الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

التجارة عبر الحدود

ديفيس موقومي
التجارة هي الرابط الرئيسي في حوض النيل،
6.11.2018  |  كامبالا، أوغندا
شاحنات محملة فوق طاقتها في أغلب الأحيان لزيادة الربح. (الصورة: النيلان | ديفيس موقومي)
شاحنات محملة فوق طاقتها في أغلب الأحيان لزيادة الربح. (الصورة: النيلان | ديفيس موقومي)

كانت المقايضة في أفريقيا، خاصة عبر النيل، الوسيلة الأولية للتجارة في العصور القديمة.

وفقًا للباحث جوشوا مارك، على الرغم من أن مصر الفرعونية مثلًا كانت دولة غنية بثروات طبيعية عديدة، فهي لم تكن مكتفية ذاتيًا وكان عليها أن تعتمد على التجارة للحصول على السلع والكماليات الضرورية من دول أخرى، ومنها جيرانها كالسودان. وكان الناس يتاجرون عبر النيل بالعاج والذهب والنحاس والمنتجات الزراعية والماشية وغيرها.

واليوم، فإن بقية دول حوض النيل التي يبلغ عدد سكانها زهاء 500 مليون نسمة بحسب مبادرة حوض النيل تقيم علاقات متبادلة وتبادلًا تجاريًا فيما بينها. وهذه إحدى الروابط الرئيسة بين الناس في المنطقة.

من الغذاء إلى الأجهزة

يتاجر هنري ماييندي وهو رجل أعمال أوغندي بالإلكترونيات، خاصة آلات التصوير والمعدات المكتبية. وعلى الرغم من أنه يستورد أحيانًا من دول مجاورة أخرى كالإمارات أو الصين، فهو يقول إن شراء السلع من كينيا، وهي إحدى دول حوض النيل، أسهل.

"أنا ببساطة لست مضطرًا لتحمل نفقات السفر الطويل ولا أدفع رسم التأشيرة. وبهذه الطريقة تزيد أرباحي". تقع كينيا على المحيط الهندي وبالتالي يسهل عليها استيراد سلع من مكان بعيد.

يعمل ماييندي في هذا المجال منذ عشر سنوات. وبفضل التكنولوجيا الحديثة، يرسل أحيانًا مالًا إلى شريكه في العاصمة الكينية نيروبي عبر نظام إم-بيزا. شريك ماييندي يرسل بدوره السلع التي يطلبها ماييندي.  

يتاجر اسماعيل سيبيكالي وهو رجل أعمال أوغندي بالأجهزة، إذ يشتريها من أوغندا ويبيعها في جنوب السودان، عابرًا بذلك نهر النيل مرتين: في أوغندا عند شلالات كاروما ثم في جوبا عند جسر جوبا. كما يبيع أحيانًا بضائعه في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يقول سيبيكالي: "أعمل في هذا المجال منذ قرابة خمس سنوات، وسأستمر فيه لأن جنوب السودان أشبه ببلدي الثاني".

يتاجر إثيان مونديكي وهو تاجر كونغولي بسلع عامة منها المواد المنزلية والغذاء والمشروبات التي يشتريها من العاصمة الأوغندية كامبالا ثم ينقلها إلى منطقة بونيا في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهو يقول إن الثقافة المشتركة كالطعام واللغة تجعل عمله أسهل.

لغة مشتركة في وطن ثاني

يقول مونديكي: "حتى عندما لا أفهم لغتهم الأصلية، فإنني أتكلم اللغة السواحيلية التي يفهمها معظم الناس في المنطقة".

ويتفق جان ماري هاكيزا رجل الأعمال الرواندي الذي يصدِّر أيضًا سلعًا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية مع مونديكي قائلًا: "أشعر أنني في بلدي عندما أكون في كامبالا، كما لو أنني في كيغالي تمامًا".

أشعر أنني في بلدي عندما أكون في كامبالا، كما لو أنني في كيغالي تمامًا.“

بيد أنه يستدرك بسرعة مشيرًا إلى التحديات: "يكمن التحدي الرئيسي في وجود بعض الموظفين الفاسدين على امتداد الطريق ممن يطلبون مزيدًا من المال عند ميزان الشاحنات".

لكن هاكيزا يقول أيضًا إن عمله يتأثر بتقلبات سعر صرف الدولار المستمرة، ما يخفض من أرباحه. ويتساءل أيضًا لِم يتعين على دول الجوار التي تتقاسم الحدود دفع رسوم التأشيرة، إذ على المسافرين من أوغندا أو جمهورية الكونغو الديمقراطية دفع 50 دولارًا للحصول على تأشيرة دخول مرة واحدة. ويسري الأمر نفسه على سكان أوغندا أو جنوب السودان عند اجتيازهم لكل دولة.

ومن جهة أخرى، فإن مواطني دول شرق أفريقيا (كينيا ورواندا وأوغندا) لا يتوجب عليهم الحصول على تأشيرة. ويقول كريستوفر موليندوا الذي يتاجر في المنتجات الحيوانية والخنازير إنه يبيع عادة علف الحيوانات والخنازير الصغيرة لتجار من دول أخرى في حوض النيل، وخاصة كينيا ورواندا: "ما يعجبني في تعاملي مع رجال الأعمال هؤلاء هو أنهم يفضلون الكَم، وهم بالتالي على استعداد لدفع أجر أفضل".

التجارة بين دول المنطقة لا تزال ضئيلة

يقول ماغاندا يوليوس واندار وزير شؤون شرق أفريقيا في أوغندا إن التجارة بين دول حوض النيل لا تزال في حدودها الدنيا وغير رسمية.

فمثلا، كما يفسر واندرا، فيما تعاني كينيا ورواندا مثلًا من عجز يبلغ 400 ألف طن متري من المنتجات الزراعية و150 ألف طن متري من الذرة، لدى أوغندا فائض قدره 137 ألف طن متري سنويًا.

يقول الوزير واندرا إن المنطقة حصلت على 6 ملايين دولار من منظمة كيليمو تراست التي تتخذ من شرق أفريقيا مركزًا لها وتهدف إلى تشجيع تنمية الأعمال التجارية الزراعية بغية الإسهام في تعزيز الإنتاج كمًا ونوعًا.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسقط المطر على سقف واحد فقط
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.