الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

"قوى جوبا لم تستطع تحديد موقف مشترك من الانتخابات"

شن رئيس حزب المؤتمر السوداني في حوار معه هجوما حادا على قوى جوبا التي قاطعت الانتخابات أو قامت بما دعاه صفقات مع الحزب الوطني، واتهمها بأنها فضلت الحل الفردي في اتخاذ قرارتها.
ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني
ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني

حزب المؤتمر السوداني هو عضو أصيل في تحالف قوى إجماع جوبا وأحد المؤسسين لهذا التحالف. وعلى عكس موقف أحزاب المعارضة الرئيسية الخاص بمقاطعة الانتخابات، قرر الحزب المشاركة فيها، مما خلق إرباكاً وفتح مجالاً للتساؤل عما إذا كان تحالف جوبا قد انتهى تماماً بعد المواقف المتباينة لأطرافه. أجراس الحرية التقت رئيس حزب المؤتمر السوداني الأستاذ إبراهيم الشيخ وسألته عن دوافع المشاركة وهل يقبل حزب المؤتمر السوداني الدخول في الحكومة المقلبة وقضايا أخرى حول الإنتخابات ومواقف القوى السياسية فالى الحوار التالي: -

 

امنتم مع بقية أحزاب قوى جوبا على ضرورة تنسيق الجهود بين القوى السياسية للعمل سوياً للعبور بالسودان من هذه المرحلة الحرجة في تاريخه على حد وصفكم، لكن بعد ذلك شاركتم في الانتخابات فما هو دافعكم من المشاركة؟

حزب المؤتمر السوداني عضو أصيل في تحالف جوبا بل عضو مؤسس ونحن من أوائل الأحزاب التي إنخرطت في تحالف جوبا، ومنذ أن انفض المؤتمر في أكتوبر العام الماضي كان القرار بأن نخضع أمر الانتخابات لاشتراطات. وقد قلنا ساعتها يجب ان تكون الانتخابات حرة ونزيهه وحددنا له في نوفمبر كميقات نقيس عليه هل الناس داخلين في هذه الانتخابات أم لا؟ وجاء نوفمبر ولم تستطع قوى جوبا أن تحدد موقف قاطع من الانتخابات، تذبذبت المواقف حتى في أمر التسجيل نفسه، وتعاقبت الشهور والأيام الى أن بقي للسجل 48 ساعة ومازلت أذكر ذلك جيداً إنعقد إجتماع بدار الحزب الشيوعي وتباينت فيه الرؤى وتشتت وكان القرار بعد لأي جهيد أن الأحزاب تشارك في مسألة السجل، لكن المشاركة لم تتم بالمستوى المطلوب وبالرقابة المطلوبة وبدفع الناس كما ينبغي أو مناشدة الناس في أن تسجل، حصل حراك لكنه ليس حراكاً كافياً يمكن أن تطمئن قلوب الناس فيه لأمر السجل وكذلك على هذا المنوال تم إنجاز السجل والأحزاب كانت غائبة عن السجل برغم قرارها في إنها تشارك في السجل.

هل شاركت كل الأحزاب أم جزء منها فقط؟

كل الأحزاب قالت بأن الناس تشارك في السجل بدليل لو لاحظت عبر الصحف اليومية نزلت مناشدات ضعيفة بأن الناس يشاركوا في السجل في الأحياء وفي المنازل لكن المشاركة في هذه الأماكن لم تكن قوية. أيضاً تعاقبت الأيام وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الإقتراع وبدأ الجدل حول أن نشارك أو نقاطع أو نؤجل ، نحن من الأول في حزب المؤتمر السوداني قلنا نحن مع بقية الأحزاب لو قالت نشارك أولو قالت نقاطع أو لو قالت نؤجل. وشفنا قبل الانتخابات بأسبوعين أو عشرة أيام دعوة الأحزاب للتأجيل لحين استيفاء بعض الشروط الضرورية اللازمة لإقامة انتخابات حرة ونزيهة ورفعت مذكرة للمفوضية وجاء الرد....

