الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

ماذا بعد فشل قمة أديس أبابا؟ وأي مصير ينتظر أبيي؟

بعد فشل مباحثات قمة إديس أبابا أي مصير ينتظر شمال السودان و جنوبه؟ هل تقود هذه التوترات الى مزيد من الإحتراب والإقتتال أم أن للمجتمع الدولي دور في إخماد نيران الحرب ما بين الشمال والجنوب؟
25.04.2024
بعد كل المصافحات و الابتسامات... اتفق الرجلان ألا تفقا، و الأزمة مستمرة!
بعد كل المصافحات و الابتسامات... اتفق الرجلان ألا تفقا، و الأزمة مستمرة!

أكدت القوات المسلحة السودانية بقاءها في منطقة أبيي وقالت أنها لن تنسحب منها لأي سبب من الأسباب‪،‬ خاصة بعد أن بسطت سيطرتها التامة على المنطقة، وأشاعت الأمن والإستقرار. وجاء هذا الموقف لينفي ما نشر سابقا لجهة أن الشريكين توصلا إلى إتفاق خلال اجتماعات أديس أبابا يتم بموجبه إنسحاب القوات المسلحة من منطقة أبيي لتحل محلها قوات أثيوبية.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذه الأزمة هو ما الذي تمت مناقشته بالتفصيل في اجتماعات أديس أبابا؟ طالما أن الموقف الحكومي حول قضية أبيي مازال غامضاً وأن أزمة جنوب كردفان لم تتم مناقشتها بشكل مستفيض ولم يخرج  شيء عنها خلال المفاوضات التي جرت؟

لمزيد من المعلومات إقرأ : "حماقة جندي .. هل تعيد إشعال حرب ضروس في أبيي؟"

من خلال الرجوع إلى مواقف الطرفين خلال الأيام الفائتة، يتبين جزء من الحقيقة. الحكومة السودانية، وبعد دخول قواتها إلى أبيي، بدأت تصرح بأن القوات السودانية باقية في أبيي لحين الوصول الى إتفاق يمنع دخول الحركة الشعبية إلى المنطقة من جديد، ضاربة بذلك كل إتفاق حول هذه المنطقة.

من جهتها، أعلنت الحركة الشعبية موقفها بكل وضوح على لسان رئيسها الفريق أول سلفاكير ميارديت بأن لا تفاوض ما لم تنسحب القوات المسلحة من أبيي. و بالرغم من الموقفين المتشددين، أفلح ثامبيكي في إقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث نتجت عنها قمة أديس أبابا الرباعية التي جمعت ما بين البشير ونائبه سلفاكير ووسيط لجنة حكماء أفريقيا ثامبيكي والرئيس الإثيوبي ملس زيناوي.
 
أمر طارئ آخر أطل برأسه و فرض نفسه بقوة على المتفاوضين، تلك الأحداث التي دارت في ولاية جنوب كردفان والتي بدورها زادت من تعقيد الأمور أكثر فأكثر. الحكومة أرادت أن تهيئ الأجواء للوالي الجديد المشكوك في شرعية فوزه من خلال القيام بنزع سلاح الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان لفرض المزيد من السيطرة على منطقة أبيي. تلك التصرفات رأت فيها الحركة الشعبية خرقاً من جانب الحكومة وبالتالي قامت بالدفاع عن نفسها من أجل حماية سلاحها والحفاظ على وجودها في المنطقة التي تعتبرها منطقة مقفولة للحركة الشعبية.

"معارك جنوب كردفان... خنجر في صدر نيفاشا"

إندلاع النيران في ولاية جنوب كردفان فتحت أعين طرفي النزاع، وتحرك كل طرف يحمل معه أوراقاً للضغط، بخلاف الحلول المقدمة من لجنة الحكماء برئاسة ثامبيكي، وكان كل طرف يمني النفس بأن يجد رغبته في هذه القمة.
 
ما رشح بعد إنفضاض القمة هو أن المؤتمر الوطني برئاسة البشير لم يجد في القمة ذلك الإنتصار المنشود، فعادت تلك العبارات المتشددة والتي تقول ببقاء الجيش في منطقة أبيي طالما أنها أرض شمالية، و هنا تبخرت أحلام الوساطة القاضية بإحلال قوات اثيوبية محل الجيش السوداني.
 
الجنوب كان أكثر وضوحاً في وصف القمة بأنها قد فشلت لأنها لم توضح الخطوط العريضة لوضعية أبيي مثلما توقعتها، وبالتالي هذه التعقيدات جميعها أصبحت عقبة في طريق الوصول الى حل يرضى به أي طرف من الطرفين.

بعد فشل مباحثات قمة إديس أبابا أي مصير ينتظر شمال السودان و جنوبه؟ هل تقود هذه التوترات الى مزيد من الإحتراب والإقتتال أم أن للمجتمع الدولي دور في إخماد نيران الحرب ما بين الشمال والجنوب؟ سؤال قد يظل معلقاً في الهواء إلى وقت غير معلوم.