’ماي بيو توك‘ - إحداث التغيير عبر المسرح في أبيي

ماي بيو توك‘، وتعني بلغة الدينكا جذور القلب الواحد، هي مجموعة شبابية للأداء المسرحي في منطقة أبيي.

هذه المجموعة المكونة من 21 شاب وشابة بعضهم من المناطق المجاورة لأبيي كأويل، عاصمة ولاية شمال بحر الغزال في جنوب السودان، أتوا إلى هذه المنطقة خلال فترة التسجيل لإجراء الاستفتاء في أبيي، وذلك للترفيه والترويح لسكان المدينة، وبعض المقاطعات المجاورة لتقديم عروض مسرحية لها علاقة بهذا الحدث السياسي.

كانت لهم مسرحيات حملت عناوين مثل ’أبيي لنا حتى لو طلب دمنا‘ ،’الولايات العشرة‘ ، ’فرحة من اجل الاستفتاء‘ ، ’مركز بحري‘ ، و ’شغلة ما شغلتك ما تعملها‘، وهذه الأخيرة تتحدث عن المحسوبية وآثارها السالبة بالنسبة للمجتمع بجانب مسرحيات تتحدث عن محاربة القبلية والعادات الضارة .

”الفكرة من تكوين الفرقة أساساً هي الترويح والترفيه للناس في منطقة أبيي وبالأخص النساء اللواتي فقدن ذويهن خلال الحرب“
كير مدوك مجوكويقول كير مدوك مجوك وهو المدير المسئول لفرقة ’ماي بيو توك‘ انهم كونوا هذه الفرقة للأداء المسرحي برعاية خاصة من مجموعة من نساء النظام العام المعروفات في المنطقة باسم ’بيو توك‘ - وهى مجموعة كونت كشرطة مجتمعية خلال فترة عودة أهالي منطقة أبيي إلى منطقتهم وذلك لحفظ النظام، خاصة وسط الشباب الذين قد يحاولون تعكير أجواء الاستفتاء، إذا ما تناولوا بعضا من الخمر.

وبالفعل حرمت هذه المجموعة الخمور خلال فترة الاستفتاء في المنطقة، وقد وفرت ’بيو توك‘ لهؤلاء الشباب مكانا للتدريب ولتقديم عروضهم المسرحية.

ويواصل كير بالقول أن ”الفكرة من تكوين الفرقة أساساً هي الترويح والترفيه للناس في منطقة أبيي وبالأخص النساء اللواتي فقدن ذويهن خلال الحرب“.

ويفسر كير أنهم في الفرقة يحاولون إضحاك الناس قدر المستطاع.

مجموعة من النساء مستمتعات بعرض مسرحي قدمته فرقة ’ماي بيو توك‘، 30 أكتوبر، 2013.
© النيلان | سمير بول   وبالفعل وخلال فترة الاستفتاء تجد مجموعات من الناس تتجه إلى أماكن الرقص والاحتفالات الأخرى، ولكن في نفس الوقت تجد مجموعات أخرى اختارت البقاء بالقرب من المكان الذي تقدم فيه فرقة ’ماي بيو توك‘ المسرحية عروضها.

ونجد هذه الفرقة أحيانا تقدم عروضها فى الميادين فتجد حشودا من الناس قد تجمعت مستمعة بتلك العروض التي تجذب الانتباه وتخرج الضحكات.

 وتقول جاكلين سايمون، عضوة في فرقة ’ماي بيو توك‘، أنها اختارت التمثيل في الفرقة لانها تهوى التمثيل منذ صغرها، وترى جاكلين أن ”المسرح هو افضل طريقة لتوصيل الرسائل إلى الناس وخاصة أولئك الذين يكبروننا سنا“، فإذا ما خطأ هذا الكبير فانهم لا يستطيعون أن يقولوا له مباشرة أنه مخطئ، ولكن من خلال المسرحية المعروضة عرض أخطاء الكبار يصبح ممكنا.

أما دينق مكور، وهو ممثل في الفرقة فيقول إنه ممارس العمل المسرحي منذ أن كان في السودان.

ويرى دينق أن ”المسرح مهم لإحداث تغييرات داخل المجتمع ومحاربة بعض أمراض المجتمع الضارة كالفساد وعادات مجتمعية أخرى“، مضيفا أن ”مسرحيات مثل مسرحية ’أولاد الشوارع‘ هي مسرحيات تعرض العديد من المشاكل التي تواجهنا في جنوب السودان“.