الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مواطنون أوغنديون ينتقدون الجيش الوطني لقتاله في جنوب السودان

أبرهام داليانق ماكر
كمبالا - انتقد أوغنديون تورطَ جيشهم في الصراع الدائر في جنوب السودان معتبرين إياه هدراً خطيراً للموارد، في حين أسماه بعض سكان جنوب السودان استعماراً.
قوات عسكرية أوغندية في مطار جوبا الدولي لدى وصول الرئيس موسيفيني، 30 ديسمبر 2013.
قوات عسكرية أوغندية في مطار جوبا الدولي لدى وصول الرئيس موسيفيني، 30 ديسمبر 2013.

في أعقاب تصاعد العنف السياسي في جوبا، تعاون الجيش الأوغندي مع جيش جنوب السودان في قتال القوات المتمردة الموالية للنائب السابق للرئيس ريك مشار. لكن هذه الخطوة واجهت انتقاداً واسعاً في أوغندا من المواطنين ومن حزب المعارضة على حد سواء.


قابريل تابازي.
© النيلان | أبراهام داليانق ماكر

يقول قابريل كتابازي، وهو رجل أعمال في عنتيبي، حاثاً بلده على المساعدة في التوسط عوضاً عن الانخراط في الاقتتال الداخلي في جنوب السودان: ”إننا قلقون لأن أبناءنا يقتلون في معركة لا يمكن أن تفيدنا على الإطلاق. ما الذي نكسبه من سياسات خارجية كهذه غير صنع مزيد من الأعداء لبلادنا؟“

ورددت المعارضة الأوغندية الرئيسية متمثلة بمنتدى التغيير الديمقراطي احتجاجها متهمة الحكومة بشن عملية تدخل أجنبي لا داع لها.

وكان وافولا أوغوتو الناطق باسم المعارضة قد قال لصحيفة ريد بيبر اليومية المحلية في وقت سابق من شهر يناير بأن ”هذه السياسة كلفت البلد غالياً على صعيد الموارد البشرية والأموال والعتاد“، متهماً الحكومة بتنفيذ ما وصفها بالسياسات الأجنبية العدوانية الكارثية والهجومية.

ويخشى السكان المحليون أيضاً من هجمات قوات المتمردين الانتقامية على الأوغنديين.

وقالت شيبراه نازيكي إحدى سكان كاويمبي في كمبالا إنها تخشى من استهداف المقاتلين المتمردين للأوغنديين في جنوب السودان، مشيرة إلى أنه كان يتعين على أوغندا اتخاذ موقف حيادي مثل موقف كينيا وغيرها من البلدان المجاورة لجنوب السودان.

وتتمتع أوغندا بسجل كبير من التدخلات العسكرية العدوانية في المنطقة. وتشير تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن أوغندا أرسلت 40-45 ألف مقاتل إلى الصومال بين عامي 2007 و2011.


 شيبراه نازيكي.
© النيلان | أبراهام داليانق ماكر

كما أن معظم جنود بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال أوغنديون. وفي الوقت نفسه، أرسلت أوغندا قواتاً عسكرية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما يبدو أنه لملاحقة جيش الرب للمقاومة.

ويشعر كثير من الأوغنديين بالقلق من ارتفاع حصيلة الإصابات أو القتلى بين الجنود الأوغنديين في ساحات القتال في جنوب السودان.

لكن العقيد بادي أنكوندا المتحدث باسم الجيش الأوغندي حاول تهدئة تلك المخاوف حيث كتب في تغريدة له على موقع تويتر في وقت سابق من هذا الأسبوع قائلاً: "حتى لا يعود هناك أي تكهنات بعد الآن، فقدت أوغندا في جنوب السودان تسعة جنود وجُرح اثني عشر آخرين منذ 23 ديسمبر 2013". وأكد أنكوندا نجاح مهمتهم في بور.

والحجة التي تقف خلف تدخل أوغندا في جنوب السودان هي أهميته كسوق لمنتجات أوغندا.

وبعيداً عن ذلك، ثمة مخاوف من امتداد عدم الاستقرار في جنوب السودان إلى مناطق أخرى وراء الحدود.

ومن جهتهم، انقسم مواطنو جنوب السودان في آرائهم بشأن التدخل الأجنبي.


بوث ماديت دوت.
© النيلان | أبراهام داليانق ماكر

كتب بوث ماديت دوت النائب السابق لمنسق ولاية البحيرات إلى جوبا على موقعه على الفيسبوك بأنه ضد تدخل الجيش الأوغندي في جنوب السودان قائلاً: ”هذا التدخل أولاً يبعث رسالة إلى العالم بأسره بأن جنوب السودان دولة فاشلة لأنها أجازت للجيش الأوغندي التدخل، وهو ما يشير بوضوح إلى أن أوغندا أصبحت سيداً مستعمراً لجنوب السودان، ونحن بذلك نتخلى عن استقلالنا لأوغندا. وهو ثانياً يفاقم الأزمة الداخلية في البلاد عوضاً عن حلها“.

وأضاف بأن جنوب السودان معرض لخطر الوقوع في حرب بالوكالة تجري على أرضه لأن دولاً أخرى تعارض أوغندا ويمكن أن تتدخل إلى طرف المتمردين.

وعلى العكس من هذا، قال أبراهام دوت إن تدخل أوغندا في جنوب السودان خطوة لها ما يبررها. فهو يخشى من تصعيد القتال وامتداده بالتالي إلى خارج حدوده.

وعاد جنوب السودان للدخول في صراعات بعد مرور أقل من ثلاث سنوات على استقلاله عندما اندلع القتال في جوبا في 15 ديسمبر 2013 وامتد إلى ولايات أخرى حيث يُعتقد بأنه خلّف أكثر من عشرة آلاف قتيل وأدى إلى نزوح ما مجموعه 468 ألف شخص، بحسب تقارير لهيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي.