الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الانتخابات في ولاية النيل الأزرق – اشتداد في المنافسة واهتمام بتثقيف الناخب

جولة في عاصمة ولاية النيل الأزرق ومحلياتها تكشف عن اهتمام ملحوظ بالانتخابات وبتثقيف الناخبين بإجراءاتها.
حمى الانتخابات وصلت إلى مدن ولاية النيل الازرق
حمى الانتخابات وصلت إلى مدن ولاية النيل الازرق

حمى الانتخابات في ولاية النيل الأزرق تسير بوتيرة متصاعده وصور المرشحين تملأ الشوارع وواجهات المحلات. وحتى جذوع الأشجار الكبيرة أصبحت مكاناً مناسباً لوضع صور المرشحين عليها، ويبدو أن تساوي الفرص بين المرشحين، موجود في الدمازين أكثر مما هو موجود في الخرطوم، إذ يمكن للناخب في الدمازين التعرف على كل المرشحين من خلال جولة قصيرة في شوارع وأزقة المدينة، حيث يشاهد صورهم وبرنامجهم الانتخابي.

لكن يتغير الوضع عندما تذهب الى المناطق البعيدة من مركز المدينة. ففى مدينة الكرمك، لا تجد أي صورة لمرشح آخر بخلاف صورة مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ما لك عقار أير، إذ تملأ صوره كل أنحاء المدينة، بل قبل أن تدخل الى مدينة الكرمك، تشاهد الصور على جذوع الأشجار.

المرشحين وحظوظهم

مالك عقار مرشح الحركة الشعبية اوفر المرشحين في فرص النجاح
مالك عقار مرشح الحركة الشعبية اوفر المرشحين في فرص النجاح

ثلاثة مرشحون من العشرة المتنافسين على منصب الوالي هم مرشحون مستقلون، وهم بكاش طلحة إبراهيم، والصابر النصرى محمد أحمد الذي انشق على الحركة الشعبية لتحرير السودان، وإبراهيم محمد التوم إسماعيل. اما المرشحون الباقون فهم يمثلون أحزاباً سياسية، وهم مالك عقار إير قندوفا حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو المرشح الأكثر حظاً بالفوز، حسب أحاديث الكثيرين من الذين سألتهم عن المرشح الذى يحظى بشعبية. وكانت إجابة نسبة كبيرة من الذين تحدثت معهم هي أن مالك عقار قد أحدث التنمية في المنطقة أكثر من سواه. وقال أحد المواطنين لم يذكر اسمه بالكامل ’’أن مالك عقار يعرف المنطقة وأهلها منذ أن كان معلماً، وهو كثير التواجد وسط أهله، وما يجرى الآن من تنمية واستقرار في مدينة الدمازين هو بفضل مالك عقار، ولا يمكن لأي مرشح آخر أن يحقق له الأمن والاستقرار أكثر منه".

والمرشح الآخر المنتمي لحزب سياسي هو مرشح المؤتمر الوطني، وهو أيضاً من أبناء النيل الأزرق، وربما يكون منافسا قوياً لمرشح الحركة الشعبية، حسب قول أحدهم. وعندما سألته عن السبب قال لى "الناس فقراء، والمؤتمر الوطنى يملك كل الثروة فى البلاد، وربما تدخل فى تغيير ولاءات الناس، فى حالة إستخدامها". والمرشح الحزبي الثالث هو مرشح حزب الأمة الفدرالي، واسمه عبد الرحمن أبكر آدم ساجو من أبناء الدمازين، وربما يراهن على قبيلته الكبيرة المتواجدة فى الولاية. حزب الأمة القومى أيضاً له تواجده فى النيل الأزرق من من خلال مرشحه عصام محمد البشير أحمد، وكذا الحال حزب المؤتمر الشعبى متواجداً عبر مرشحه أنور جبارة بابكر جبارة.

ومن المرشحين الذين يراهنون على إثنيتهم، النذير فضل الله عمر آدم والذى يمثل حزب جنوب وشمال الفونج، وحسين أبينى محمود أحمد الذى يمثل حزب الفونج القومى. وبشكل عام فإن الموقف الانتخابي في الولاية هو أكثر وضوحا حتى من العاصمة القومية الخرطوم، التي ما زالت الصورة فيها غير واضحة للناخب.

تثقيف الناخبين بالعملية الانتخابية بالنيل الأزرق

داؤد إدريس داؤد من المركز الإستراتيجى للدراسات الثقافية والاجتماعية
داؤد إدريس داؤد من المركز الإستراتيجى للدراسات الثقافية والاجتماعية

ووسط التعقيدات الكبيرة التي تحيط بالعملية الانتخابية تساءلت عن كيف يمكن للناخب في ولاية النيل الأزرق أن يصوت دون أن يحدث خطأً فى بطاقات التصويت الكثيرة التى خصصت للعملية الانتخابية القادمة. ووجدت أحد موظفي المنظمات الأجنبية التي تعمل على تثقيف الناخبين، اسمه داؤد إدريس داؤد، يعمل في منظمة اسمها المركز الإستراتيجى للدراسات الثقافية والاجتماعية، والذي بدوره قال ’’أن المركز يعمل من أجل أن يعرف المواطن كيف يختار. وتجري الانتخابات في الولايات الشمالية على ثمانية مستويات، بدءاً من المستوى الأول الخاص بانتخاب رئيس الجمهورية، ثم يأتي المستوى الثاني، انتخاب الولاه وعضو المجلس للدائرة، وعضو المجلس قائمة المرأة، وعضو المجلس القائمة الحزبية، وعضو المجلس الولائى بالدائرة، وعضو المجلس التشريعى لقائمة الحزب، وعضو المجلس الولائى لقائمة الحزب. هذه هي المستويات الثمانية, التي يجب على الناخب أن يصوت عليها.”

ويمضى داؤد فى القول إن هذه العملية معقدة جداً بالنسبة للناخب لكن التبسيط فى هذه العملية يكمن فى استخدام الرموز. والمفوضية عملت طاولة لكل مستوى من المستويات الثمانية، وما على المواطن إلا التركيز على الرموز. وتعد الأصوات تالفة إذا صوت الناخب فى مكان غير المكان اللائق. ويمضي داؤد في القول إن مؤسسته تقوم بتثقيف المواطن من خلال التركيز على الرموز، ونحاول أن ندرب مجموعة ونقيس مستويات النجاح، وهم بدورهم يقومون بتدريب الناس الآخرين.

وأشار داؤد الى أن مؤسسته اتبعت في تثقيف الناخبين برنامج المسرح المتجول، حيث يقومون بتوضيح العملية الانتخابية للمواطنين فى الأطراف من خلال لغاتهم ولهجاتهم المحلية، وقال "نحن بدأنا هذا العمل من مرحلة التسجيل من خلال برنامج موبايل سيتا والمسرح الجوال”.

وتخوف داؤد من أن ثمة مشكلة تواجه ولاية النيل الأزرق في الانتخابات القادمة المقرر لها شهر أبريل، حيث يتزامن هذا التوقيت مع موعد هطول الأمطار، والتى تعيق من حركة تنقل المواطنين، لكنهم كمنظمة يستطيعون تغطية كل الدوائر الجغرافية, دون أية مصاعب.

يبدو أن الانتخابات في ولاية النيل الأزرق يحظى بالاهتمام، من قبل الجهات المسؤولة من حيث الإعداد والتثقيف، وهذا ما تبين لنا خلال جولتنا في الولاية ومحلياتها، الأمر الذي يحسب إنجازاً.

آدم أبكر من ولاية النيل الأزرق