و359 رأسا.

”مخلفات الزراعة تذهب هدرا عندما يمكن الاستفادة منها لصالح الحيوان“
إمتثال طه

مجال الرعي في السودان عامة وفي ولاية كسلا بالخصوص يواجه العديد من التحديات، تجعل الرعاة مثل بادنين في معاناة مستمرة.

أول هذه التحديات حسب الدكتور البيطري م.م من كسلا هو ”التعدي على مساحات الرعي الطبيعية سواء عن طريق المشاريع الزراعية العشوائية أو عن طريق أنشطة أخرى كالاستحواذ على الأراضي من غير استغلالها“ تشكل عائقا كبيرا أمام الرعاة.

لهذا تطالب الدكتورة طه بـ ”تحديد ورسم خريطة للمراعي مع التزام قوي وواضح بعدم التعدي عليها“.

وفي غياب مساحات الرعي الطبيعية أو على الأقل تضاؤلها بشكل كبير، يتوجه معظم الرعاة إلى شراء العلف لماشيتهم.   

هنا يكمن التحدي الثاني الذي يواجه الرعاة. ثمن العلف أعلى مما يمكن لمعظم الرعاة تحمله، والسبب هو ندرته خلال أشهر عدة من السنة.


ثروة كسلا الحيوانية تعاني من قلة المأكل والأمراض، مما يؤدي إلى وفاة أعداد منها، 18 نوفمبر، 2012.
© النيلان | حامد إبراهيم
”الأعلاف ومخلفات الزراعة تخزن بطريقة خاطئة، وكنتيجة لذلك فإن مخلفات الزراعة تذهب هدرا عندما يمكن الاستفادة منها لصالح الحيوان بتصنيعها في شهور الوفرة وتخزينها للاستفادة منها في شهور الندرة“، تقول الدكتورة طه.

النتيجة هي فجوة علفية تحدث كل سنة، على الرعاة تحمل عواقبها، حيث لا يجدون المأكل لأبقارهم التي تعد بالنسبة لهم جزءا لا يتجزأ من الأسرة.

كل هذا بالإضافة للأمراض التي تصيب هذه الحيوانات كالحمى الفحمية والتسمم الدموي وجدري الضأن. تقول الدكتورة طه إن إدارة الثروة الحيوانية تقوم سنويا بتنظيم حملات تطعيم واسعة ضد هذه الأمراض عن طريق الوحدات البيطرية المتحركة.  

”في السابق كانت منظمة الأغذية العالمية الفاو وبرنامج الأمن الغذائي التابع للاتحاد الأوروبي توفر لنا الأمصال مجانا وكذلك منظمات براكتكال آكشن وبلان سودان. ولكن إبتداءا من العام الماضي توقف كل هذا الدعم، وأصبح على ملاك الحيوانات دفع قيمة التطعيم“، تفسر الدكتورة طه.

مع كل هذه المشاكل والتحديات، تحذر الدكتورة طه أن ”نمو الثروة الحيوانية مهدد وربما يؤدي هذا خلال ثلاث أو أربع سنوات إلى انقراض جزء كبير من هذه الثروة مما يحتم على الحكومة أخذ الحيطة والحذر“.