الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

غارقون في السلاح: لص الصيد

جوزيف ناشيون
يامبيو - كيف تؤثر الأسلحة على الحياة اليومية: رصد للعلاقة بين السلاح وحامله — هرباً من الأفاعي والأشواك وشرطة الحياة البرية، صياد في ولاية غرب الاستوائية استبدل الأفخاخ التقليدية بالبنادق، ليقتنص لقمة عيش مغمسة…
بنيامين واني خميس.
بنيامين واني خميس.

يمضي بنيامين واني خميس شهراً في بعض الأحيان يمارس الصيد الجائر للحيوانات البرية في أرجاء حديقة الجنوب الوطنية، البالغ مساحتها 20 ألف كيلومتر مربع.

ينطلق ابن الثلاثينات، كعادته دائماً، في الخامسة والنصف صباحاً نحو المستنقعات حيث تتجمع الحيوانات بحثاً عن الطعام. يسير خميس متسلحاً مع غيره من لصوص الصيد بالبنادق، يتبعون اتجاه الريح، فالحيوانات شديدة الحساسية لرائحة الإنسان.

”أنا معجب بمسؤولي مصلحة الحياة البرية لأن حيوانات الحديقة لا تفر هرباً منهم بسبب زيهم الرسمي الذي يرتدونه، وهم لا يوجهون بنادقهم نحوها.“
بنيامين واني خميس
يتحدث خميس عن أن الصيد في الحديقة الوطنية محفوف بالمخاطر والصعاب. ويتابع قائلاً: ”أنا في الحقيقة لا أستمتع بهذا، لكن ظروفي تجبرني لى تعقب الحيوانات المفترسة.“  كما أن هذه الظروف أثرت على حياة خميس الشخصية، ففي إحدى المرات عاد إلى بيته ليجد زوجته قد انتقلت إلى بيت رجل آخر بسبب غيابه الطويل والمتكرر.

غالباً ما يقطع خميس وأصدقاؤه مسافات شاسعة وهم يحملون حزمة من اللحم المدخن البري يصل وزنها إلى 25 كيلوغراماً. ومع أن بيع اللحم المدخن يعرضه لخطر السجن إذا أمسكته مصلحة الحياة البرية، إلا أنه مستعد للإقدام على هذه المخاطرة في ظل انعدام البدائل.

وإضافة إلى المسؤولين عن الحديقة، هناك التهديدات الطبيعية مثل الأشواك والأفاعي وغيرها. يقول خميس: ”من السهل أن تتيه وأنت تقطع مسافات شاسعة ماشياً بحثاً عن فريسة“، مضيفاً أنه غالباً ما تحاصره الأمطار الغزيرة بعيداً عن بيته أثناء موسم الأمطار.

ولعدم وجود أي خيار آخر، يخطط خميس للاستمرار بصيده الجائر ليتمكن أطفاله من الذهاب للمدرسة والحصول على الدواء. يصف لحظات سعيدة نادرة يشعر بها بعد أن يكون هو أو صياد آخر قد قتل وباع حيواناً، ويشتريان بعد ذلك الكحول ليتشاركا شربه.

قبل استعمال البنادق كان خميس قد اعتاد في الماضي نصب الأفخاخ للحيوانات بعمل حفر عرضها خمسة أمتار وتمويهها بالأعشاب، ثم يقوم هو ووالده بطعن الحيوان الذي يسقط في الفخ. وغالباً ما كانا يمسكان بظبي، لكنهما كانا أحيانًا يمسكان أيضاً فيلاً، أو جاموساً، أو خنزيراً برياً، أو فرس نهر، أو وحيد قرن، أو فهداً، أو نمراً.

إلا أنه في ثمانينيات القرن الماضي تحول وآخرون من بيئته إلى استعمال البنادق التي سرّعت من عملية المطاردة. تدر الحيوانات المفترسة أموالاً أكثر في السوق المحلية. فهناك، يبيع لحومه ومعه آخرون من قبيلته التي ظلت زمناً طويلاً تمارس الصيد الجائر من أجل لقمة العيش. وما زال بعض الناس في قبيلته يستخدمون الطرق التقليدية، كالفخ أو الشبكة أو القوس والسهام، وأحياناً يطاردون الحيوان الجريح عدة كيلومترات.

يرتدي خميس ملابس خضراء أو داكنة الألوان مع أكمام طويلة ليكون شبيهاً بعناصر دوريات البراري أملاً بأن لا يخيف الحيوانات، ويطوف حافي القدمين في أرجاء الحديقة التي تكون في بعض الأماكن شديدة العتمة نتيجة لكثافة الأدغال.

هو يود في المستقبل أن يعمل في مصلحة الحياة البرية في الحديقة الوطنية، ويقول: ”أنا معجب بمسؤولي مصلحة الحياة البرية لأن حيوانات الحديقة لا تفر هرباً منهم بسبب زيهم الرسمي الذي يرتدونه، وهم لا يوجهون بنادقهم نحوها.“