الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

المسرح في جنوب السودان - تحديات متعددة

ميري صمويل أبولو
جوبا - يواجه المسرح بجنوب السودان ركودا ً بسبب تحديات عدة على جميع المهتمين العمل على تجاوزها.
25.04.2024
فرقة عماوس للفنون المسرحية تؤدي عملا مسرحيا في مسرح نياكورون الثقافي، بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس جريدة ’المصير‘، فبراير 2013.
فرقة عماوس للفنون المسرحية تؤدي عملا مسرحيا في مسرح نياكورون الثقافي، بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس جريدة ’المصير‘، فبراير 2013.

منذ استقلال جنوب السودان، ظهرت عدد من التظاهرات الفنية، إلا أن المسرح جنوب السوداني ما زال يعاني من الركود، الناتج عن سنوات الحرب والعنف.

غياب استراتيجية واضحة من الدولة لتبني المسرح يُشكِّل عائقا ًأمام حركة المسرح في ظل ظهور فرق مسرحية دون فضاء مسرحي جامع، كما يرى بعض خبراء المسرح، في وقت تؤكد فيه الحكومة اهتمامها بالعمل في مجال السينما وتطويره.

وقد شاركت شركة جنوب السودان للمسرح من قبل بمهرجان شكسبير العالمي بلندن بتقديم مسرحية ’سمبلين‘ بعربي جوبا، اللغة العربية المحلية، بمهرجان شكسبير العالمي.

”طبيعة النشاط المسرحي يجب أن يوجه في سبيل إحداث تغيير اجتماعي“
مثيانق شريلو
ويقول أتيم أن التحديات التي تواجه المسرح هي عدم وجود أماكن للعرض أو مباني سينما مجهزة، لكنها تعتمد على الأماكن المفتوحة وتحتاج لمبالغ باهظة للإيجار.

وأضاف أتيم أن الوزارة قد ”قدمت قانون المصنفات الفنية وهي في انتظار إجازته من البرلمان“.

ولكن، حتى مع توفير البنية التحتية، هناك عدد من المشاكل على المسرح الجنوب السوداني تجاوزه. يمكن للمسرح ان يكون إحدى الوسائل الاعلامية التي توصل رسائل هادفة عبر استخدام طرق بسيطة وكذلك اللغات المحلية.

”النزاعات وبعض التقاليد الموروثة تتصاعد بسبب غياب رسائل هادفة من وسائل الإعلام المختلفة“، يقول رئيس فرقة نجوم الغد للدراما والتراث نيكولا مناس.

هذا وترى الممثلة سارة أتيم أنه من الضروري ان يتطور المسرح ليناقش القضايا التي تهم المراة مثلا، كالعنف، الاغتصاب والجهل، لأن المجتمع جنوب السوداني ”لا يفهم الدور الذي تؤديه الفتاة سواء يكون له تاثير إيجابي أم سلبي“.

إلا أن البعض يعتقد أن الوقت ليس مناسبا للمسرح كي يناقش كل القضايا وأن ”طبيعة النشاط المسرحي يجب أن يوجه في سبيل إحداث تغيير اجتماعي لواقع خرج من حرب، وهو يفتقد لحاجات أساسية من بناء لعمليات التنمية“، كما فسر الناقد المسرحي مثيانق شريلو.


ملي ملواك راو،  فنان مسرحي، وعضو في شركة جنوب السودان للمسرح، فبراير 2013.
© النيلان | كندي نيمايا
هذا وعلى المشاهدين كذلك أن يشجعوا المسرح والدراما في جنوب السودان، حيث أن العديدين يفضلون الدراما النيجيرية التي تغلب على الأسواق حاليا.

كما أنه على المسرح المحلي أن يتجاوب مع متطلبات الشارع الجنوب السوداني. تتساءل دونا لينسون، شابة جنوب سودانية في مطلع العشرينيات، ”إلى متى سنستمر في واقع لا يمثلنا؟“

ظهر المسرح في جنوب السودان في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد عودة المحاربين السودانيين الذين أشركهم المستعمر آنذاك من قواته ومقاتليه ضد أعداءه، ومن بينهم الرائد الممثل الأول في جنوب السودان أمونا كاباسي الذي كان يقدم عروضا ً في أنديات وشوارع المدينة.

في غشت \\أغسطس 1995، إندلعت الحرب الأهلية الأولى التي عرفت بـ’أنانيا 1‘ في توريت إلى أن انتهت الحرب باتفاقية أديس أبابا 1972.

وشهدت مدة ما بعد الاتفاقية إنشاء مسرح في جوبا وواو أسسهما رجل أعمال سعودي.

وكوَّن جوزيف أبوك أول الفرق المسرحية، فكان المسرح يعكس قضايا السلام والتنوع العرقي والثقافي. وبسبب الحرب الأهلية الثانية 1983، توقفت حركة المسرح من جديد.

يقول أبوك: ”كنا نقدم أعمالاً مسرحية عن أحلام العائدين لوطنهم، نتحدث عن التوظيف والبنية التحتية الجيدة وقضايا الفساد. وأهم ما طُرح هو قضية إخواننا الذين كانوا في الجنوب أثناء الحرب.“

الفرق المسرحية المجتمع جنوب السوداني في انتظار الدعم الذي يجعل المسرح الجنوب السوداني يكشف مواهب الشباب، ويساعد البلد ككل لتخطي العاقبات التي تواجهه، عبر تسليط الضوء على تلك المشاكل التي يعاني منها البلد وكذلك الحلول الممكنة، كما كان مع فرقة جنوب السودان المسرحية الأولى.