يشتري الباعة في السوق عادة منتجاتهم من الدول المجاورة بالدولار الأمريكي، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق السوداء. وذلك يضخم إشارات السعر بالنسبة لرواد السوق في جوبا.
تقول سوزان دراريو، التي تبيع البصل في سوق كونيو كونيو: "نحن الآن نبيع بضائعنا بثمن باهظ لأننا نشتري (100) دولار بقيمة 490 جنيه سوداني جنوبي في السوق السوداء. لم يكن الحال كذلك من قبل".
”نحن الآن نبيع بضائعنا بثمن باهظ لأننا نشتري (100) دولار بقيمة 490 جنيه سوداني جنوبي في السوق السوداء. لم يكن الحال كذلك من قبل“
وتضيف إنها لا تعرف لماذا كان هناك نقص في العملة الصعبة إلا أنها أشارت إلى شائعات بأن الحكومة ترفض إصدار الدولار.
جوزيف أتابيو، الذي يبيع الحبوب في السوق نفسه، عزى ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء وظروف الطريق السيئة داخل البلاد، وخصوصاً على طول طريق جوبا-ياي.
ويقول جوزيف إنه خسر جميع بضائعه في الأسبوع الماضي عندما توقفت شاحنة على طريق جوبا-ياي. ولم يتبق له سوى القليل من السلع كان عليه أن يبيعها بأسعار عالية لتغطية تكاليفه.
ويؤكد: ”أناشد حكومة جنوب السودان للعمل على طريق جوبا ياي لأنه أيضاً يؤمن إيرادات للحكومة وخاصة من البضائع القادمة من جمهورية الكونغو الديمقراطية“.
لقد كان ثمن كيلو من الفاصولياء 10 جنيه أما الآن فيصل سعره إلى 12 جنيه، وهذا نموذج لارتفاع الأسعار في السوق كلها.
© النيلان | باسكال لادو
وتقول مارغريت ناميودو، التي تبيع المواد الغذائية في سوق جبل، إن الأسعار ارتفعت أكثر بسبب فرض ضرائب عدة على التجار من قبل المسؤولين الحكوميين. ففي سوق جبل، يدفع تجار التجزئة خمسة أنواع مختلفة من الضرائب لمكاتب مختلفة، مضيفة أنها لم تعطى أي تفسير واضح لهذه المدفوعات. وقد مررت هذه النفقات جميعها إلى المشترين في السوق.
وقد أعلن حاكم المصرف المركزي لجنوب السودان كورنيليو كوريوم مناييك، مخاطباً البرلمان بشأن مسألة العملة الصعبة في البلاد، أن سعر الصرف الرسمي سيرتفع من 2,96 إلى 4,50 جنيه للدولار ليجاري سعر السوق السوداء.
وجاء هذا الإعلان بعد استجواب وزير المالية ووزير التخطيط الاقتصادي من قبل نواب في البرلمان حول الأسواق المزدوجة للصرف الأجنبي في جنوب السودان.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أمرت الهيئة التشريعية بإجراء تحقيق في المصرف المركزي حول السوق السوداء للدولار.
ويقول كوريوم، متحدثًا إلى أعضاء الجمعية التشريعية الوطنية، إن مصرف جنوب السودان قلق للغاية بشأن وجود سوق مزدوجة للصرف الأجنبي.
وأضاف أن الحرب صعبت توريد العملة للمصارف التجارية، ما خفض إنتاج النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل من 350 ألف برميل يومياً قبل الحرب إلى 160 ألف برميل اليوم.