الرد كان شنو؟

الرد كان ضعيفاً من المفوضية لأنها قالت في الموضوع الخاص بدارفور بأنها غير معنية بدارفور، ويمكن أن تلاحظ ذلك من خلال رد المفوضية الذي نشر في أكثر من موقع، الأحزاب قالت بأنها سوف تتخذ موقفها تأسيساً على رد المفوضية، وهنا أخلص الى حاجة أساسية هو أن الأحزاب تباينت رؤاها ولم تكن على موقف واحد، وشهدنا حزب الأمة الذى كان أكثر الأحزاب دعوة للتأجيل والمقاطعة في النهاية

لم يستطيع أن يقرر، وعندما وقع مذكرة رفعتها كل الأحزاب للمفوضية ولرئاسة الجمهورية قال الحزب هو مع التأجيل وعندما جاء الناس في الموقف الحاسم بتاع التأجيل، حزب الأمة قال هو غير مفوض

من قبل المكتب السياسي لاتخاذ مثل هذا الموقف وبالتالي هو محتاج يرجع للمكتب السياسي لأجل اتخاذ القرار. وعندما رجع الى المكتب السياسي بتاعو ولم يقرر المقاطعة أو الإستمرار ولا التأجيل لكنه رفع شروط ثمانية مشهودة ومعلومة للناس وقال بناءً عليها يتخذ موقف. وأنا في تقديري الشروط نفسها كانت شروط ضعيفة وخائبة ولم ترقى لحجم التحدي الماثل.

وكذلك لاحظنا موقف الاتحادي الديمقراطي الذي قرر في البداية سحب مرشحه لرئاسة الجمهورية ثم عاد ونكص على عقبيه وقال لا. أيضاً موقف الحركة الشعبية كان تغليبا للموقف الفردي، وكنا في إنتظار ما ستسفر عنه الإجتماع الحاسم، لكن من المطار شفنا ياسر وعرمان والأخ باقان إتخذوا موقف فردي علماً أنهم كانوا طرف أصيل في تحالف جوبا، وحتى التحالف أخذ تسميته على مدينة جوبا والتي هي مقر الحركة الشعبية الأساسي ،لكن الحركة الشعبية إختارت في ذاك اليوم الطريق بأن تسير لوحدها هذا التباين والخلافات والصراعات جعلتنا ننأى بنفسنا ونختار أن نشارك. وفي تقديرنا للمشاركة هو الشكل

الأمثل لفضح النظام وتعريته حتى لو حصل التزوير أيضاً المشاركة تجعلك لصيق بالجمهور وتجعل الجمهور لصيق بك أيضاً تجعل إنفعال الجمهور. المشاركة أقوى من المقاطعة للأسباب هذه نحن شاركنا والمشاركة جعلتنا شهود أعيان للموقف وأتاحت فرصة فضح برنامج المؤتمر الوطني والتبشير ببرنامجنا الداعي للتغيير والداعي لسودان جديد والداعي لبرنامج جديد يكون محل برنامج المؤتمر الوطني الذي حكم 21 سنة ولم يورث البلاد إلا الفقر والجوع والعطش والفساد.

