الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مراجعة
هل يستطيع جنوب السودان إعادة إطلاق مشروع سد فولا؟

وضع جنوب السودان مخططات سد فولا منذ زمن طويل، ولكن عقبات عديدة حالت دون تنفيذ المشروع.
26.08.2021  |  جوبا، جنوب السودان
يمتلك جنوب السودان إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية. (الصورة: النيلان | بولن تشول)
يمتلك جنوب السودان إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية. (الصورة: النيلان | بولن تشول)

تقول حكومة جَنُوب السودان إنها تسعى إلى إعادة إحياء خطط إنشاء سد فولا، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية توقف من جرّاءِ اندلاع النزاع في أواخر عام 2013.

تعود فكرة السد إلى عام 2009 عندما كان السودان وجنوب السودان دولة واحدة. شكلت جوبا والخرطوم آنذاك لجنة تنفيذية، لكن المشروع توقف بسبب عدم امتلاك جَنُوب السودان التمويل والخبرات اللازمة بعد الاستقلال.

قال توم رميس بيتيا، المدير العام لقسم عمليات الهندسة وشبكة الكهرباء في وزارة الكهرباء والسدود والري والموارد المائية في جَنُوب السودان، إن بناء السد يكلف 493 مليار جنيه جَنُوب سوداني (1.47 مليار دولار أمريكي).

يجب أن نتعاون مع مستثمرين ممولين."

يمتلك جَنُوب السودان إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية، ولا سيما من نهر النيل. وأجرى دراسات جدوى لمشاريع عدّة تبلغ طاقتها الإجمالية ألفي ميغاواط.

تشمل هذه المشروعات فولا (890 ميغاواط)، وشوكولي (235 ميغاواط)، ولاكي (410 ميغاواط)، وبيدن (570 ميغاواط). وثمة خطط لإنشاء محطات طاقة كهرومائية صغيرة بطاقة تتراوح بين ثلاثة و11 ميغاواط.

وقال بيتيا: "يجب أن نتعاون مع مستثمرين ممولين"، ملمحاً إلى عزم الدولة على تنفيذ جميع هذه المشاريع.

يصنف جَنُوب السودان بين أقل دول العالم في توفير الكهرباء، فأكثر من 90 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 12 مليون نسمة محرومون من الكهرباء. ويعتمد معظم الشركات في البلد على مولدات تعمل بالديزل.

وأضاف رميس أن سد فولا سيسهم في توليد الطاقة الكهرومائية، وهي خطوة تدعم النمو الاقتصادي في أحد أفقر بلدان العالم.

بناء سد فولا مهم جداً لتحقيق التقدم الاقتصادي لجنوب السودان."

ورحب جيمس ديفيد كولوك، وهو ناشط في حقوق الإنسان ومدير مؤسسة الحكم الديمقراطي والمسؤول، بخطة الحكومة لإعادة إطلاق المشروع، وقال إنه يسهم في تنويع الاقتصاد الضعيف للدولة.

وأضاف: "إن بناء سد فولا مهم جداً لتحقيق التقدم الاقتصادي لجنوب السودان. ويساعد المواطنين القاطنين على ضفتي نهر النيل في ري أراضيهم وإنتاج الغذاء".

وقال رميس أن مشروع سد فولا أطلق بدعم من الحكومة النرويجية.

حَسَبَ شركة ملتي كونسلت (Multiconsult)، وهي شركة نرويجية متخصصة في تخطيط وتنفيذ محطات الطاقة الكهرومائية والسدود والمرافق تحت الأرض ومزارع الرياح ومحطات توليد الطاقة الشمسية، تضمن المشروع في المدّة ما بين 2011 و2014 "تقييماً بيئياً وخطط إعادة توطين لتنفيذ محطة شلالات فولا لتوليد الطاقة الكهرومائية وخط نقل في جَنُوب السودان".

وأوضحت الشركة على موقعها الإلكتروني أن "شلالات فولا مشروع سيُنفذ على نهر النيل قرب الحدود الأوغندية. ويضم هيكل تخزين (حاجز فيضان)، وقناة نقل بطول 950 متر، ومحطة توليد كهرباء بطاقة 40 ميغاوات"، وأضافت: "سيتم نقل الكهرباء المولدة عبر خط جهد عالي بطاقة 132 كيلو فولت إلى العاصمة جوبا، والبلدات والقرى القريبة".

وقال بيتيا إنه سيتم استئناف تنفيذ المشروع عندما يؤمن جَنُوب السودان التمويل اللازم. وتعني هذه الجهود بأن مشروع جَنُوب السودان سيضاف إلى المشروعات الأخرى في منطقة الحوض الشرقي لنهر النيل، ولا سيما سد النهضة الكبير في إثيوبيا.

من حيث الأثر الإقليمي المحتمل، من غير الواضح كيف سترد دول حوض النيل الأخرى على بناء السد في جَنُوب السودان، الدولة الوحيدة التي لا تحتوي أي مشروعات مائية كبرى على نهر النيل.

يقدر العدد الحالي لسكان الدول الأعضاء في مبادرة حوض النيل بنحو 505 مليون نسمة، ويزداد بنسبة 2.2 بالمئة سنوياً. ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2050. وهذا سيؤدي إلى زيادة استخدام مياه نهر النيل مع ارتفاع عدد السكان.

من المرجح أن يؤدي هذا الاتجاه في نمو السكان وارتفاع الطلب على المياه إلى ازدياد التنافس على استخدام مياه النيل بين دول الحوض. وقد يتفاقم الوضع عند قيام البلدان الأقل نمواً كجنوب السودان بتوجيه اقتصادها نحو التصنيع، وهذا قد يؤدي إلى إشعال التوترات في المنطقة.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسير القارب قدما إذا جذّف كل على هواه
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.