الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

إعادة التفكير في البيئة
ما هو سعر الحياة؟

MiCT | النيلان
تنتج دول حوض النيل نسبة ضئيلة من الإصدارات الكربونية العالمية ، لكنها تتحمل وطأة التلوث وتغير المناخ.
28.03.2019  |  بحر دار، إثيوبيا
مراسلو النيلان على ضفاف بحيرة تانا ، أغسطس 2018.  (الصورة: النيلان | بولن تشول)
مراسلو النيلان على ضفاف بحيرة تانا ، أغسطس 2018. (الصورة: النيلان | بولن تشول)

في 14 أغسطس 2008، التقى عدد من الصحفيين من بلدان شرقي حوض النيل في بحر دار، إثيوبيا للعمل على هذا العدد من النيلان.

لمدة ثلاثة أيام وعبر اجتماعات عديدة، فكّر، بحث وتعاون هؤلاء الصحفيون، كما أجروا محادثات على غرار النقاش العالمي الحالي حول التدهور البيئي.

وغطت التقارير العابرة للحدود التي خرج بها الصحفيون مواضيع كثيرة مثل التلوث، تدمير النظم البيئية، استنزاف الموارد الطبيعية، والأسباب الأساسية وراء التدهور البيئي في منطقة شرق النيل.

في عام 2016، كانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي أصردتها الدول مجتمعة أقل مما أصدرته روسيا بمفردها ، حسب أطلس الكربون العالمي، علما أنه عالميا روسيا تحتل المرتبة الرابعة في قائمة أعلى 20 دولة في هذه الانبعاثات.

وتُصدر أعلى خمسة بلدان (الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، الهند، روسيا، اليابان) أكثر من 57 بالمئة من إجمالي الانبعاثات في العالم. أما أعلى عشرين بلدًا (وتضم دولة أفريقية واحدة هي جنوب أفريقيا) فتصدر 77 بالمئة من الانبعاثات في العالم.

وبالمقابل، لم تصدر دول حوض النيل مجتمعة في عام 2016 سوى 0.8 بالمئة من الانبعاثات العالمية. هذه المعلومات مهمة عند نقاش التوزيع المنصف للمسؤوليات. توزيع المسؤولية لا يعني اللوم بل يجب أن يؤدي إلى التعاون الفعال، من أجل الشروع في معالجة الاحترار العالمي وتدهور البيئة.

من أجل ذلك، يجب أن يكون من الواضح أننا لسنا وحدنا من سيدفع ثمن أفعالنا، بل كوكبنا بالكامل وأجيال المستقبل.

93 بالمئة من أطفال العالم يستنشقون هواء ملوثًا. ويقدر الخبراء أن 600 ألف طفل يموتون سنويًا بسبب تلوث الهواء. وخلال أربعة عقود تقريبًا، انخفض عدد رؤوس الماشية في جميع أنحاء العالم بنسبة 60 بالمئة، بحسب تقرير صادر عن الصندوق العالمي للحياة البرية. واختفى أكثر من أربعة آلاف نوع من أنواع الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات بين عامي 1970 و2014. وقد أدى التلوث وإزالة الغابات وتغير المناخ وغيرها من العوامل البشرية إلى أزمة، بحسب الصندوق العالمي للحياة البرية.

وهناك الكثير مما يجب وضعه في الحسبان عند الحديث عن الحفاظ على البيئة. الاستعمار، الاستغلال، النمو الاقتصادي، الفجوة بين الجنسين، الصحة والتعليم كلها مناقشات تؤثر على هذا الحفاظ وتتأثر به. ربما تكون عجلات النزعة الاستهلاكية والرأسمالية والنمو قد تعدت أي فترة يمكننا فيها حتى التفكير التخفيض من سرعة الاستهلاك والنمو.

ولكن الاعتقاد البشري الأعمق هو أننا نحن من نحدد مصائرنا ونحن الأوصياء الوحيدون على مستقبلنا. علينا أن نشمر عن سواعدنا ونضع مصالحنا الفردية والجماعية والوطنية والاقتصادية جانبًا، لصالح مستقبل مشترك على كوكبنا الأرض.

نحن نعيش في زمن ينبغي أن نحيل فيه كل فعل من أفعالنا إلى المفاوضات الداخلية لإجراء تحليل التكلفة/الفائدة لكل عمل نقوم به. ولكن قد لا نتمكن كأفراد من التفكير بأثر أفعالنا بطريقة شمولية. فالكثير من فرص العمل اليوم تتطلب الطيران فوق نصف الكرة الأرضية. إعداد هذه الصحيفة جمع 25 شخصًا في بحيرة تانا، المنبع المهدد للنيل الأزرق.

ومع ذلك، قررنا جميعًا تحميل كوكبنا تبعات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من 25 شخصًا يطيرون من ستة بلدان مختلفة لإعداد هذه النشرة. نأمل من كل قلبنا أن يكون هذا القرار صحيحًا.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
عندما يكون هنالك خلل في الغابة...
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.