كيف تقيمون المشاركة الآن؟ هل اتضح لكم خطؤها؟

إطلاقاً لم يتضح لنا خطأ المشاركة لماذا؟ لأن واحدة من أقوى الأسباب التي كانت تدفع الناس الداعين للمقاطعة أنو هذه الإنتخابات سوف تكسب المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية الشرعية وهو لا يستحقها، والشرعية التي يكتسبها ستضفي عليه نوع من الحماية من المحكمة الجنائية الدولية. نحن حقيقة نرى بأن هذه الأسباب لا ترقى للمقاطعة ولا تتوازى أو تتساوى مع المشاركة ونحن قررنا أن نشارك، وكنا نتصور بأننا نسهم في تنوير وتوعية الناس لما سيؤول اليه حال الوطن إذا ما قدر للمؤتمر الوطني أن يفوز مرة ثانية وبالذات في مسألة الوحدة والإنفصال، وكنا نريد أن نرفع وعي الناس بأهمية الوحدة وإنفعالهم بها وكذلك الفساد الكبير للمؤتمر الوطني ماكان من الممكن التعريف به إذا لم نقوم بتبصير الناس بحجم الممارسة التي يقوم بها هؤلاء الناس، والتبصير بحجم الموارد المتاحة والمنجز فعلاً على الأرض ونريد أن نبصر الناس بحقوقها.

أنا ذهبت في دائرة في شمال كردفان وجدت الناس فيها تعاني بشكل غير عادي في كل شئ من غياب المستشفي من غياب المدرسة من غياب الطريق من غياب الأكل والماء وأنا ذهلت من الوضع هناك، وتقدر تقول أن الناس مازالوا يعيشون في القرون الوسطى أو العصر الحجري تماماً لافرق أبداً وإنك لاتستطيع أن تقول لهؤلاء أنا أقاطع الإنتخابات عشان المؤتمر الوطني لايكتسب الشرعية أو عشان المحكمة الجنائية الدولية. الناس عرفت حقوقها وعرفت حقيقة المؤتمر الوطني وإستطعنا أن نكسر الرهبة المسيطرة على الناس لأن الناس يعتقدوا أن المؤتمر الوطني بعبع والناس الآن إستعادت بعضاً من ثقتها ونحن نتصور أننا كنا على حق بالمشاركة عكس الذين قاطعوا، والمقاطعة فعل وقرار له مابعده وأنا أتصور الذين قاطعوا غير مدركين مابعد هذه، ومابعد أيضاً تحتاج الى تعبئة الشارع، والمشاركة هي التي تتيح لك لأنك من خلال الحملة الانتخابية تعبئ الشارع وترفع درجة الوعي لدى الجماهير، لكن الآن سوف تصبح الفجوة كبيرة بين المقاطعين والجمهور ولأجل ردم الهوة تحتاج لوقت كان من المفترض في هذه كل الشوارع ممتلئة بالجمهور والحشود.

اذا طلبنا منك أن أن تقيم لنا هذه الانتخابات كيف تقيمها؟

حقيقة وجهة نظري فيها واضحة جداً، التزوير تمّ. كيف ونحن من البداية كنا على علم به؟ لكن نحن أحسنا الظن في الحبر، وأنا في اللحظة التي اتضح لنا أن هذا الحبر زائف وفاسد أنا خلاص تيقنت أن التزوير واقع لامحالة وتزوير منظم ومخطط بشكل جيد، والآن الربكة التي أمامنا بأن الصناديق غيروها وبدلوها وصوتوا في الأحياء وصوتوا بالأموات هذا ليس هو الواقع، لكن الواقع هو أنهم كان لديهم في أي سجل وفي أي مركز إقتراع من 300 الى 400 إسم وهمي وعشان كدا الرقم المهول للتسجيل كان رقماً زائفاً وليس حقيقيا بل الشئ الحقيقي هو أن لديهم مجموعات وهمية مسجلة موجودة في أي دفتر وعندهم أي إنسان تابع للمؤتمر الوطني وملتزم بنسبة 100% أخذوا له 40 بطاقة بعدد مراكز الإقتراع فلو كانت عضوية المؤتمر الوطني 300 بس ونحن عندنا 40 مركز لو في 300 أعضاء ملتزمين وسجلوا في الأربعين مركز فهم يساوون 12 الف شخص وبهذه الطريقة تستطيع أن تقيس حجم الفروقات الهائلة بين أعضاء المؤتمر الوطني وأي مترشح آخر لأن هذه المجموعات الوهمية إستطاعت أن تصل للصناديق لأنها لديها بطاقات تسجيل ولديها شهادات السكن من اللجان الشعبية تفيد بأنها من سكنة مركز الإقتراع المحدد، وبالتالي من الصعب جداً ضبطهم ومن الصعب مراقبتهم إلا إذا كانت هناك كاميرات في المراكز تسجل وجوه هؤلاء الناس وبخلافها ماكان هناك أي طريقة هذا تقيمي أنا للتزوير وكيف تمت الانتخابات.

اقرأ المقال في صحيفة اجراس الحرية

قرار المجلس المركزي للحزب والخاص بالمشاركة في الإنتخابات ألم يسبب لكم نوعاً من الإحراج مع بقية الأحزاب؟

قرار المجلس المركزي بالمشاركة في الإنتخابات كان قرار سابق لمؤتمرنا العام وجاء المؤتمر العام وأمن علي مشاركتنا في الإنتخابات، وهذه كانت واحدة من الأجندة السياسية الذي ناقشناه في المؤتمر العام هل نشارك في الإنتخابات أم لا وكان القرار قد أعطانا مساحة بأنو لو القوى السياسية كلها إتفقت على المقاطعة فنحن نقاطع، القوى السياسية فشلت بأن تشارك كلها أو تقاطع بدليل الحركة الشعبية شاركت والإتحادي الديمقراطي شارك والتحالف شارك ونحن شاركنا وبالتالي لم يحصل الإجماع المنشود وكان الإنتخابات أصلاً قائمة بالحركة الشعبية والاتحادي الديمقراطي نحن لم نقرر الإسهام في المشاركة في الإنتخابات، بل العكس هناك حزبين كبيرين الحركة الشعبية والإتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي، جميعهم شاركوا وبالتالي نحن شاركنا ومعنا التحالف.

بعد قيام الإنتخابات ونتيجتها ماهي الآليات المناسبة للمعارضة في المرحلة القادمة؟

النتيجة التي خرجت بها الإنتخابات وبالشكل الذي تمت به والتي أكدت فوز المؤتمر الوطني فوزا زائفا،هذه النتيجة لها العديد من النتائج على مستقبل السودان. فالمؤتمر الوطني بهذه النتيجة فقد وعيه بالمخاطر التي يمكن ان تنجم من هذه النتيجة أول هذه النتائج أصبح إنفصال السودان أمر حتمى بدون أدنى شك، وكذلك قضية دارفور إزدادت تعقيداً والعنف وارد أن يتفجر في مناطق كثيرة جداً لأن هذه النتيجة فيها ظلم وتزييف لإرادة الشعب وفيها تزوير هذه جميعاً قضايا يمكن أن تتفجر، والتصدي يكون كيف! أنا أتصور أن المعارضة لابد أن يكون بينها إتفاق كبير لكن الموقف رهن على معارضة ما قبل الإنتخابات، نقول أبشر بطول سلامة يا المؤتمر الوطنى.

هل تقصد بأن المعارضة القادمة لابد أن تكون قوية؟

نعم لابد من أن تكون المعارضة أقوى ولازم تكون هناك ومسيرات وتظاهرات وإعتصامات وعطاء ومن غير ذلك لا نستطيع أن ننجز تحول ديمقراطي ولا يتحقق وحدة السودان ولا نستطيع أن نمنع البؤر الملتهبة أن تتفجر لهيبا وحرائقا في كل أنحاء السودان.

