الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الصحفي بونيفاسيو تابان يتحدث عن تجربة اعتقاله وتعذيبه

بونيفاسيو تعبان
أطلق سراح بونيفاسيو تابان بعد 13 يوماً من الاعتقال في سجن ولاية بينتيو دون توجيه أية تهمة إليه. وهذا الصباح صرف من الخدمة في إذاعة بينتيو إف إم بقرار للتنفيذ الفوري.
الصحفي بونيفاسيو تعبان
الصحفي بونيفاسيو تعبان

أطلق سراح بونيفاسيو تابان بعد 13 يوماً من الاعتقال في سجن ولاية بينتيو دون توجيه أية تهمة إليه. وهذا الصباح صرف من الخدمة في إذاعة بينتيو إف إم بقرار للتنفيذ الفوري.

بعد مقتل أربعة من أنصار أنجيلينا جاني تيني بالرصاص يوم الجمعة 23 أبريل/نيسان 2010 في بينتيو، عقب إعلان المفوضية القومية للانتخابات عن فوز القائم بأعمال الحاكم تابان دينغ غاي في الانتخابات، قررتُ التقصي عن الخبر. ذهبت إلى مشفى بينتيو التعليمي حيث كان يعالج الجرحى الآخرين من المتظاهرين، على بعد 300 متراً فقط من محطة الإذاعة، الأمر الذي يسمح لي بمعرفة ما جرى في المظاهرة من المشاركين أنفسهم.

عند مدخل المستشفى التقيت الحراس الذين أعطوني الأذن بالدخول بعد أن أريتهم معداتي وهويتي كصحفي في إذاعة بينتيو. ولدى وصولي إلى الجناح الذي يعالج فيه الجرحى، أخرجت الكاميرا لالتقاط بعض الصور للمرضى بعد أن أخذت موافقتهم. عندها تقدم مني طبيب يدعى سابينا وصادر الكاميرا والمسجل وسلمهما إلى الأمن، في حين راح عناصر الكادر الطبي الموجودون يعترضون على الطبيب سابينا قائلين إنني مخول بما أقوم به بصفتي صحفياً وإنني معروف جيداً لدى موظفي المستشفى. لم يعر الطبيب انتباهاً لكل هذا، وقام عناصر الأمن باحتجازي في إحدى غرف المستشفى لمدة ساعة. وبينما كنت محتجزاً اتصل مديري، السيد مأمون ديو كاي من محطة إذاعة بينتيو إف إم لمعرفة أين أنا، وكل ما تمكنت من إبلاغه قبل أن يصادروا هاتفي، هو مكان وجودي. وعلى الفور أرسل المدير بعض زملائي من المحطة لمساعدتي، وعدت إلى المحطة دون معداتي. ولدى رؤيتي المدير أخبرته بما حدث فطلب من غاتولاك كاي، أحد زملائي، أن يتولى مسؤولية معداتي. واكتشفت فيما بعد أن السيد كاي كان يعمل أيضاً كعنصر أمن لصالح تابان دينغ غاي. ذهبت إلى البيت ذلك المساء، وقد صدمني ما جرى لي، لكنني عدت آمناً مع زوجتي وأسرتي.

بنيفاسيو تعبان في استديو اذاعة بنتيو اف ام
بنيفاسيو تعبان في استديو اذاعة بنتيو اف ام

صباح اليوم التالي، السبت 24 أبريل/نيسان 2010، ذهبت إلى العمل في الإذاعة في العاشرة صباحاً لأرى أن عناصر أمن الحاكم قد سبقوني وجلسوا ينتظرون وصولي ليعتقلوني. أوثقوا يدي خلف ظهري ورموني في سيارة البيك أب التي كانت معهم وأخذوني إلى مقر قيادة أمن الولاية. فقد تبين أن زميلي غاتولاك كاي كان قد أخذ المعدات والكاميرا إلى العميد تابان دينغ ليريه الصور التي التقطتها للمتظاهرين الجرحى. فأمر الحاكم عناصر الأمن بعد ذلك باعتقالي.

بعد أربع ساعات من الحجز في زنزانة، أخذوني إلى التحقيق. سألوني لصالح من أعمل فقلت لصالح إذاعة بينتيو إف إم كمذيع ولصالح موقع سودانفوتز كمراسل مستقل. لم يصدقوني وسألوني مرة ثانية وبدؤوا يضربونني على ركبي ومؤخرتي. حاولت أن أتكلم ولكن دون فائدة، وبعد أن ضربوني رموني ثانية في الزنزانة وسكبوا الماء علي حتى غطت الماء ملابسي وكامل أرضية الزنزانة.

وبينما كان يحدث كل هذا، كانت عائلتي تركض من مكان إلى آخر بحثاً عني، فهم لم يعرفوا مكان احتجازي. أخيراً عثروا علي في سجن شرطة بينتيو الواقع على ضفة النهر. بعد ذلك أحضرت زوجتي الطعام لي وسألت إن كان يمكنها أن تحل محلي في السجن بينما أذهب أنا كي أستحم وأبدل ملابسي.

استمر الضرب والاستجواب لمدة 13 يوماً. كانوا عادة يأخذونني إلى الاستجواب مساء. وكان معي في الزنزانة 4 مجرمين، اثنان منهم متهمين بالقتل.

بدون مساعدة عائلتي وبعثة الأمم المتحدة في السودان ومنظمة العفو الدولية وموقع sudanvotes.com، ربما ما كنت هنا لأروي ما حدث لي. أود أن أشكر بشكل خاص مسؤول حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في السودان بيلار كويستا والسيد كوامي اللذان واظبا على التحدث مع السيد مادوك داو، رئيس الشرطة في ولاية الوحدة، من أجل إطلاق سراحي. من الواضح أن اعتقالي كان بدوافع سياسية، فقد كان معي كل التصريحات اللازمة للعمل كصحفي في مستشفى بينتيو حيث عملت مرات كثيرة من قبل. وقد أكد السيد مادوك داو، رئيس الشرطة، الطبيعة السياسية لاعتقالي حيث أخبر بعثة الأمم المتحدة في السودان أن اعتقالي كان بطلب من الحاكم، لأني "كشفت للعالم فساد قيادته".

في هذا الصباح، الاثنين 10 مايو/أيار، ذهبت إلى مكاتب إذاعة بينتيو إف إم لمواصلة مهامي، لكي يخبرونني أنني صرفت من عملي بقرار للتنفيذ الفوري. إن استقلالية وسائل الإعلام في ولاية الوحدة لا زالت هدفاً بعيد المنال. وما زلت أنتظر استعادة الكاميرا ودفتر الملاحظات وكاميرا الفيديو، ولازلت أتلقى التهديدات بالقتل من كبار موظفي الأمن في ولاية الوحدة.

قيل لنا، نحن أبناء جنوب السودان، إن هدف الحكومة هو حمايتنا والدفاع عن حقوقنا. ولكن تجربتي تثبت شيئاً مختلفاً تماماً. لا خلاف لي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، أريد فقط أن أحصل على حقي بالعمل كصحفي مستقل في جنوب السودان.