الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مؤيدو الحركة الشعبية لتحرير السودان وأزمة الولاء

باسكال لادو
أثار نبأ استقالة ياسر عرمان موجة من الإرباك لدى مؤيدي الحركة الشعبية في جنوب السودان كما يرى باسكال لادو في تعليقه التالي.
صورة انتخابية لياسر عرمان في جوبا
صورة انتخابية لياسر عرمان في جوبا

أثار نبأ استقالة ياسر عرمان موجة من الإرباك لدى مؤيدي الحركة الشعبية في جنوب السودان. وكانت الحملات السياسية قد تركت تأثيراً عميقاً في نفوس سكان الأرياف، الذي يعانون حالة إرباك حول الإدلاء بأصواتهم و التعبير عن خيارهم في أول مناسبة تتاح لهم للتعبير عن خيارهم الانتخابي. لذلك فقد وقع الشعب في أزمة حقيقية وحالة من الإرباك إزاء نبأ انسحاب مرشح الحركة ياسر عرمان، الذي انتشر في كافة أنحاء جنوب السودان. والأمر أكثر سوء في القرى القاصية التي لا تملك أجهزة راديو أو تلفزيون للحصول على آخر الأنباء.

ولم تلق تبريرات الانسحاب التي خرجت بها الحركة الشعبية الكثير من الارتياح لدى العديد من مؤيدي الحركة. وقد أعلنت الدكتورة آن إيتو، نائبة الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الخميس الماضي أن الحزب سيشارك بصورة كاملة في الانتخابات البرلمانية القادمة. غير أنها لم تقدم أية توضيحات حول المرشح المطروح للتصويت.

د. آن إيتو تتحدث خلال المؤتمر الصحفي للحركة
د. آن إيتو تتحدث خلال المؤتمر الصحفي للحركة

من الطبيعي أن يسأل الشعب في هذا الوقت عن المرشح الرئاسي الذي سيصوتون لصالحه . ولن يفهم الشعب الظروف التي أدت إلى استقالة عرمان.

" لمن سأصوت؟" ، قال أحد الموالين في شوارع جوبا. وقال آخر: " لا أعرف لمن سأمنح صوتي الآن." وعبر عن رغبته في أن تزال صور ياسر عرمان . " ما هو جدوى الإبقاء على صوره ، بينما يخبرنا أن لا نصوت لصالحه الآن" ، أضاف قائلاً . " إن عليهم إزالة صوره." كما أن هناك أشخاصاً أسعدتم استقالة عرمان ، لأنه من الشمال وربما يكون ميالاً للوحدة بدلاً من الانفصال. ويفسرون ذلك على أنه نجاح لاستقلال جنوب السودان ، إذ أن انتخاب عرمان من شأنه أن يستقطب أبناء الجنوب لصالح قضية الوحدة.

وقد أصبحت قضية الاستقالة أحد المواضيع الرئيسة المطروحة للنقاش على شبكة الإنترنت، لمن يُتاح لهم الدخول إلى الشبكة. ويقضي الشباب الآن جُل وقتهم على الشبكة الاجتماعية مثل الفيس بوك وسودان تربيون وسودان فوتس لغرض مناقشة آخر المستجدات.

وعندما تحدثت إلى مؤيدي الحركة الشعبية بالأمس في شوارع جوبا ، كان هناك عدد كبير بين هؤلاء المؤيدين ممن وصفوا العملية بأنها سياسة غير ناضجة من جانب الحركة الشعبية . بينما وصفها البعض الآخر بأنها تعبير عن الخوف من منافسة البشير. وقالوا بأن من المفترض أن يجري الانسحاب في وقت أبكر. وهناك أيضاً من يرى بأن القرار لا ينسجم مع الاتفاقية التي أُبرمت مع لجنة الانتخابات الوطنية. وعلى سبيل المثال ، كما أشار محررو شبكة سودان فوتس ، كانت لجنة الانتخابات قد حددت الثالث من شباط ( فبراير) 2010 آخر موعد لانسحاب المرشحين .

 

اضغط هنا لمشاهدة المقال الافتتاحي لموقع سودان فوتس

 

وهذا يعني أنه حتى لو يتمكن الناس من التصويت لصالحه ، سيظل اسمه موجوداً على ورق الترشيح الأسبوع القادم. ويتساءل الكثيرون : أية قوة تستطيع الآن أن تستعين بها لجنة الانتخابات الوطنية كي تحول دون انسحاب عرمان؟ ورغم أنه وقع على اتفاقية ، هل يُمكن أن يؤدي انسحابه إلى مثوله أمام القضاء بسبب خرقه الاتفاق؟

عندما تحدثت إلى مناصري حزب الحركة الشعبية بالأمس في شوارع جوبا ، وصف العديد ممن قابلتهم الانسحاب بأنه يفتقر إلى النضج السياسي من جانب الحركة، في الوقت الذي وصفه آخرون بأنه خوف من منافسة البشير.

إنني أعتقد في نهاية المطاف بأن انسحاب ياسر عرمان يشكل ضربة طالت مصداقية المكتب السياسي للحركة ، كونها ، كما أعلمونا، أعلى هيئة في صنع القرار لدى الحركة. وقد بدأ الناس الآن يشكون في مقدرتهم القيادية. كما أنهم تعرضوا للانتقاد بسبب ترشيح قياديين يناسبون أولوياتهم السياسية بدلاً من تلبية مصالح الشعب. وربما كان ذلك هو السبب الذي يُفسّر شعبية المرشحين المستقلين. وخلال شهر شباط ( فبراير)، وافق أمين عام الحركة باغان آموم على ذلك أثناء استقباله المرشحين المستقلين بهدف إقناعهم على الانضواء تحت راية الحركة . وقد اعترف في وقت لاحق بأن تسمية مرشحي الحركة الشعبية لم يتم على نحو سليم.

 

وإذا ما رغبت الحركة استعادة ثقة المؤيدين ، فإن عليها أن توضح للشعب وعلى وجه السرعة كيفية التصويت هذا الأحد. وحتى ذلك الحين، سيظل مؤيدو الحركة على المستوى الشعبي في حالة إرباك شامل. وهم الآن بحاجة إلى توضيح عاجل لهذه المسألة.