الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

’الحالة لم تصل إلى مرحلة المجاعة لأن الناس لديهم ما يأكلون‘

سمير بول
جوبا - في هذا الحوار، يتطرق وزير الزراعة والغابات والتعاونيات والتنمية الريفية والثروة الحيوانية والسمكية القومي بيدا مشار دينق إلى عدد من الجوانب التي تخص مجال الزراعة في جنوب السودان وعلاقته بالأمن والأزمة التي…
وزير الزراعة جنوب السوداني، بيدا مشار دينق، 19 أغسطس.
وزير الزراعة جنوب السوداني، بيدا مشار دينق، 19 أغسطس.

س: ما هو واقع الزراعة حالياً في جنوب السودان؟

ج: يمر جنوب السودان حاليا بمرحلة أضطراب في ما يخص الأمن الغذائي، خاصة مع تأثير الانقلاب. عندما كونت هذه الحكومة في أواخر أغسطس 2013 واجهتها العديد من المشاكل منها سياسة التقشف التي اتبعت، بالإضافة إلى السيول والفيضانات.

ومع اقتراب نهاية التقشف وأزمة الفيضانات في ديسمبر، ذلك كان هو الوقت الذي حدثت فيه المحاولة الانقلابية في 15 ديسمبر 2013. دمرت هذه الأزمة العديد من الخطط حيث وظفت كل الإمكانيات للأمن، فأولية الحكومة الآن هي السلام والأمن في البلاد.

هذه الأزمة ضربت الزراعة لأن العاملين في هذا المجال الآن اصبحوا نازحين. هؤلاء الذين ينتجون الغذاء عادة لمصلحتهم الخاصة، والشباب الذي كان من المفترض أن يحرثوا الأرض الآن أصبحوا نازحين.

تأثرت ثلاث ولايات، جونقلي، الوحدة، وأعالي النيل، وأصبح 3.9 مليون شخص نازحين ويتوقع أن نواجه أزمة المجاعة. نأمل أن الولايات ستحاول مساعدة بعضها البعض، وأن يساهم شركائنا في التنمية الإنسانية في تقديم الغذاء والإغاثة.

ما سينجح الآن هو الموسم الثاني إذا لم تكن هناك حرب والعدائيات قد توقفت. هذا سيكون الأفضل، يمكن إذا للولايات الثلاثة أن تقوم بالحصاد.

الولايات الأخرى مستقرة، ولايات الاستوائية الثلاثة مستقرة وأيضا الولايات الأربعة في بحر الغزال الكبرى استفادوا من موسم الحصاد الأول والآن هم طريقهم إلى موسم الزراعة الثاني ولن تكون هناك أي مشاكل.

المشكلة هي أن تأثر أي جزء في الجسم الواحد يؤثر على بقية الأعضاء، لذا عندما تألمت الولايات الثلاثة، جونقلي، الوحدة، وأعالي النيل، فهذا أدى إلى نزوح الكثيرين للولايات الأخرى. المنتوج القليل الذي تنعم به تلك الولايات المضيفة كان على الجميع أن يتشاركوه.

نحن قمنا بتوزيع البذور للناس في الولايات العشرة بالإضافة إلى الوقود والجرارات حيث تلقت كل ولاية ما بين ستة إلى عشرة جرارات، في أواخر مارس. هذا ما تقوم به وزارة الزراعة مع وكالات التنمية مثل الفاو وبرنامج الغذاء العالمي الذين يساعدون المزارعين.

 بلدنا ممطر ولكننا نحاول أيضا العمل على نظام للري، حتى يتمكن المزارعون من العمل خلال موسم الجفاف أي في الأشهر ما بين ديسمبر ومارس على طول النيل والأنهار الأخرى.

ولكن ما تركز عليه الحكومة الآن هو السلام، فإذا كان هناك سلام سيكون هناك استقرار.
 
س: هل يمكن أن تعطينا تفاصيل حول خطة وزارتكم لجعل مجال الزراعة هو المجال المعتمد عليه في اقتصاد البلاد، غير البترول، الذي يعلم الجميع أنه لا يمكن الاعتماد عليه لوحده؟

ج: المزارعون وأولئك الذين يربون المواشي أو يقومون بصيد الأسماك يمثلون أغلبية سكان البلاد بأكثر من 85 في المئة. إذا الموضوع هو كيف الاستفادة من هذا العدد لتأمين الغذاء في البلد.

