الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

المبيدات الزراعية خطر داهم في شمال السودان

حسن بركية
الخرطوم - الاستخدام المكثف أو الخاطئ للمبيدات في الزراعة يمثل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان، حيث يحذر عدد من الخبراء في السودان من تسببها في أمراض خطيرة، كالسرطان أو الفشل الكلوي.
عمال يقومون بشحن محصول البطيخ من مزرعة في دنقلا، ولاية الشمالية، في شاحنات متجهة إلى الخرطوم، مايو 2014.
عمال يقومون بشحن محصول البطيخ من مزرعة في دنقلا، ولاية الشمالية، في شاحنات متجهة إلى الخرطوم، مايو 2014.

’السموم تحاصرنا من كل الجهات‘ هكذا تحدث أحد مزارعي الولاية الشمالية عبر الهاتف مع ’النيلان‘. كثر الحديث في الولاية الشمالية هذه الأيام عن خطر المبيدات الزراعية والآثار الصحية السالبة المترتبة عن الاستخدام المكثف لها، حيث حذر خبراء التغذية والإنتاج الزراعي من تناول الطماطم التي تزرع في الشمالية حالياً، لأنها قد تتسبب في أمراض خطيرة، كالسرطان أو الفشل الكلوي. 

”نحن مواجهون بعملية إفراط في استخدام المبيدات وذلك بسبب ظهور آفة جديدة هذا العام تهاجم محصول الطماطم وتسمى علمياً بـ ’حفار ساق الطماطم‘“.
حسب الله حسب الرسول
ولكن مدير وقاية النباتات بولاية الشمالية المهندس حسب الله حسب الرسول كان له رأي آخر مخالف للتصريحات الحكومية المعتادة في نفي حدوث أي أمر سالب.

قال في تصريحات لصحيفة ’الإنتباهة‘ اليومية التي تصدر في الخرطوم: ”نحن مواجهون بعملية إفراط في استخدام المبيدات وذلك بسبب ظهور آفة جديدة هذا العام تهاجم محصول الطماطم وتسمى علمياً بـ ’حفار ساق الطماطم‘“.

’حفار ساق الطماطم‘ آفة جديدة لم تتمكن الجهات المختصة من تحديد نوع المبيد الذي يكافحها، الأمر الذي جعل منتجي الطماطم يستخدمون المبيدات بكميات كبيرة وبأنواع مختلفة من أجل القضاء عليها.

وينظر الصحفي السوداني أيوب السليك المتخصص في قضايا القطاع الزراعي في السودان ورئيس تحرير صحيفة ’صوت الفلاح‘ – أول صحيفة متخصصة في القطاع الزراعي – إلى مسألة استخدام المبيدات الزراعية في السودان من خلال ممارسة ومعايشة عملية لتلك العمليات الفلاحية.

”نسبة نجاح محصول  الطماطم في الصيف قليلة جداً لكثرة الآفات الزراعية في الصيف ولذلك يستخدم الكثير من المبيدات ومنها مبيد للأوراق ومبيدات للثمار“.


أيوب السليك، 15 يوليو.
© النيلان | حسن بركية
الخطورة تأتي من مبيدات الثمار وفي حالة الاستخدام الخاطئ تؤثر بصورة مباشرة على صحة الإنسان، ”وللأسف هذا ما يحدث الآن مع غياب القوانين والتشريعات تحمي المستهلك وتعاقب الفاعل وغياب الرقابة والمتابعة الحكومية“.

يقول الدكتور فيصل حسن عوض الأستاذ بعدد من الجامعات السودانية والخبير السابق بالهيئة العربية للاستثمار الزراعي أنه عموما إذا تم إنتاج هذا المحصول في ولاية كالشمالية وبدرجات حرارتها العالية المعلومة في حقولٍ مفتوحة فهذا يعني أن إنتاجها تمَّ بمُعالجات كيميائية سواء بالنسبة للبذور أو المعاملات الفلاحية بما في ذلك التعرُّض للإشعاعات والمواد الخاصة بالتحوير الوراثي.

”هنا يُمكن أن تقل تكاليف الإنتاج والأسعار النهائية للمحصول لكن ترتفع درجات ونسب الأضرار الناجمة“ يضيف عوض.

ما يزيد الأمر خطورة هو العثور على مبيدات غير مسجلة في بعض مناطق الولاية، حسب مصادر مطلعة في وزارة الزراعة في ولاية الشمالية تحدثت مع ’النيلان‘ شرط عدم ذكر اسمها. ولا يعرف كيف أو متى دخلت هذه المبيدات الولاية، ولكن يعتقد على نطاق واسع أن بعض هذه المبيدات تدخل عن طريق التهريب من مصر.

وترى تلك المصادر أنه من الواجب أخذ عينات من الخضروات والفواكه من الأسواق وإجراء فحص دقيق لمعرفة العناصر السامة. ولكن هذا لم يحدث إلى الآن.

فحص هذه العينات يقع ضمن واجبات وزارة الزراعة، حيث يقول مصدر هناك أن ”الكثير من العلماء والخبراء بلا عمل في الولاية لأن الواقع الحالي والوضع السياسي يجعلهم خارج دائرة الفعل والذين يقومون ببعض الأعمال في الإرشاد والتوجيه قلة ولا يتجاوزون عدد أصابع اليد في حين أن الولاية بها أكثر من ألف زراعي في تخصصات مختلفة“.

وهناك من يرى أن السياسة الزراعية للوزارة وغياب الإرادة السياسية في مكافحة الفساد وغيرها من العوامل تشكل الصورة الحالية لواقع الولاية من غياب الرقابة. وأثناء إعداد هذه المادة رفض أكثر من شخص في المواقع المعنية التحدث لـ ’النيلان‘ وكان الرد: ”إذا ذكرت اسمي سوف أفقد منصبي“.