الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مسار جديد بين إثيوبيا والسودان

سلام مولوغيتا
حين لا يكون بمقدور معظم الناس تحمل تكاليف السفر جوًا، يغدو السفر بالحافلات ذا دورٍ مهم في بلدان حوض النيل.
16.10.2018  |  أديس أبابا، إثيوبيا
رحلات الحافلات بين أديس أبابا والخرطوم تقرب المسافات جسديًا وعاطفيًا.  (الصورة: النيلان | سلام مولوغيتا)
رحلات الحافلات بين أديس أبابا والخرطوم تقرب المسافات جسديًا وعاطفيًا. (الصورة: النيلان | سلام مولوغيتا)

بفضل علاقات وثيقة تمتد لقرون، تتقاسم إثيوبيا والسودان ما هو أكثر بكثير من حدودهما السياسية. ومن الإشارات الدالة على ارتباطهما الثقافي، شعبية الموسيقى السودانية في مدن إثيوبية شتى، وأيضًا ظاهرة بسيطة نوعًا ما حدثت مؤخرًا وقرَّبت أكثر بين البلدين.

فمنذ عام تقريبًا، أضحى من الشائع رؤية حافلات سودانية للنقل العام تجوب شوارع مدينة أديس أبابا المزدحمة، وتنساب الموسيقى السودانية من نوافذها، وتدور عجلاتها صوب الخرطوم قاطعة الحدود الإثيوبية السودانية. وهذه الحافلات الضخمة هي وسيلة النقل العام البري الوحيدة من أديس أبابا إلى خارج البلاد.

الآن، وجدت وسيلة نقل بأسعار معقولة للعودة إلى إثيوبيا لزيارة عائلتي.“

يسافر ميلاكو ميسكيلي من الخرطوم إلى ساحة ميسكل في أديس أبابا بعد أن أمضى في السودان أربع سنوات. "في الماضي، لم يكن لدي خيار للسفر إلى إثيوبيا سوى جوًا، ولكنه كان فوق طاقة دخلي المحدود. أما الآن، فقد وجدت وسيلة نقل بأسعار معقولة للعودة إلى إثيوبيا لزيارة عائلتي متى شئت"، يفسر ميسكيلي.

ويتشارك السودان وإثيوبيا أطول حدود بالمقارنة مع الدول الست الأخرى المجاورة لإثيوبيا. هذا بالإضافة إلى إقامة أكبر جالية إثيوبية في السودان بالمقارنة مع هذه الدول.

روابط قديمة

كانت بداية العلاقة بين السودان وإثيوبيا كمركزين لحضارتين قديمتين في التجارة والثقافة. وتترسخ هذه العلاقة في الوقت الراهن بفضل الروابط السياسية والاقتصادية والحقوق المشتركة في المراعي. وقد شكلت حكومتا البلدين لجانًا مشتركةً يجتمع رؤساؤها سنويًا، وينصبّ اهتمامها في 13 مجالًا مهمًا، منها التكامل الاقتصادي وتنمية التجارة والاستثمار.

يقول تسفاي سولومون، نائب مدير النقل العام في الهيئة الفدرالية للنقل بإثيوبيا، إن العامل الرئيس وراء إطلاق النقل العام البري هو تقوية العلاقات بين البلدين. ويضيف أنه جرت سلسلة مداولات سنينًا طويلة قبل بدء تسيير الحافلات بعد أن توصل البلدان إلى قناعة بأن الطريق سيفتح الأبواب إلى مزيد من سبل التواصل والترابط.

وتقول مريما علي وهي راكبة أخرى تسافر على الطريق البري الواصل بين أديس أبابا والخرطوم والذي يبلغ طوله 1500 كيلو مترًا: "اعتدت على الشعور بالبعد جسديًا وعاطفيًا، لكني الآن أستطيع السفر من الخرطوم إلى أديس أبابا كما لو أنني أسافر إلى الريف".

تستغرق الرحلة يومين بدءًا من أديس أبابا فتقطع 800 كيلومترًا داخل الأراضي الإثيوبية و700 كيلومترًا عبر الأراضي السودانية. "عشت في الخرطوم مدة 10 أعوام"، يقول أحد الركاب، "لكن لم تكن لدي أدنى فكرة من قبل عن أنحاء السودان الأخرى".

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسقط المطر على سقف واحد فقط
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.