دائرة الدورشاب: موظفون مع الناخبين خلف الستار

نتعامل بطريقة السودانيين. بهذه الكلمات أجاب رئيس مركز الانتخابات بالدائرة 25 الدروشاب أسماء بنت أبوبكر 12 علي سؤالي عن أسباب تواجد أحد الناخبين في غرفة الاقتراع بعد خروجه وكان بصحبته أحد الأشخاص قال لي رئيس المركز أنه من أعضاء اللجان الشعبية .

وكان سؤالي هل يسمح القانون بعودة الناخب إلي غرفة الاقتراع بعد خروجه لأنه لم يعرف كيف يصوت ؟ أو لأي سبب آخر؟ فجاءت إجابته نحن نتعامل مع الأمر بطريقة السودانيين مبررا ذلك بمراعاة بعض الظروف مؤكدا علي أن هناك ناخب أخذ في عملية التصويت حوالي ثلاثة أرباع الساعة وهو ما أكدته الوكيلة عن مرشح حزب قوي الشعب العاملة، في حين أن قرار مفوضية الانتخابات حدد زمن عملية الانتخاب بين أربعة إلي خمسة دقائق. ومن خلال الحديث الذي دار بينا وضح أن هناك مشكلة في معرفة الوكلاء بالمسموح وغير المسموح به من خلال عملية الاقتراع كما عبر عدد منهم عن استيائه لعدم معرفة كثير من الناخبين للطريقة التي يتم بها التصويت .

بل إن وكيلة حزب قوي الشعب العاملة لفتت انتباهي إلي أن احدي المرشحات لم تؤشر في ورقة التصويت علي المرشحين الذين تنوي التصويت لهم ووضعتها في صندوق الاقتراع مثلما استلمتها .

طريقة التصويت مكشوفة

مراقبة انتخابات من السودان

ما توقعته هو أن يكون هناك ستارة تضمن للناخب خصوصيته أثناء التصويت. لكن لم يكن هناك ستارة بل رأيت مجسما خشبيا بدائيا للغاية له أربعة اتجاهات بمعني أنه يسمح بمشاركة أربعة ناخبين في وقت واحد، بمعني أنك يمكن أن تشاهد من مكانك عملية التصويت كما فعلت وكيلة مرشح حزب قوي الشعب العاملة في الحالة المذكورة أعلاه .

وقد لاحظت أيضا بعض التجاوزات الواضحة والتي تشكك في نزاهة العملية كما توضح بعض الصور المصاحبة للمادة بوجود موظفي الاقتراع خلف ستار الاقتراع مع عدد من الناخبين رغم أن القانون يمنع نهائيا تواجد أي شخص سوي الناخب خلف الستار .

وذات الصورة المذكورة وجدتها في الغرفة الثانية المخصصة للاقتراع من داخل مركز الدائرة 25 الدروشاب تواجد موظف الاقتراع أو رئيس المركز الذي كان يتنقل بين الغرفتين مع بعض الناخبون خلف (الستارة) في تجاوز واضح .

إقبال ضعيف

حتي منتصف نهار اليوم الاول في الانتخابات بدائرة الدروشاب 25 لم يكن الاقبال بالشكل المتوقع وهو ما أكده لي رئيس المركز بقوله أن عدد الناخبين حتي تلك اللحظة لم يتجاوز المائة ناخب. وقد وضح ذلك من خلال صفوف الناخبين ومع ذلك افتقد اليوم للتنظيم المطلوب فقد كان يتواجد داخل غرفة الاقتراع في وقت واحد مابين 10 إلي 8 ناخبين الشيء الذي وصفته الوكيل عن مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي في حديثه معي بعدم التنظيم الذي جعل المتابعة أو المراقبة صعبة للغاية .

احتجاج ومنع

المراقبة الوحيدة التي وجدتها في هذا المركز كانت من المراقبين المحليين اسمها عواطف عثمان سيداحمد من المنظمة الوطنية لمدربي حقوق الإنسان بعد معرفتها بمهمتي أخبرتني بأنها منعت من الدخول لمركز الاقتراع بحجة عدم وجود خطاب من المفوضية الشيء الذي تطلب منها الاتصال بالمفوضية ليسمح لها بعد ذلك بالدخول لمراقبة الموقف بعد مرور حوالي الساعة علي بدء الاقتراع. وأضافت الأستاذة عواطف أن أول المشاكل التي ظهرت تأخر البدء في عملية الاقتراع حوالي ساعة فبدلا من أن يبدأ الساعة الثامنة بدأ التاسعة صباحا، وهو ما اتفق معها فيه الناخب عمر علي مضيفا بأن التأخير خلق حالة من الاحتجاج بين الناخبين الذي جاؤوا منذ وقت مبكر ولم يستقر الوضع إلا بعد الاقتراع .

وكلاء ومرشحون ومراقبون

مركز إنتخابات الدائرة 25 بالدروشاب يتكون من غرفتين وضح من خلال تحركي بين الغرفتين أن الحزبين المتلزمين بتواجد وكلاء عن مرشحيهم هما حزب المؤتمر الوطني وحزب قوي الشعب العاملة في الغرفة الاولي لم يتواجد سوي وكيل مرشح المؤتمر الوطني ووكيل مرشح حزب قوي الشعب العاملة ولايوجد وكلاء لبقية الاحزاب والمستقلين .

في الغرفة الثانية زاد عدد الوكلاء لأربعة بجانب الوطني وقوي الشعب العاملة يوجد وكيل عن مرشح حزب الامة الاصلاح والتنمية والحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل ولاحظت أيضا عدم وجود مراقببين محليين أو اجانب .

صناديق الاقتراع في أوضاع مختلفة

وضح من خلال العملية الانتخابية بالمركز المذكور أن استعدادات المفوضية لعملية الاقتراع ضعيفة للغاية ويؤكد ذلك الترتيبات التي تمت سواء كان في طريقة الدخول، حيث تكدس الناخبون بطريقة تفتقد إلي التنظيم عند مدخل الغرفة بجانب المجسم الخشبي البدائي لما يفترض أنه (ستارة) تحجب الناخبين. وحتي صناديق الاقتراع تم التعامل معها في الغرفتين بعشوائية فنجد في إحدى الغرف يوجد صندوق اقتراع علي الأرض وفي الغرفة الاخري كل الصناديق الثلاثة علي الأرض .

حركة الشارع في المنطقة

من خلال تجولي في المنطقة لاحظت هدوء الحركة في الشوارع وهو ما سببه أصحاب بعض المحلات التجارية بأن اليوم يوم عمل عادي وبالتالي تقل الحركة في ولكن هذا الهدوء لم يتوقف عند حدود المنطقة واستمر معي حتي وصولي لموقع الصحيفة فقد كانت الشوارع شبه خالية بصورة ملفتة للانتباه رغم أن اليوم يوم عادي لم يتوقف فيه العمل ولم تغلق الأسواق وهو ما فسره البعض بأن الغالبية لم تنفذ القرار الحكومي القاضي بعدم إعطاء العاملين إجازة في أيام الانتخابات الثلاثة واعتبارها أيام عمل عادية.