يهدف جنوب السودانيون إلى تعزيز المشاريع الزراعية للحد من المجاعة

موندي موي هو أحد سكان مقاطعة ياي، الواقعة في الجنوب الغربي من جنوب السودان، الذين يخططون للعمل في المشاريع الزراعية حيث يقول: ”أريد أن أنشئ عملاً لنفسي وللآخرين أيضاً“، ويضيف إنه يريد إنشاء مشروع عمل يقوم على معالجة نبات المنيهوت (الكسافا).

”أريد أن أنشئ عملاً لنفسي وللآخرين أيضاً“
موندي موي

وقد بلغت نسبة البطالة بين الشباب الذين يشكلون أغلبية سكان البلاد ما يقارب 75 في المئة، لكن موي يعلم أن الحماس وحده لن يحرك عجلة المشروع على أرض الواقع فهو كغيره من الشباب تعوزه المدخرات المالية، إلا أنه يأمل بالحصول على دعم من المنظمة الدولية غير الحكومية العاملة في جنوب السودان ’سارك‘.

وقد أكد الرئيس سيلفا كير وغيره من المسؤولين في الحكومة الحاجة إلى النهضة بالعمل الزراعي بهدف حل أزمة الغذاء التي تجتاح البلاد والتي تحذر منظمات الإغاثة من إمكان أن يطال تأثيرها مئات الألوف من الناس.

ويقول مانا أديليمو منسق المشاريع في منظمة ’سارك‘ إنهم يوفرون الدعم المالي للشبان الذين يظهرون مقدرة على الابتكار في مجال المشاريع الزراعية مضيفاً: ”إننا ننظم المسابقات للأفراد والمجموعات الملتزمة بالمشاركة ويتم اختيار المرشحين ممن يظهرون جدارتهم“.

وتدير ’سارك‘ كلاً من ’مؤسسة المشاريع الزراعية‘ و’برامج إشراك الشباب‘ في جنوب السودان، ولذلك يخطط موي، بمساعدة مالية من المنظمة غير الحكومية، لإطلاق شركة التصنيع الصغيرة الخاصة به في قريته ويؤكد: ”أريد أن أصنّع دقيق المنيهوت (الكاسافا) النقي للبيع“.

ولكن من غير الواضح مدى أهمية هذا الدعم المالي الذي يقدم لـلشبان "الملتزمين والقادرين على الابتكار" وأثره على معالجة المخاوف المتعلقة بالمجاعة التي تلوح في أفق جنوب السودان مع المعدل المرتفع للبطالة فيه.

إلا أن موي يريد التمسك بخططه لزراعة الكاسافا ويقول إنه سيبدأ عند الحصاد بتحضيره للتصنيع حيث سيقشره ويجففه تحت أشعة الشمس ثم يطحنه ليصبح دقيقاً ناعماً، مستخدماً آلة طحن صغيرة بمحرك يعمل على البنزين.

”بالإضافة إلى زيادة الغذاء فإن المنتجات الزراعية ذات القيمة المضافة ستجعلكم (الشباب) مستقلين اقتصادياً“
إدموند غوغوويؤكد موي أن نجاحه يعتمد على الفوز بالمسابقة لأنه عند ذلك فقط سيتمكن من تأمين المال الكافي لشراء آلة الطحن وغيرها من المعدات التي يحتاجها، ولكنه لا يعلم ما هو المبلغ الذي سيحصل عليه في حال فوزه لأن ’سارك‘ لم تحدد مبلغاً معيناً.

ويقول مفوض الزراعة في مقاطعة ياي، إدموند غوغو، إنه يعتقد أن أهل جنوب السودان بحاجة للتحول من الزراعة التقليدية إلى الممارسات الزراعية ذات القيمة المضافة، وإنه ”بالإضافة إلى زيادة الغذاء فإن المنتجات الزراعية ذات القيمة المضافة ستجعلكم (الشباب) مستقلين اقتصادياً“.

هذا ويعاني جنوب السودان من حرب أهلية أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص. وقد نتج عن هذه الحرب حالات اغتصاب جماعي ونزوح ما يزيد على 1,5 مليون شخص ودفعت البلاد إلى حافة هاوية المجاعة.