كيف ترى صورة الوضع السياسي القادم ؟

حقيقة الوضع السياسي القادم صورة قاتمة جداً ،المؤتمر الوطني الآن يهيمن على مفاصل الدولة والخدمة المدنية ويهيمن على الجهاز التشريعي إن كان ولائي أو مجلس وطني بشكل كامل يتجاوز ال 90 % كذلك يسيطر على الجهاز التنفيذي بشكل كامل أي أصبح السودان رهينة في قبضة المؤتمر الوطني، وهي قوة أحادية قوة إقصائية قوة فاسدة تم إختبارها لفترة 21 سنة ولم ينل السودان منها إلا الخراب. الآن نحن ماضون نحو المزيد من الخراب والمزيد من الفساد والمزيد من الحروبات، والحركة أعلنت بأنها سوف لن تشارك في حكومة الولايات الشمالية بإستثناء حبال النوبة والنيل الأزرق بمعنى أنها تعد نفسها للإنفصال لأنها لم تكون راضية عن هذه النتيجة ومحمدعثمان الميرغني مستاء جداً من النتيجة بالرغم من أنه ضالع في شكل هذه النتيجة.

كيف تقول بأنه ضالع في شكل النتيجة وهو قد إنتقد الطريقة ومرشحه للرئاسة أيضاً قدم إعتراضه؟

لا نستطيع أن نعفي الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل هذا الحزب التاريخي الكبير عن مآلات النتيجة الحالية، لو إحتار هذا الحزب الكبير العملاق المواقف الواضحة والجلية منذ البداية لما كان الحال هو لما عليه الآن، الآن مجالس المدينة تتحدث عن مواقف الحزب الإتحادي الديمقراطي والموقف الأخير ماهو إلا نتاج لنكوص المؤتمر الوطني عن الصفقة التي عقدها مع الإتحادي الديمقراطي والتي جاءت بهذه النتيجة يبدو أن هناك ثمة إتفاقات كان يفترض أن تقدم عدد من مرشحي الإتحادي الديمقراطي الي البرلمان ولكن المؤتمر الوطني لم يلتزم بإتفاقه ويبدو أنه قرر المضي قدماً في حرق الإتحادي الديمقراطي الذي قدم نفسه أصلاً لقمة صائغة للمؤتمر الوطني أتصور بأن هذه النتيجة لانستطيع أن نقرأها جيداً إلا بأن الصفقة لم تتم كما خططت لها ولو أنك تقرأ صوت الرأي تجد كم هم شامتون على السيد محمد عثمان الميرغني على مواقفه السابقة للإنتخابات، هو خاض هذه الإنتخابات وفقاً لصفقة ووفقاً لأثمان مقبوضة وهذه نتيجة طبيعية لتلك الصفقة البائرة.

حزبكم أعتمد في المؤتمر العام الأخير تأييد محاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور. هل هذا الموقف من باب التكتيك السياسي أم موقف الحزب الثابت؟

هذا الموقف أصيل وإستراتيجي وليس تكتيكاً لأنه موقف له علاقة وثيقة جداً بخارطة طريق لحل قضية دارفور ،ودون أن تقيم العدالة لا يمكن أن تحقق السلام أو لا يمكن أن ترضي أهالي دارفور ولا يمكن أن تطمئن قلوبهم على أي سلام بدون هذه العدالة، وهم قد شهدوا كيف تغتصب نساؤهم وكيف يقتل الرجال وكيف تقصف القرى وبالتالي هم يريدون الذين قصفوا والذين قتلوا أن يحاكموا والمصالحة الوطنية وحدها لاتستطيع أن تقيمها لو لم تحاكم هؤلاء الذين أجرموا بحق أهل دارفور، وبالتالي موقفنا نحن موقف أصيل وإستراتيجي وليست فيه أي مناورة أو تكتيك.

الحديث الدائر الآن بعد مشاركة حزبكم والمؤتمر الشعبي في الإنتخابات يقود الى نتيجة مفادها أن تحالف جوبا قد إنتهى ولا وجود له. مارأيك في هذا القول؟

بقاء وزوال تحالف هو ليس رهين بمشاركتنا في الإنتخابات، لكن إذا أردنا أن نقول تحالف جوبا باق أو لا فان هذا يمكن أن يقاس على مواقف الأحزاب المتباينة قبل الإنتخابات، وقس الآن بعد الإنتخابات هذه الأحزاب الآن لا تستطيع أن تجتمع حتى تقرر مواقف واضحة ونحن ما زلنا متمسكين بتحالف جوبا.

