الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مع استمرار العنف، جنوب السودان يواجه مجاعة واسعة النطاق

دينق مشول مونيراش
جوبا - أجبرت شهور العنف 1.5 مليون شخص من سكان جنوب السودان على هجر بيوتهم ليصبحوا معتمدين على الإعانات التي تقدم لهم في المخيمات.
يملك جنوب السودان بسكانه الأحد عشر مليوناً نحو 11.7 مليون بقرة و12.4 مليون رأساً من الماعز و12.1 مليوناً من الأغنام، لكن ذلك ليس لفوائدها من حيث الأمن الغذائي بل بسبب الثروة التي تمثلها في نفسها. طريق قرب رمبيك، ولاية البحيرات، 5 أكتوبر 2011.
يملك جنوب السودان بسكانه الأحد عشر مليوناً نحو 11.7 مليون بقرة و12.4 مليون رأساً من الماعز و12.1 مليوناً من الأغنام، لكن ذلك ليس لفوائدها من حيث الأمن الغذائي بل بسبب الثروة التي تمثلها في نفسها. طريق قرب رمبيك، ولاية البحيرات، 5 أكتوبر 2011.

تحذر وكالات الإغاثة من انتشار المجاعة على نطاق واسع في جنوب السودان خلال أسابيع ما لم يُتخذ أي إجراء تجاه ذلك.

وقد حذر سليف سعيد رئيس لجنة الطوارئ البريطانية للكوارث مطلع يوليو قائلاً: \"إذا استمر النزاع في جنوب السودان مع عدم إمكانية تقديم مزيد من المساعدات، من المحتمل أن تنزلق بعض مناطق جنوب السودان في المجاعة بحلول شهر أغسطس\".

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، شرّد العنف نحو 1.5 مليون شخص وقتل الآلاف، على الرغم من عدم وجود حصيلة رسمية للوفيات في البلاد. وقد تكدس مئات آلاف المدنيين داخل مخيمات قذرة موجودة في قواعد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان المنتشرة في أرجاء البلاد.

ويُستخدم مصطلح المجاعة عندما يواجه ما لا يقل عن 20 بالمائة من الأسر نقصاً شديداً في الغذاء وعند حدوث سوء تغذية حاد في البلاد. والمجاعة التي تلوح في أفق جنوب السودان هي من صنع الإنسان. ويتوقع خبراء الأمم المتحدة أن تكون أمطار هذا العام قريبة من المعدل أو دونه بقليل، ويقولون إن اللوم في نقص الغذاء موجه نحو القتال الذي اندلع شهر ديسمبر الماضي وليس نحو المناخ.

لا يمكن الإعلان عن حدوث مجاعة إلا إذا وصلت أعداد ضحايا الموت وسوء التغذية والجوع مستويات معينة هي: أن يواجه 20 بالمائة على الأقل من الأسر في منطقة ما نقصاً حاداً في الغذاء مع محدودية القدرة على التعامل مع ذلك، وأن تتجاوز معدلات سوء التغذية 30 بالمائة، وأن يزيد معدل الوفيات على شخصين يومياً لكل 10 آلاف نسمة (المصدر: برنامج الأغذية العالمي).

ويقول بيتر ب. س. غاما، الأستاذ المساعد في علم البستنة في جامعة جوبا، يواجه كثير من المواطنين كارثة تلوح في الأفق: \"سيعتمد المواطنون على إعانات الأغذية\".

ويضيف بأن الناس أرادوا زراعة محاصيلهم الزراعية لكنهم خشوا الوقوع في خضم الصراع القائم، محذراً من حدوث خسائر إضافية في الأرواح إذا استمرت الأزمة.

ويقول محللٌ للأمن الغذائي ليس بالإمكان منع حدوث المجاعة إن لم يتوقف العنف، وإلا اضطر المواطنون للعيش سنوات على المساعدات الغذائية.

والقتال مستمر رغم الاتفاق الذي عُقد الشهر الفائت بين رئيس جنوب السودان سلفاكير وزعيم المتمردين ريك مشار، ما عرض السكان المحليين للمخاطر. وينوه المحلل قائلاً: \"لا يقدم هذا الاتفاق أي ضمانات. فليس فيه ما يقنع أي مواطن بالعودة إلى منزله\".

وفي الوقت نفسه، لم يزرع كثير من السكان المحليين الذين بقوا في بيوتهم أي محاصيل زراعية لخشيتهم من اضطرارهم للفرار في أي لحظة. وأردف المحلل: \"ليس لدى هؤلاء الناس أي رغبة في الزراعة\"، مشيراً إلى أن من هرب إنقاذاً لنفسه لن يزرع أراضي الآخرين.

’لم يتوفر لدى الأمم المتحدة في الثالث من يوليو سوى قرابة 40 في المائة من الأموال التي كانت تهدف إلى جمعها بغرض تخفيف أزمة الغذاء‘

وحذر سليف من وجود \"خطر مجاعة حقيقية في بعض المناطق\"، مضيفاً بأن ملايين الناس يواجهون أزمة غذاء حادة. وقد صرح في بيان له بأن لجنة الطوارئ البريطانية للكوارث الذي يضم وكالات مثل \"أوكسفام\" و\"أنقذوا الطفولة\" \"لا يملك إلا أقل من نصف المبالغ اللازمة لمنع تحول أزمة الغذاء في جنوب السودان إلى كارثة\".

ولم يتوفر لدى الأمم المتحدة في الثالث من يوليو سوى قرابة 40 في المائة من الأموال التي كانت تهدف إلى جمعها بغرض تخفيف أزمة الغذاء، ما يعني أن ثمة عجز يبلغ نحو مليار دولار يعيق تنفيذ خطة مواجهة أزمة جنوب السودان.

وقد أعاق سوء شبكة الطرق في البلاد نقل الأغذية. وتفاقم هذا الوضع مع بدء موسم الأمطار الذي حول كثيراً من الطرق غير المعبدة إلى أنهار من الطين. كما منع الاقتتال وكالات الإغاثة من نقل الأغذية إلى أماكن بحاجة ماسة إليها. ويقول غاما: \"يمكنك الحصول على الغذاء في ولاية غرب الاستوائية، لكن لا يمكنك إرسالها إلى ولايات أعالي النيل أو الوحدة أو جونقلي\".

إلا أن بيئة جنوب السودان مواتية لزراعة المحاصيل مستقبلاً، ما يدعو غاما للتفاؤل: \"يوماً ما، سنغدو مُصدرين وليس مستوردين للغذاء\".