الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

نطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان بتوضيح موقفها حول مستقبلنا!

الصحفية انا نمريانو نونو تنتقد في تعليقها قرار الحركة الشعبية الانسحاب من السباق الرئاسي.
الغروب فوق منطقة الحاج يوسف ، أكبر مناطق النازحين في الخرطوم
الغروب فوق منطقة الحاج يوسف ، أكبر مناطق النازحين في الخرطوم

قام المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان بسحب مرشحه الرئاسي ياسر عرمان بتاريخ 31 آذار 2010 . وقال الدكتور ريك ماشار بأن الأسباب الكامنة وراء الانسحاب تتلخص في الحرب الدائرة في إقليم دارفور وما سماه "المخالفات العديدة" التي طالت العملية الانتخابية. وأضاف أن قرار الانسحاب جاء بناء على طلب من المهجرين المحليين داخل دارفور ، والذين طالبوا الحركة الشعبية بسحب مرشحها الرئاسي، حيث يتوقعون أن تكون الانتخابات القادمة مفتقرة للنزاهة والحرية. كما اتهم الدكتور جيمس واني إيغا، رئيس البرلمان التشريعي لجنوب السودان حزب المؤتمر الوطني مرات عديدة بعدم تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، طبقاً لما اشتُرط عليه. وقد اشتكى من عدم تخصيص وقت كافٍ لأحزاب المعارضة للظهور على شاشات التلفزيون.

غير أن الحقيقة هي أن كافة الأحزاب كانت قد مُنحت خلال الشهر المنصرم ساعة واحدة لكل منها من أجل الإعلان عن برنامجها الانتخابي. لذلك فإن الأسباب التي أوردها المكتب السياسي لحركة تحرير السودان كانت على ما يبدو تمهد لسحب السيد ياسر عرمان من السباق الانتخابي.

قبل أقل من أسبوع على بدء الانتخابات ، يترتب على الحركة الشعبية لتحرير السودان أن تقدم توضيحاً للشعب اليوم، ودونما إبطاء.

وإن استخدام عبارة " على ما يبدو" ناجمة عن أنني أحد مؤيدي الحركة ، لكنني أرغب في الحصول على استفسار يخص القرار الذي تم اتخاذه ، لاسيما وأن الانتخابات الآن على الأبواب.

ومن خلال استطلاع رأي الناس في الشارع السوداني ، أرى أن هناك شعوراً بالاستغراب والإرباك داخل صفوف الشعب السوداني ، إذا أن الوقت غير مناسب لاتخاذ قرار كهذا من جانب حركة تحرير السودان في الساعات الأخيرة من انطلاق الانتخابات الرئاسية.

إن هناك العديد من المهمشين في الشمال والجنوب ، الذين أصبحوا جاهزين للإدلاء بأصواتهم وقدموا ولائهم لمرشح الحركة ياسر سعيد عرمان. وعند التوقيع على اتفاقية السلام الشامل عام 2005 من جانب الحركة الشعبية ، اتُفق على تمكين السكان المهمشين من اتخاذ قرارهم بأنفسهم. وقد وفر ذلك للحركة الشعبية آمالا كبيرة في أن تكتسب صفة الحزب الذي سيعمل على تغيير السياسات الراهنة في البلاد. وخلال زيارة أفراد الحركة للمناطق الريفية في جنوب السودان ، قاموا بشحن الشعب هناك بالثقة والأمل ، وبشكل خاص قاطني الأرياف وزرعوا في أذهانهم أنهم الحزب المأمول من أجل التغيير والعدالة والمساواة. وإزاء تلك الوعود والثقة ، كيف سيتسنى لهم في هذه الساعات الأخيرة أن يطلبوا من مؤيديهم تغيير أفكارهم حيال دعم مرشحهم الرئاسي؟ إن القرار الذي اتخذته الحركة الشعبية لا يُعد قراراً شعبياً ، وإنما قرار أناني مُسيّس .



أشار المبعوث الأمريكي إلى السودان سكوت غريشن إلى أنه من المفترض أن يشارك حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في الانتخابات حتى النهاية ، التزاماً منه بوثيقة اتفاقية السلام الشامل التي تم التوقيع عليها.

وقبل أقل من أسبوع واحد على بدء الانتخابات، يترتب على الحركة الشعبية أن تقدم توضيحاً للشعب اليوم ودونما تأخير! وإلا فإن الطبقات المهمشة التي تنادي الحركة بتمثيلها سوف تفقد الأمل والثقة ، مما يؤدي إلى عواقب سياسية كارثية بالنسبة للحركة وجنوب السودان بأكمله. وليس هناك من هو بحاجة إلى التذكير.