تدمير النظام البيئي

حماية الأراضي الرطبة من التحول إلى أراض بور

تحوي بحيرة تانا، منبع النيل الأزرق، الكم الأكبر من المياه العذبة في إثيوبيا، وتبلغ مساحتها 3,156 كيلو مترًا مربعًا، وتمثل قرابة نصف مجموع الموارد المائية في البلاد بحسب اتحاد حفظ الطبيعة والتنوع الحيوي (NABU). وتُكوّن البحيرة الواقعة في المرتفعات الشمالية الغربية مساحات من الأراضي الرطبة المهمة – وهي نظام بيئي مكون من ماء وتربة وغطاء نباتي.

تتشكل في حوض بحيرة تانا أنواع مختلفة من الأراضي الرطبة (8,463 هكتار) بواسطة سبعة أنهار وبحيرات كبيرة دائمة الجريان وقرابة 40 نهرًا موسميًا وبحيرة صغيرة. ولهذه الأراضي فوائد ووظائف متنوعة في المجتمع المحلي والبلدان الواقعة على النهر.

للغطاء النباتي للأراضي الرطبة ولا سيما البردي قيمة ثقافية. 

تؤمن الأراضي الرطبة الغذاء والدواء للسكان المحليين والمواد الطبيعية المستخدمة في بناء مساكنهم. فالقوارب والسلال مثلًا تُصنع من ورق البردي الذي يدعى محليًا "دينجيل". وللغطاء النباتي للأراضي الرطبة ولا سيما البردى قيمة ثقافية، إذ يستخدم أثناء احتساء القهوة وفي الأعراس وأيام العطل.

البيئة والتنوع

تفيد الأراضي الرطبة لبحيرة تانا في تصفية المياه من الملوثات وتحسين جودة المياه السطحية والجوفية، وتساهم كذلك في التحكم بالفيضانات، لا سيما في الجانب الشرقي للبحيرة في فوجيرا وديمبيا.

يعيش في بحيرة تانا أكثر من 25 نوعًا من الأسماك، تعتمد في غذائها وتكاثرها على الأراضي الرطبة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وتوفر هذه الأراضي أيضًا الغذاء وأماكن التكاثر والراحة وبناء الأعشاش لأنواع عدة من الطيور المهددة عالميًا بالانقراض والتي تعيش على المسطحات المائية مثل كركي المغبب، والكركي المتوج الأسود، و(Rouget’s Rail). ويوفر الحوض الفرعي موطنًا لأكثر من 100,000 طائر مهاجر، مما يجعل بحيرة تانا موئلًا مهمًا للطيور مشهورًا عالميًا.

تقوم الأراضي الرطبة بدورٍ مهمٍ في امتصاص غاز الكربون والتأثير على المناخ المحلي في محيط بحيرة تانا. ولقد أمنت الكنائس والأديرة الحماية لبعض البقع الخضراء في المنطقة، إلا أن اتحاد حفظ الطبيعة والتنوع الحيوي يؤكد أن معظم غابات المنطقة أزيلت بهدف زراعتها.

التهديدات الناجمة عن سلوك البشر

يصب في بحيرة تانا سنويًا قرابة 9.81 مليون طن من الرواسب المنجرفة من الحوض، مما يؤدي إلى تقليص القدرة التخزينية للبحيرة، ويؤثر في النهاية على الأمن المائي لبلدان مجرى النهر. وتؤثر أنشطة البشر في الحوض على خصائص موارد النظام البيئي للأرض الرطبة، والتي تؤثر بدورها على جودة المياه وكميتها المتدفقة من الحوض إلى مجرى النهر.

ذكر تقرير صدر في عام 2015 عن معهد مياه النيل الأزرق أن تدهور الأراضي الرطبة ليس ناتجًا عن تحويلها إلى أراضٍ زراعية فحسب بل بسبب الترسبات، والرعي الجائر، والانتشار السريع لأنواع من الأعشاب المائية كياقوتية الماء، وبسبب تصريف المياه، وتحويل جريانها، وقطعها، والتجاوز في زراعة أشجار الكينا.

أما الدافع الرئيس في سوء التعامل مع الأراضي الرطبة في الحوض فهو التصور الخاطئ بأنها "أراض بور" من قبل سكان المدن وضفاف الأنهار. ويتجلى ذلك في تشييد المباني السكنية والتجارية، عن طريق ردم الأراضي الرطبة وإزالتها، وفي الممارسات التقليدية الأخرى المتمثلة في إلقاء النفايات الصلبة، وتصريف مياه المجاري، وطمر النفايات، وتصريف المجارير، وإزالة الغابات، وتراجع الزراعة والجور في الرعي.

وبحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد تقلص حجم بحيرة تشاد، على سبيل المثال، بنسبة 90 بالمئة في السنوات الستين الماضية، بسبب الاستخدام الجائر، والجفاف المتنامي، وتغير المناخ، وهي الظروف نفسها التي أدت إلى اختفاء بحيرة هارامايا بالكامل في إثيوبيا.

ملاحظة الصحفي:

يصبح دور ومنافع الموارد الطبيعية عمومًا والأراضي الرطبة لبحيرة تانا على وجه الخصوص أكثر وضوحًا عندما نواجه تحديات مؤلمة ناجمة عن تخريبها والبحث جديًا عن حلولٍ لها. حياتي اليومية هي جانب من البيئة الأكبر، ولطالما فكرت فيما يمكنني عمله لصالح بيئتي. فأنا أوفر في الطاقة الكهربائية، وأتعامل بطريقة صحيحة مع النفايات الصلبة والسائلة، وأعمل على زيادة الوعي بخصوص الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة.