الأساسيات

لن نستخف بأثر المناخ على إنتاج الغذاء

أدى تقلب الطقس غير المنتظم إلى تضاؤل ​​محاصيل المزارعين وجعل انعدام الأمن الغذائي أمراً حتمياً. ولا تزال الخطة الحكومية لمعالجة هذه المسألة في رواندا في مراحلها الأولى.

فرضت الظواهر المناخية القاسية، وخاصة الجفاف، تاريخياً خسائر فادحة على الأمن الغذائي في رواندا. وأدى تغير المناخ إلى تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي، ليس في رواندا وحدها.

وفقا لدراسة نشرتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في عام 2018، يفوق عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في العالم 820 مليون. وهذا الرقم، الذي انخفض بين عامي 2010 و2014، بدأ في الارتفاع مرة أخرى في عام 2015. ويعد تغير المناخ من العوامل المؤثرة التي أدت إلى هذا الارتفاع الكبير.

كاجينا إيرموجين مزارع متخصص في الذرة، من قرية بورامبي في مقاطعة رولندو. وقد واجه إيرموجين محاصيل مخيبة للآمال بسبب تقلبات الطقس الناجمة عن تغير المناخ.

تأخرنا في الزراعة، وبالطبع، سوف يؤثر ذلك على محاصيلنا."

يقول إيرموجين: "نزرع الذرة والباذنجان، لكننا لا نتوقع محصولاً جيداً لأننا زرعناها متأخرين. بدأنا زراعة الحبوب والبقوليات هذه في مطلع يناير (2019) كالمعتاد، لكن موسم الأمطار الجيد هذه السنة جاء في منتصف مارس، ولذلك تأخرنا في الزراعة. وبالطبع، سوف يؤثر ذلك على محاصيلنا مقارنة بالعامين الماضيين، عندما كان لدينا مناخات مواتية للنباتات المزروعة".

الزراعة مصدر أساسي للدخل في رواندا، حيث يعمل فيها قرابة 70 في المئة من السكان. تقول مزارعة من نتارابانا لم ترغب في الكشف عن اسمها: "في العام الماضي نجحنا في حصاد الكثير من الحبوب، لكننا اليوم بلا أمل.

زرعنا الذرة البيضاء، وهي لا تزال صغيرة لأن موسم الأمطار الجيدة فاتها. في العام الماضي، جنيت 100 كيلوغرام من الفاصولياء، لكن هذا العام لن أحصد نصف كيلو حتى".

يشهد مناخ رواندا الحالي درجات كبيرة من التقلب. وسيزداد ذلك مع تغير المناخ، ما يؤدي إلى ارتفاع المخاطر المناخية، وهو ما قد يؤثر على النمو الاقتصادي والاستثمار في الحد من الفقر، كما أشار تقرير البنك الدولي لعام 2015.

ويصنف محللو المخاطر في مابلكروفت (Maplecroft) مخاطر تغير المناخ في رواندا بأنها عالية الخطورة بسبب محدودية القدرة على مواجهة الكوارث وارتفاع معدلات الفقر والاعتماد على زراعة الكفاف البعلية.

جفت الفاصولياء التي زرعناها (بسبب تأخر الأمطار)".

يقول مزارع البقوليات موكامانا سبيسيوز إن تغير المناخ يؤثر على محصولهم السنوي وفي النهاية على إنتاج الغذاء. "هطل المطر أول مرة في 1 أبريل (2019). لذلك جفت الفاصولياء التي زرعناها (بسبب تأخر الأمطار)".

حذرت حكومة رواندا المزارعين من تغير المناخ وأعلنت ضمن جدول أعمالها ومدته سبع سنوات عن تقنيات جديدة للتغلب على التحديات التي تواجه المزارعين. يقول موسابييمانا جان كلود، السكرتير الدائم بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية الرواندية للنيلان: "يتضمن المشروع الذي يستغرق سبع سنوات ركيزة خاصة بتحسين إجراءاتنا الزراعية في مواجهة تغير المناخ. وهذا يشمل مزيداً من تدابير تخفيف آثار تغير المناخ، مثل تحسين الري للحفاظ على إنتاج المحاصيل أثناء الجفاف وتحسين التكنولوجيا لزيادة الإنتاجية. هذه هي التدابير التي سوف نستخدمها ونحن نعلم أن تغير المناخ يؤثر على إنتاج الغذاء في رواندا وفي البلدان الأخرى".