فيما يتعلق بالمواشي سيكون هناك تطعيم وعلاج وإنتاج المزيد من المواشي. نفس الشيء ينطبق على الصيد، إذا تمت مساعدة هذا لمجال، سينتج قدرا كافيا من الأسماك فأنهارنا مليئة بالأسماك وإذا تم تحسين هذا المجال وتم إحضار معدات الصيد وتم تدريب الصيادين يمكننا صيد ما يعادل 150 إلى 300 ألف طن متري من الأسماك سنويا.

بالنسبة للمزارعين خطتنا ترتكز على إعطائهم البذور والجرارات والوقود حيث يمكنهم أن يوسعوا من مساحتهم الزراعية إلى خمسة فدادين على الأقل. حاليا الفدان الواحد ينتج ثلاث جولات ولكن مع الجرارات سيمكنهم إنتاج 8 إلى 10 جوالات في الفدان الواحد.

هكذا يمكننا أن نحقق الأمن الغذائي في البلاد، عبر تطوير الزراعة وهذه سياسة الحكومة.

س: الكثير من المنظمات ترى أن جنوب السودان، بسبب الأزمة الحالية، سيواجه المجاعة. هل ترى أن البلاد مقبلة على ذلك؟

ج: ثقافيا زمن المجاعة قد ذهب. المجاعة التي نعرفها والتي تحدث بسبب تغير المناخ مضت. حاليا، وصلنا وقت الحصاد، ولكن كما قلت من قبل الأزمة ضربت ثلاث ولايات وهذه الولايات الثلاثة لم تحصد على الإطلاق. لهذا أقول إن 3.9 مليون شخص سيتأثرون خاصة في ولايات جونقلي، الوحدة، وأعالي النيل، حيث اندلعت الحرب.

نحن لم نصل إلى مرحلة الحالة الطارئة ولكننا الآن في مرحلة أزمة. لم نصل إلى مرحلة المجاعة لأنها المجاعة لها مراحل.

مع دعم المنظمات غير الحكومية ووقف العدائيات مع المتمردين، سيجد شعبنا الغذاء.

الحل الوحيد هو تحسن الأمن، ووزارة الزراعة ستوزع البذور لكل المزارعين أينما كانوا، وسواء كانوا مع الحكومة أو مع التمرد لأنهم كلهم شعب جنوب السودان وعلى الحكومة أن تهتم بهم.

الحالة لم تصل إلى مرحلة المجاعة لأن الناس لديهم ما يأكلون.

س: لو حل السلام في جنوب السودان، ما هي فرص الاستثمار في الزراعة؟

ج: أطلق رئيس البلاد مجلس الأمن الغذائي في أواخر أبريل الماضي وكشف عن منح ألف جرار للمزارعين في جنوب السودان. بالإضافة إلى ذلك هناك خمس ملايين جنيه من البذور توزع في البلاد وحوالي سبع ملايين أعطيت في 2012- 2013 كوقود للمزارعين في جنوب السودان.

عندما يكون هناك سلام فان السكان مستعدون للعمل والعمل ليس في مجال الزراعة فقط. ضمن أولوياتي العمل على الطرق الحيوية. نحن في الحاجة إلى الطرق حتى نتمكن من الوصول إلى المواطنين أينما كانوا، هذا من جهة.

من جهة أخرى، الطرق الحيوية مهمة بالنسبة لمناطق الإنتاج، حيث أنها تمكن المزارع من تقديم منتجاته إلى مناطق عدة، مما يدفعه إلى العمل أكثر وإنتاج محاصيل أكبر.

مواطنونا لديهم الغذاء الآن ماعدا في الولايات الثالثة المتأثرة بهذه الأزمة ولكن مع وجود الطرق، يمكن إحضار الغذاء من يي، يامبيو، كاجوكجي، رمبيك، أو وراب.

س: ماذا عن ميزانية وزارة الزراعة؟

ج: إذا حل السلام فان هذه الميزانية ستوظف، خاصة أن الرئيس هو رئيس مجلس الأمن الغذائي. المستثمرون سيأتون، وسنواصل عملنا مع  المنظمات غير الحكومية.

سنزرع الأرز في أويل في ولاية شمال بحر الغزال، والذرة في الرنك، ولاية أعالي النيل، وفي رجاف وجبل لادو في ولاية وسط الاستوائية، ولافون في ولاية شرق الاستوائية.

إذا أتى السلام فسيتم الزراعة في تلك المناطق في 2014 – 2015 وسيتوفر الغذاء. نحن في أزمة حاليا ولكن غدا سيكون الازدهار. البلاد في أزمة والناس يموتون والحكومة تريد السلام.