طيب أنتم في التحالف ألم تضعوا خططاً مستقبلية للتعامل مع الإنتخابات وقبل وبعد؟

صحيح هذا التحالف لم يعد العدة لمواجهة كل الإحتمالات والتحالف نفسه الآن شهدنا قبل الإنتخابات كمية من الصفقات التي تمت داخله ونحن الحزب الوحيد الذي لم تكون لديه صفقة مع الحكومة ولا يكون له أي صفقة في المستقبل، نحن شاركنا وثبتنا لجماهير الشعب السوداني التي كنا فيها بأننا مع شعب السودان ونحن ضد المؤتمر الوطني بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض بعكس الآخرين الذين تغاضوا وتعاطوا مع الصفقات.

من هم الآخرين هل يمكن أن تشير لحزب بعينه؟

أكثر من حزبين أو ثلاثة أحزاب عقدت صفقات والآن الواقع الحالي هو حصاد الصفقات وليس حصاد مشاركتنا نحن.

هناك طرح يدعو لمشاركة الأحزاب التي شاركت في الإنتخابات في الحكومة المقبلة هل تشاركون في هذه الحكومة المرتقبة؟

لماذا نشارك ؟وماذا نفعل بالمشاركة ؟وقد رأينا بأم أعيوننا مصير كل الذين شاركوا مع المؤتمر الوطني بدءاً من الحركة الشعبية مروراً بمني أركو مناوي وإنتهاء بنهار ومسار. ماذا نفعل بالمشاركة مع غول؟ مثل المؤتمر الوطني غاية همه وغاية فكره ومخططاته أن يجذب المعارضين الرافضين لخطه وفكره لمائدته وسرعان ما يلفظهم ويجعلهم مجموعات لا وزن لها ولا قيمة أنظر كيف إنتهى الرجل قائد قوات التجمع بعد أن صار وزيراً في حكومة المؤتمر الوطني كيف إنتهى وأين هو الآن ؟ماذا كل الذين شاركوا ؟ناس التجمع عندما دخلوا في برلمان المؤتمر الوطني ماذا فعلوا؟ وماذا فعل كل الذين شاركوا بإتفاق أو غير إتفاق وبصفقة أو غير صفقة ؟نحن لسنا آل بوربون لم ينسوا شئ ولم يتعلموا شئ نحن نتعلم ولا ننسى.

قضية دارفور بل قضية السودان هل تعتقد أن المؤتمر الوطني قادر على حلها في المرحلة المقبلة؟

الذين يصنعون الحروب لا يستيطعون أن يأتوا بالسلام وفاقد الشئ لا يعطيه والمؤتمر الوطني هو الذي صنع الحرب في دارفور والآن بعد سبعة سنوات من إندلاع الحرب هو يعجز تماماً أن يأتي بالسلام وكل الذين عقد معهم إتفاقات مثل مني أركو مناوي الآن مستاؤون ومتململون وسيعودون عاجلاً أو آجلاً الى الحرب، والمنحى والمنهج المتبع الآن في الدوحة لن يفضي الى سلام حقيقي بل غاية ما يفلح فيه المؤتمر الوطني أن يعقد صفقة أيضاً مع حركة العدل والمساواه ويأتي بهم الى القصر ولكنه لن يفلح أن يحقق سلام مستدام في دارفور لأن السلام في دارفور مربوط بالتنمية المستدامة أيضا ومربوط بجل مشكلة الحواكير ومربوط بحل مشكلة الثروة والسلطة وبالتعويضات ومشاكل النزوح والجوء وهذه جميعها تحتاج الى موارد لكن المؤتمر الوطني شحيح.